مستشفى (ميوت) يحتفي بيوم التوعية بأمراض الكبد وسط حضور حاشد
في أمسية بدأت بالمشي وانتهت بالغناء
المجهر – ميعاد مبارك
حشود متوشحة باللون الأصفر الممهورة بشعار مستشفى (ميوت) الهندي زينت باحة (الساحة الخضراء) أمس الأول، معلنة الاحتفال بيوم التوعية بأمراض الكبد الذي نظمته المستشفى بالخرطوم بحضور السفير الهندي، وممثل ديوان الضرائب “نجم الدين مهدي” وممثل وزارة الصحة الاتحادية “دفع الله علم الهدى” و”هاني جعفر” ممثل نادي الصداقة السوداني الهندي، بالإضافة إلى مديرة جامعة الزعيم الأزهري بروفيسور “سهام محمد أحمد”، ورئيس مجلس إدارة (المجهر السياسي) الأستاذ “الهندي عز الدين”، ومدير عام مستشفى (ميوت) دكتور”بريتفي موهنداس”، ولفيف من الاختصاصيين والاستشاريين من “الهند” و”السودان”، مع جمع غفير من طلاب الجامعات ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين بالتوعية بأمراض الكبد داخل وخارج البلاد.
المشي من أجل حياة صحية
سارت الحشود الطلابية والشبابية داخل الساحة الخضراء حاملين شعارات المستشفى ولافتات للتوعية بأمراض الكبد وكيفية الوقاية منها، لتدعيم أهمية المشي ونظام الحياة الصحي.
أفتتح بعدها البرنامج بآيات من الذكر الحكيم تلاها بصوت خاشع القارئ الطفل “عبد الله بابكر” عقبها عزف النشيدين الوطنيين لـ”السودان” و”الهند”، والعلم الذي يجمع علم البلدين يرفرف عالياً شاهداً على حميمية العلاقات المشتركة بين البلدين.
(ميوت) قريباً في السودان
في بداية البرنامج تحدث السيد “جلال حامد” مدير العلاقات الخارجية لمستشفى (ميوت) شاكراً الحضور، متحدثاً عن العلاقات بين البلدين وعلاقته كسوداني بـ”الهند” وبمستشفى (ميوت) التي عمل بها قرابة الخمسة عشر عاماً، وأضاف قائلاً: (لو لم نشعر بآلام أهلنا فلا خير فينا)، مشيراً إلى الواجب الملقي على عاتق أبناء السودان خارج أسوار الوطن، ولفت إلى بداية الحملات منذ ثلاث سنوات بالتوعية بأمراض القلب، ومن ثم السرطان انتهاء بالكبد، وأكد على استمرار البرامج والفعاليات والتعاون الصحي بين المستشفى والسودان، متمنياً أن يرى فرعاً لـ”ميوت” قريباً في السودان.
الإصابة بالكبد في السودان أعلى من النسبة الخطرة
ممثل وزارة الصحة الاتحادية “دفع الله علم الهدى” أكد على أهمية التوعية بأمراض الكبد، متحدثاً عن مخاطر المرض بالبلاد، واستدل بإرشادات منظمة الصحة العالمية في هذا السياق، والتي تقول (ما أن تصل نسبة الإصابة بأمراض الكبد في منطقة إلى (8%) يعتبر الأمر من الخطورة بمكان)، منوهاً إلى أن نسبة الإصابة في بعض المناطق في السودان تصل إلى (14%). وشكر”دفع الله علم الهدى” مستشفى (ميوت) على الدور الفاعل الذي تلعبه في التوعية بأمراض الكبد، في ظل الضائقة الاقتصادية التي تؤثر على مستوى الخدمات الصحية.
نتعاون مع (ميوت) لمكافحة هذا المرض
عقب على كلامه دكتور “الأمين بشير” أهم اختصاصي للكبد بمنظمة الصحة العالمية قائلاً: (هذا الحشد الكبير ينم عن وعي كبير، الكل يعرف خطورة أمراض الكبد، وضرورة رفع مستويات الوعي الصحي، لأجل استئصال المرض الذي يمثل هاجساً لكافة الدول العربية)، وأضاف (نتعاون مع ميوت لمكافحة هذا المرض).
خطورة الحديد على مريض الكبد
خبيرة التغذية “فاتن الكاظم” لفتت إلى أهمية النظام الغذائي للوقاية من المرض، وتعرضت لأنواع الأغذية التي يجب على مريض الكبد تناولها أو الحذر منها، قائلة: (الكبد مصنع كبير تحدث فيه أكثر من 500 عملية كيميائية، والتغذية تلعب دوراً كبيراً في الوقاية والعلاج، ومعالجة المضاعفات)، محذرة من المعتقدات الخاطئة مثل ضرورة تناول مريض الكبد لكميات كبيرة من السكر، والتي أثبتت الدراسات العلمية أنه يؤدي إلى تلف خلايا الكبد، ولفتت إلى ضرورة تناول كميات مناسبة من النشويات، وضرورة وأهمية الخضر والفاكهة للكبد.
الفاكهة قبل وليس بعد الأكل
وأوضحت “الكاظم” أنه يجب أكل الفاكهة قبل الأكل بربع ساعة وليس بعده، منبهة لخطورة الأغذية التي تحتوي على الحديد مثل “الجرجير” و”القضيم” ومدى خطورتها على المصابين بأمراض الكب.
“الهندي عز الدين”: “الهند” تتفوق على “ألمانيا”
رئيس مجلس إدارة المجهر السياسي “الهندي عز الدين” تحدث متناولاً رحلة استشفائه الطويلة التي بدأت بالبلاد، ومن ثم حطت في “ألمانيا” انتهاء بمستشفيات (ميوت) بالهند، حيث وجد العلاج الناجع والرعاية المميزة بعد إجرائه عملية تغيير الحوض هناك، قائلاً: (جاءت زيارتي للهند بعد عدة اتصالات ومراسلات، شملت عدداً من دول العالم، كان التشخيص واحداً ولكن اختلفت أساليب العلاج، كانت لي رحلة علاج سابقة إلى “ألمانيا”، استخدموا معي علاجاً جديداً، يتم فيه تسييل الدم من الشرايين للوصول إلى مفصل المخروقة، وكان في مشفى عريق تأسس منذ العام 1870م، إلا أن العلاج فشل)، وأضاف (ثم كانت خطوتي الأخيرة بالتعامل مع مستشفى (ميوت)، وبالرغم من أن دول أوربا تعد من دول العالم الأولى و”الهند” مازالت تصنف ضمن دول العالم الثالث، إلا أن العناية الطبية كانت أفضل بـ”الهند” والذي شعبها يشبه في عاطفته شعبنا إلى حد كبير. وقارن بين الأوضاع في “أوربا” حيث يحتاج المريض قرابة الشهر لمقابلة الطبيب والفحوصات التي قد تكلف أسابيع لإجرائها في أوربا، وما بين الوضع في مستشفيات (ميوت)، حيث وصل الأستاذ “الهندي عز الدين” صباح (الثلاثاء)، وأُجريت العملية فجر (الخميس)، كما تحدث عن الاستقبال والترحاب الذي ناله منذ وصوله للمطار وتواضع الطبيب “بريتفي” الذي دخل إلى غرفة “الهندي” يوم العملية وهو يجر النقالة مع الممرضة بنفسه، لافتاً إلى العناية الفائقة بـ”ميوت”، حيث إنه ومن اليوم الثاني للعملية رافقه اختصاصي علاج طبيعي وبدأ التدريب على المشي بعكازين، ومن ثم في الثالث بعكاز واحد، واستمر العلاج الطبيعي لثلاث أسابيع، ليتمكن خلال شهر فقط من التخلص من العكاز نهائياً، وأكد على إعجابه بالشعب الهندي وحبه للعمل، شاكراً دكتور “بريتفي مهنداس” ووالدته، وتحدث عن تقديرهم لمعاني الإنسانية وتفانيهم، وختم حديثه (بالامتنان لمستشفى (ميوت) الذي صرف 60 ألف دولار لأجل التوعية بأمراض الكبد في السودان، مؤكداً على الرسالة الإنسانية قبل الربحية للمستشفى، وقال: (لو كانت مثل هذه البرامج التوعوية والكرنفالات لأهداف ترويجية، فمرحباً بمثل هذا الترويج الإيجابي).
برز بين الحضور على مشارف ختام الاحتفالية رجل نحيل يضع كفيه في جيبه، يسير إلى المنصة على استحياء، عرفه مقدم البرنامج قائلاً إن هذا الشاب النحيل هو مدير عام مستشفى (ميوت)، شكر دكتور “برتبي موهنداس” شعب السودان والحضور من رجال إعلام وأطباء وكل المهتمين بالتوعية، واعتذر لتحدثه باللغة الإنجليزية وعدم إجادته للعربية، وقال: (سألني السودانيين العاملين بميوت قائلين: (ما الذي ستفعله للسودان ومواطنه العادي؟ فقد كنا نعالج العديد من الشخصيات المهمة، لذا جئنا للتوعية لا نريدكم أن تأتوا للعلاج هناك لذلك نساهم بالوقاية والتوعية).
أحيا الحفل الفنان الشاب “شريف الفحيل” وفرقة (عقد الجلاد)، بالإضافة إلى فرقة (همبريب) للكوميديا و”محمد موسى”، وأنهت الأمسية كما بدأت في أجواء مليئة بالمتعة والحماس.