الديوان

الكل في انتظار الليلة الكبيرة (قفلة المولد النبوي الشريف)

رغم ارتفاع برودة الطقس
“البلدية” تتصدر ملامح الاحتفال ، ولا “حلاوة مولد “صينية أو تركية !
الخرطوم – عامر باشاب
(حلوى المولد) بكل أنواعها وأشكالها تظل تتسيد المشهد بساحة المولد ،كواحدة من العادات الأصيلة، ورغم ارتفاع أسعارها، فإن جميع المواطنين والوافدين يحرصون على شرائها باعتبار أنها تعد أهم الملامح للاحتفاء بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين المصطفى “صلى الله عليه وسلم”.
منذ انطلاقة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ظل الناس يتوافدون إلى الساحات والميادين التي تزين برايات وأعلام الطرق الصوفية، بألوانها المختلفة.. حيث تنتشر (حلاوة المولد) بكل أنواعها وألوانها في جميع الأماكن وعلى رأسها (السمسمية) و(الفولية) و(الحمصية) و(الجوزية) و(البسيمة) والملبن (اللكوم) وغيرها الكثير من الأصناف.
ومحال الحلويات تظل قبلة الأسر لقضاء أوقات جميلة بالاستمتاع بالحلويات، إضافة إلى شراء الألعاب بمختلف أنواعها للصغار ، الذين يتخذون من المولد النبوي الشريف عيداً يهل عليهم ببشائر الفرحة والسرور، ليتسابقوا على شراء (الحصان والعروسة) ،وغيرهما من أشكال الألعاب التي تصنع كحلويات.
في جولة قامت بها (المجهر) داخل ميدان المولد بالسجانة ، توقفنا عند محلات (مي)، وبداخلها وجدنا الشباب “عوض الله محمد أحمد” و”مصعب موسي محمد احمد”، اللذين استقبلانا بترحاب سوداني، عرفنا أنهما من أسرة عريقة احترفت صناعة حلويات المولد بكل أصنافها.  
وتناقل هذه الصنعة أفراد الأسرة جيلاً بعد جيل منذ سبعينات، حيث كانت بداية اكتساب الخبرة من على يد السيد “موسى محمد أحمد”، الذي احترف صناعة وتجارة الحلويات واشتهر بها  لأكثر من أربعين عاماً، وافتتح أول محالها في ميدان المولد بحوش الخليفة بأم درمان ،  وبعدها افتتح فرع (ميدان المولد  بالسجانة).
{ الحلويات سودانية مية المية
ورداً على سؤالنا ،عن تردد أحاديث عن دخول حلويات قادمة من “الصين” و”تركيا”، نفى بائع الحلويات “عوض” تلك الأحاديث، وأكد أن الحلويات الموجودة في السوق هذا العام هي نفس الحلويات، التي اعتاد عليها الناس سنوياً وهي حلويات سودانية خالصة، متنوعة من بينها (الملفوف والسمسمية والفولية والحمصية والعسلية والهريسة.. وغيرها الكثير.. إضافة إلى وجود الألعاب للأطفال، وهي مصنوعة بطرق مميزة جداً، وأضاف قد تكون هناك بعض إكسسوارات تزين الحلويات الخاصة بالأطفال (كعروسة وحصان المولد)، تأتي من خارج البلاد ،وأغلبها تأتي من مصر والسنوات الأخيرة بدأت تأتي من “الصين”.
أما فيما يخص الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على حركة الشراء ،  قال “مصعب” إن الإقبال على شراء الحلويات هذا العام يسير على نفس وتيرة العام السابق ،خاصة أن أسعار العام الماضي  ظلت كما هي ولم تكن هناك زيادة في الأسعار.
ثم واصل معرفاً أسعار الحلوى ، وأكد بأن كيلو الحلوى البلدية (السمسمية والفولية والحمصية) ثابت في (35) جنيهاً، وكيلو الحلويات اللينة أو الفاخرة أيضاً ثابت في سعره القديم (50) جنيهاً، والعرائس من (10) إلى (80) جنيهاً.
{ (قفلة) المولد ذروة البيع
 وختام حديثه، أكد “عوض” بأن الجميع يترقبون (قفلة) المولد ،وفيها تزداد وتيرة النشاط الدعوي وحلقات الذكر، التي تجذب أعداداً كبيرة من المواطنين، وبجانب ذلك ترتفع حركة البيع، وأضاف قائلاً في (قفلة) المولد التي تصادف يوم (الأربعاء) نتوقع زحاماً شديداً رغم برودة الطقس، وقال مهما علت موجة البرد ، فإن الشعب السوداني أكثر الشعوب محبة للرسول لن يتغيبوا عن الليلة الكبيرة (قفلة المولد)، ففي هذه الليلة تكون الروحانيات في قمتها وتتواصل الاحتفالات بكل أشكالها تعظيماً للحبيب المصطفى رسولنا،  وحبيبنا (محمد) صلى الله عليه وسلم

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية