الرئاسة توجه ولاية الخرطوم بحظر أي نشاط قبلي أو جهوي داخل العاصمة
“حسبو” يشدد على إعادة النظر في قسمة الموارد بين المركز والولايات
الخرطوم ـ نهلة مجذوب
قطع نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” أنه لا وجود لأي كيانات قبلية أو جهوية في العاصمة القومية، وأن هذه الكيانات مكانها الولايات فالعاصمة لجميع السودانيين ولا يعقل أن توجد بالعاصمة (980) واجهة قبلية.
وطالب “حسبو” خلال مخاطبته أمس (السبت) مؤتمر ولاية الخرطوم لتقييم وتقويم تجربة الحكم اللامركزي الذي انعقد بالمجلس التشريعي للولاية، طالب سلطات الولاية بمنع أي نشاط قبلي أو جهوي داخل العاصمة القومية ذلك تعزيزاً لممسكات الوحدة الوطنية. وتناول “حسبو” تجربة الإنقاذ في الحكم اللامركزي، وطالب بإعادة النظر في قسمة الموارد المالية بين المركز والولايات، مشيراً إلى أن معايير مفوضية قسمة الموارد لا تراعي خصوصية ولاية الخرطوم والأعباء التي تتحملها في استضافة العاصمة القومية وتحملها كذلك لإفرازات النزوح والهجرة واللجوء، كما طالب “حسبو” بإعادة النظر في قسمة الموارد بين الولاية والمحليات حتى لا تقع المظالم وتطبيق معايير القسمة بكل شفافية.
وقال “حسبو” إن الحكم اللامركزي مطلوب منه تحسين أحوال المواطنين المعيشية. وأضاف مهما أنجزنا وقدمنا من خدمات لكن تظل غير كافية ومهما يقال عن التعليم، أن الخريج السوداني لا يزال أفضل من ينافس على الوظائف في منطقة الخليج العربي. وأرجع نائب الرئيس الضعف في أداء المحليات لكونها لا توجد بها مجالس رقابية منتخبة، مؤكداً أن الإصلاح الحقيقي هو منح المحليات المزيد من الصلاحيات. وجدد “حسبو” التزام الحكومة بمخرجات الحوار الوطني الذي يجري حالياً .
من جانبه أشار والي الخرطوم فريق أول مهندس ركن “عبد الرحيم محمد حسين”، إلى الأعباء التي تتحملها ولاية الخرطوم، مشيراً إلى أن (45%) من السكان عبء اتحادي تتحمله ولاية الخرطوم يعملون في مجالات الخدمة المدنية ومؤسسات التعليم العالي، بالإضافة إلى أعباء الوجود الأجنبي. وطالب الوالي المؤتمرين بتناول القضايا المطروحة بالجرأة في الطرح والجرأة في تقديم التوصيات .
من جهته أوضح وزير ديوان الحكم الاتحادي “فيصل حسن إبراهيم”، أن المؤتمرات التي انعقدت في الولايات باستثناء الخرطوم وشمال كردفان خرجت حتى الآن بـ(6200) توصية، بخلاف الورش القطاعية والورش التي سيعقدها مجلس الوزراء الاتحادي عبر قطاعاته لتقييم هذه التجربة. وقال الوزير نظرتنا لولاية الخرطوم يجب أن تكون مغايرة. وطالب بتوصيات واضحة في العلاقات البينية مع الحكومة الاتحادية ليتم مناقشتها في المؤتمر القومي الذي سينعقد أول العام القادم .
فيما أكد وزير الحكم المحلي بالولاية “حسن إسماعيل”، أن ورش المحليات القطاعية خرجت بخلاصات مهمة لسد ثغرات الحكم المحلي وهي تمثل رؤى جميع أهل السودان.
وناقش المؤتمر (3) أوراق عمل رئيسية الأولى عن تجربة الحكم الفدرالي في السودان (التشريعات الهياكل العلاقات)، وورقة الموارد البشرية والاقتصادية وورقة عن الحكم المحلي في النظم اللامركزية.
وقد شهد المؤتمر مناقشات جريئة حول أوضاع الحكم اللامركزي بولاية الخرطوم، وبرزت مطالبات بفصل العاصمة عن ولاية الخرطوم أو منح الخرطوم تمييزاً إيجابياً لكونها تتحمل أعباء العاصمة، وإعادة النظر في قسمة الموارد القومية بين الولايات حسب تعدادها السكاني، وتقليل عدد الوزارات وزيادة عدد المحليات، فيما طالب البعض بتخفيض كل هياكل الحكم. وانتقدت بعض التوصيات تركيز المحليات على الجبايات وضرورة مشاركة الأحزاب في الحكم المحلي.