حزب معارض يطلب إبعاد "أمبيكي" من الوساطة بين الفرقاء السودانيين
الخرطوم ـ المجهر
طالب حزب التحالف الوطني السوداني أمس (الجمعة)، بإبعاد رئيس الوساطة الأفريقية “ثامبو أمبيكي” لتبنيه المواقف الحكومية، ورفض مهلة الاتحاد الأفريقي لقوى المعارضة للتوقيع على خارطة طريق الاجتماع التشاوري. ورفضت الحركة الشعبية ـ شمال، وحركتا (تحرير السودان) و(العدل والمساواة) وحزب الأمة القومي، التوقيع على خارطة طريق حول الحوار الوطني ووقف الحرب، دفعت بها الآلية الأفريقية الرفيعة، (الاثنين) الماضي، بينما وقعت الحكومة و”أمبيكي” على الوثيقة.
وقال التحالف الوطني السوداني بقيادة “كمال إسماعيل” في بيان أمس، إن توقيع “أمبيكي” على خارطة الطريق مع طرف واحد بمعزل عن بقية الأطراف أفقد الوساطة حيادها. وأكد البيان أن الموقف يضاف لمواقف سابقة لأمبيكي تماهى فيها بشكل علني مع الموقف الحكومي، على رأسها تعمده إبعاد قوى الإجماع الوطني. وزاد “أمبيكي، انتقل من خانة الوسيط المتعاطف ليصبح طرفاً يتبنى الموقف الحكومي علناً، ويصبح فاقداً لثقة بقية الأطراف وغير مؤهل أخلاقياً مستقبلاً للعب أي دور إيجابي يؤهله لاستكمال مهام وساطته). ورهن التحالف حدوث اختراق في الملف السوداني وتجنب أي آثار كارثية لخارطة الطريق، بأن (يقر مجلس السلم والأمن الأفريقي بخطأ منهج التوقيع المنفرد وإدانة المسلك الإقصائي لرئيس الآلية ثم إعادة الحيوية والثقة للعملية بأبعاد “أمبيكي” مع استبدال منهجه غير البنَّاء بآخر جديد يتسق مع روح القرار (539)). ورفض البيان ما أسماه بمنهج التهديد ومحاولات الإرغام لفرض المواقف السياسية على المعارضة من قبل رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي “نكوسازانا دلاميني زوما”، التي أمهلت المعارضة حتى (الاثنين) للتوقيع على الوثيقة ومنعها من إبداء رأيها بشأن خارطة الطريق. وتابع (مسلك “زوما” يعد مسلكاً شمولياً ديكتاتورياً مرفوضاً وغير مسبوق لابتعاده عن منهج التحاور والإقناع بتعضيض مسلك الإرغام بأسلوب الإسكات). ونبه التحالف الوطني السوداني إلى أن منهج التوقيع المنفرد مع طرف واحد من دون بقية الأطراف يتعارض مع جوهر القرار (539) الصادر من مجلس السلم والأمن الأفريقي، الذي شدد على التوصل لاتفاق سياسي شامل بمشاركة كل الأطراف.
وأفاد بأن خارطة الطريق تتبنى وجهة النظر الحكومية في كل القضايا الأساسية وتجعل حوار قاعة الصداقة ملزماً لكافة القوى الممانعة، واعتبر أنه إذا كان المطلوب من المعارضة التوقيع عليه فهذا بمثابة شروط استسلام وليس حواراً حراً متكافئاً ونزيهاً.
وقال بيان التحالف إن وساطة “أمبيكي” لم تلجأ في جولات التفاوض السابقة التي انفضت بسبب التعنت الحكومي على توقيع اتفاق منفرد يتجاوز الحكومة. وأضاف (التداعيات المرتبطة بالتوقيع على خارطة طريق واستصحاب ملاحظات الحكومة مع تجاهل حتى مناقشة مقترحات المعارضة، يعد تجاوزاً لدور الوساطة ومسلكاً يخالف قواعد التوسط بين الفرقاء).