الحكومة تعترض على دمج الوساطة لقضيتي دارفور والمنطقتين فى منبر واحد
بدأ بلقاء كل وفد منفصلاً
وقف إطلاق النار ووقف العدائيات وتوصيل المساعدات تتصدر أجندة “أديس”
أديس أبابا – يوسف عبد المنان
انطلقت بالعاصمة الأثيوبية “أديس أبابا” جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة والحركات المسلحة ابتدرتها الوساطة الأفريقية برئاسة “ثامبو أمبكي” باجتماعات تشاورية منفصلة مع الوفدين بغية الاتفاق على أجندة المفاوضات.
وفي الأثناء عملت الوساطة الأفريقية على جمع مسار مفاوضات الدوحة والمنطقتين في عملية سياسية واحدة في مسارين إلا أن وفد الحكومة أعلن رفضه للخطوة بالانسحاب من الجلسة الافتتاحية قبل عقدها بدقائق محدودة، حيث غادر “د.أمين حسن عمر”، و”محمد مختار” واللواء “دخري الزمان عمر”، بينما اتخذ كل من “أركو مناوي” و”أحمد تقد لسان” موقعيهما في قاعة صغيرة ضاقت بحشد المعارضة والوفد الحكومي.
وأعلن رئيس الوفد “إبراهيم محمود حامد” استعداد الحكومة لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقتين و”دارفور” فوراً تمهيداً لإجراء حوار وطني يؤدي لوقف الحرب ويوطن للاستقرار في “السودان” من خلال استكمال البروتوكولات الخاصة بالمنطقتين، وحدد “حامد” سقف الحكومة في القضايا الإنسانية بالاتفاقية الثلاثية التي وقعتها الحكومة والحركة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وحمل رئيس وفد الحكومة الحركة معاناة المواطنين في “النيل الأزرق” وجنوب “كردفان” طوال الفترة الماضية، وأبدى استعداد الحكومة في هذه الجولة التوقيع على اتفاقية السلام التي يمكن التوصل إليها.
من جهة أخرى أجمع المتحدثون الثلاثة “ياسر عرمان” و”أحمد تقد لسان” و”مني أركو مناوي” على وقف العدائيات بهدف توصيل المساعدات الإنسانية للمتاثرين، وأكد “عرمان” التزامهم بوقف الحرب لـ(6) أشهر، مطالباً الحكومة بأن تحذو حذوهم، واتهم “عرمان” الحكومة بعدم الوفاء بما أعلنته من وقف للنار باستمرارها في قصف المدنيين بالمنطقتين و”دارفور”، وقال إن السلام لن يكون شاملاً إلا بالحوار وبعد انسحاب الوفد الحكومي الخاص بمسار دارفور.
وقال رئيس مكتب سلام دارفور عضو وفد التفاوض الدكتور “أمين حسن عمر” في تصريح لـ(المجهر) إن انسحابهم من الجلسة يعد تعبيراً عن رفضهم لقيام منبر جديد في “أديس ابابا” بديلاً للدوحة، وكشف أنهم أبلغوا الوساطة بهذا الموقف ولكنها تمادت في إقحام قضية “دارفور” في غير موضعها، وقال (الوساطة حرة في مواقفها ونحن أحرار في قرارنا)، بينما قال رئيس وفد حركة العدل والمساواة “أحمد تقد لسان” لـ(المجهر) إن منبر الدوحة لا يعنيهم في شي
وشهدت أروقة المفاوضات بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية بـ “فندق ماريوت”، بالعاصمة الإثيوبية نشاطاً كثيفًا، حيث التقى رئيس الآلية الأفريقية للوساطة بين حكومة الخرطوم والحركات المسلحة، “ثامبو أمبيكي،” أمس وفد الحكومة برئاسة مساعد رئيس الجمهورية، المهندس “إبراهيم محمود حامد”. وقد التقى كذلك وفد الجبهة الثورية الذي يضم الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات دارف. وتلقى الوفدان جدول وأجندة المفاوضات من رئيس الآلية الأفريقية، “ثامبو أمبيكي” تمهيدًا لانطلاق المفاوضات.
وكانت الحركات المسلحة، أجرت فجر أمس (الخميس)، بفندق هيلتون بأديس، اجتماعًا مع، رئيس حزب الأمة “الصادق المهدي” مشاورات قبيل لقاء “ثامبو أمبيكي”، شارك فيها من جانب الحركات المسلحة، الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال “ياسر عرمان”، رئيس وفد الحركة في المفاوضات، و”مني أركو مناوي”، رئيس حركة تحرير السودان.
وقال مصدر (فضل عدم الكشف عن اسمه) للأناضول (إن جدول الأجندة يتضمن وقف إطلاق النار في دارفور والمنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان) بين الحكومة ومختلف الحركات المسلحة، بالإضافة إلى وقف العدائيات ووصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع).
وكشف المصدر أن وفد الحكومة نقل خلال اللقاء إلى “ثامبو أمبيكي”، طلب الحكومة المتعلق بحصر اللقاء التحضيري مع الحركات المسلحة على وقف إطلاق النار، وبحث مشاركة الحركات في الحوار الجاري في الخرطوم منذ 10 أكتوبر الماضي. ويعتقد المراقبون أن طلب الحكومة السودانية بحصر اللقاء التحضيري مع الحركات المسلحة حول وقف إطلاق النار، ربما يشير لاستبعاد حزب الأمة وبقية الأحزاب السياسية المعارضة من مشاركتها في اللقاء.