شهادتي لله

اختطاف المفاوضات و الملتقى التحضيري !!

أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام تأجيل المفاوضات المزمع إقامتها بين الحكومة و الحركة الشعبية قطاع الشمال ، و المؤتمر التحضيري الذي يضم الحكومة و أحزاب ( 7+7 ) و الحركات المسلحة التي تستضيفها ” أديس أبابا ” إلى منتصف نوفمبر الجاري ، على أن تسبق مفاوضات المنطقتين المؤتمر التحضيري بيومين .
اللافت أن قرار التأجيل لم يعلنه رئيس الآلية رفيعة المستوى المكلف من الاتحاد الأفريقي بملف المفاوضات  ” ثابو أمبيكي ” ، و لم تقل به حكومة السودان ، ولا المتمردون في الحركات المسلحة بما فيها قطاع الشمال !
مسؤول عمليات حفظ السلام هو الذي ظهر بغتة على مسرح مفاوضاتنا و أعلن التأجيل لمزيد من التحضير !!
ويبدو واضحاً أن هناك خطة جديدة بالتنسيق مع ” أمبيكي ” لاختطاف الملف من الاتحاد الأفريقي و نقله بهدوء إلى الأمم المتحدة تحت إشراف مسؤول عمليات حفظ السلام الأممية .
صحيح أن مجلس الأمن أصدر قراراً مركباً في ما يخص السلام بين السودان والجنوب من جهة ، والسودان وقطاع الشمال من جهة أخرى ، تحت الرقم (2046) مؤرخ في 2 مايو عام 2012 م .
ولكن القرار ( 2046) مات وشبع موتاً ، والدليل إنه حدد فترة (3) شهور فقط للوصول لاتفاق بين الحكومة ومتمردي القطاع على أساس اتفاق ( نافع – عقار ) الإطاري الذي جرى نهاية يونيو 2011 .
مرت ثلاثة أشهر .. ثم ثلاث سنوات و لم تحقق المفاوضات أي تقدم ، بل تم تعليقها إلى أجل غير مسمى في جولتها التاسعة !!
إذن ما الذي جد في الأمر ليقرر مسؤول عمليات حفظ السلام الأممية تأجيل المفاوضات على المسارين ( المنطقتين و دارفور ) ؟!
نحتاج لإجابة شافية كافية تنفي محاولات اختطاف الملف و تدويله على المستوى الأقصى ، ليكون تحت إشراف مباشر من مجلس الأمن بعد أن كان دوره في السابق محصور في الاستماع لتقارير دورية من رئيس آلية الاتحاد الأفريقي ومن ثم إصدار قرارات على سبيل تهديد و تخويف الحكومة بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم ترعوي وتحقق ما يريده المتمردون !!
تدخُل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المباشر يبدو في سياق توفير المزيد من الحصانة و ( الضمانات ) للحركات المسلحة التي طالبت بشدة بمثل هذه الضمانات و أكثر !
على أية حال ، وكما قلنا قبل أيام هنا ستتحول الأنظار و كل ( الميديا) الدولية والمحلية من (خرطوم الحوار الوطني) إلى ” أديس ” مقر الاتحاد الأفريقي و عاصمة المفاوضات السودانية في مختلف الاتجاهات !
و قبل أن تنطلق المفاوضات بأسبوعين ، أخذت لجنة (7+7) تعقد المؤتمرات الصحفية لتوضح رؤيتها بشأن الملتقى التحضيري ، و تنفي أنه (مؤتمر) بل مجرد ( اجتماع ) !!
نسيت هذه اللجنة مهمتها وموضوعها الأساسي و هو الحوار الوطني المنعقد في قاعة الصداقة ، و غرقت في ( شبر موية ) و بدأت ترتيبات الهجرة إلى ” أديس ” للمشاركة في (الاجتماع) و ليس (المؤتمر) !!
أهلنا بقولوا : (الولد بسميهو أبوه) ، و أبو (التحضيري) هم الوسطاء من أمم متحدة واتحاد إفريقي ومن يديرهما من وراء ستار ، و هؤلاء أسموه (مؤتمر) .
مؤتمر .. ملتقى .. اجتماع تحضيري .. دا ما  الموضوع .. ركزوا شوية .. و شوفوا الموضوع وين .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية