ضرس العقل في معقل مروجي الشائعات بمواقع التواصل الاجتماعي
بعد إطلاق سراح (أبو القنفد)
المجهر – ميعاد مبارك
حملة أخطب بي ضرسك
ضرس أبيض وعديلة بيضاء
أثبت حبك أقلع ضرسك
ضرسك – نصف – دينك
وغيرها من الشعارات التي روجت لظاهرة شغلت مواقع التواصل وأثارت جدلاً كبيراً وصل إلى حد قيام حملات مضادة.. على نهج حكاية (أبو القنفد) و(المكوة) جاءت قصة ضرس العقل.. (المجهر) وقفت على التفاصيل التي تضعك حائراً ما بين البكاء والضحك و(شر البلية ما يضحك).
الإشاعة.. خاتم ضرس
في ظاهرة فريدة من نوعها أقدم شاب سوداني على شيء جديد.. إذ إنه قام بترصيع خاتم لخطيبته بضرس العقل بدلاً عن الذهب والمجوهرات، وقدمه كخاتم خطوبة في ظاهرة نالت الاستحسان من خطيبته والدهشة من ذويهم والمدعوين.. وانتهت ليلة الخطوبة بالأهازيج والضحكات والحب الأبدي.
أصل الحكاية
شاب أجنبي لا يمت للسودان بصلة قام بوضع ضرس العقل خاصته بدلاً من الماسة أو الحجر الكريم في خاتم من الفضة ، ربما تعبيراً عن تعقله بعد طيش أو تمليك محبوبته ضرس العقل خاصته لتصبح سيدة الموقف.. بغض النظر عن الأسباب سعدت الفتاة بالخاتم الذي يعتبر تقليعة جديدة، وقام الأصدقاء والعروسان بنشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعية.. إلى هنا انتهت قصة الخطيبين الحقيقيين.
سودنة الصور
قام أحد الشباب بإرسال الصورة والقصة لمجموعة واتساب، وفجأة قرر رواد المجموعة خلق إشاعة محلية من القصة وتراهنوا على انتشارها في لمح البصر، بالفعل قاموا بقص الجزء الذي يظهر الوشم في يد (الخواجية) من ثم غيروا في شكل الصورة و(تسمير) اليد عبر برامج الصور البسيطة المرفقة بهواتفهم الجوالة، اختاروا شعارات جاذبة، مقررين أن تسير في ثلاثة أوجه وجه ديني على شاكلة (ضرسك نصف دينك)، وآخر شبابي (أقلع ضرسك -أثبت حبك)، كما أرادوا جذب المستنيرين بشعار يناسبهم (مشوار الألف ميل يبدأ بضرس).. وغيرها من الشعارات لينتشر الخبر المشاع في دقائق عبر الأسافير.
دهشة واستغراب
ما بين الدهشة والتوقع شاهد رواد المجموعة سرعة انتشار القصة والجدل الذي أثير حولها، بالرغم من أنهم أرسلوها لمجموعات قليلة، والذين أكدوا أن الأمر بدأ بمزحة ثم وجدوا أن الأمر قد يكون درساً قوياً لمن يصدق الإشاعات الإسفيرية ويروج لها. قالت إحدى رائدات المجموعة لـ(المجهر): (لم نتوقع هذا الانتشار لأن الأمر بدأ بمزحة ومن ثم التسلية وكان التحدي، لأجد الناس يرسلون القصة وينشرونها، بل وخارج مواقع التواصل الاجتماعي، كنت بالأمس في أحد المطاعم وتفاجأت ببعض الشباب في طاولة قريبة مني يتناقشون في القصة)، وأضافت (صار من السهل جداً انتشار الإشاعات، هذه المزحة الصغيرة علمتنا درساً مهماً وخطيراً، ربما تكون هذه القصة غير مهمة، ولكن مواقع التواصل الاجتماعي قد تستخدم في إشاعات كبيرة ومضرة جداً، لذا يجب الحذر والتأكد قبل النشر).
تعليقات ساخرة
ومن التعليقات الساخرة على حكاية (خاتم ضرس العقل)، ما قالته “تينا”: (إذا فسخوا الخطبة هل الضرس قابل للرد)، وأردفت ضاحكة (نصف الدين صار في مقتل) في تدليل على شدة آلام خلع ضرس العقل، فيما وجد فيها آخرون فسحة لإطلاق نكات حول التعدد فرصة للتعدد من نوع (أربعة ضروس أربعة عرائس) وغيرها من التعليقات، حيث اعتبر البعض أن الفتاة التي أهداها خطيبها ضرسه، وقعت ضحية الخداع وكما قالت إحداهن (غشوهااا).. وآخرون شددوا على تقييم الضرس وهل مصاب بالتسوس أم نقي بنسبة مائة بالمائة، وفي سخرية واضحة قارنوا بينه وبين الذهب.. وصار بعض الشباب الساخرين يستخدمون عبارة (يسلم ضرسك) بدلاً عن (تسلم إيدك) و(خلي بالك من ضرسك) بدلاً عن (خلي بالك من نفسك) وغيرها.
الشبكة من فك الرجال
وفي تواصل ساخر لسلسلة إشاعات الحملة كتب أحد الشباب (ضرسك نصف دينك).. قابلها ناشطون بحملة أخرى وهي ضرسك مقرف.. وأصبح التراشق بالكلمات هو سيد الموقف.. سنرى هل ستتحول شبكة الخطوبة من أسنان الرجال، أم إنها المرة الأولى والأخيرة.. مقبل الأيام ستكشف ذلك.
ضرس العريس
السؤال الذي سيطرح نفسه في حالة لامست أقدام هذه الإشاعة أرض الواقع واُستُغلت أسنان العريس في صنع مصوغات شبكة العروس، هل سيضاف طقس جديد لعادات الزواج السوداني، فتصبح مثل الجرتق، وقولة الخير، وهل سيأتي يوم يستبدل فيه فطور العريس بطقس (قلع ضروس العريس)؟!!!.