الشحذة الإلكترونية.. بين الحاجة والاستغلال
تتعدد ما بين طلب تحويل المال ورصيد كروت الشحن
كتب ـ عمر عبد الرازق
(الوالدة مريضة والدكتور كتب لها روشتة قيمتها 500 جنيه ونحن أسرة فقيرة لا نملك هذا المبلغ، فأرجو منكم المساعدة عبر تحويل الرصيد على الرقم “……” والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً).. ومثال آخر (عاااااجل إلى الأصدقاء من أهل الخير.. أسرة يتهدد عائلها السجن إن لم يدفع مبلغ 60 ألف جنيه.. المدين يعول أبناءه سبعة أطفال ويسكن بالإيجار.. من يريد المساهمة يتواصل في الخاص.. وجزاكم الله خيراً).
كثيراً ما تقرأ مثل هذه الرسائل ويتداولها الناس في وسائط التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، وقد انتشرت بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة بعد أن زاد عدد مستخدمي الانترنت حول العالم وسهولة الحصول على خدماته، وهذه الرسائل قد تكون صادقة أحياناً وخادعة في أغلب الأحيان وحروفها صاغها أحد النصابين المحترفين، ويقوم ببثها في عدد من المجموعات التي تملأ فضاء الـ”فيسبوك” والـ”واتساب” وغيرهما من الوسائط الاجتماعية، وقد تصاحب الرسالة صور حرجة لمريض أو مريضة على سرير أحد المستشفيات لتأخذ طابع المصداقية، أو أنها صادقة بالفعل كما أسلفت.
{ طلبات تحويل
بعض متلقي هذه الرسائل من ذوي القلوب الرحيمة يتفاعلون معها ويستجيبون سريعاً لتلبية حاجة السائل دون أن يدركوا أنها نصب واحتيال ممنهج، وتنحصر نداءات التواصل الاجتماعي في طلبات تحويل مبالغ مالية في أرصدة بنوك ورصيد كروت الشحن للهواتف النقالة.. ولمعرفة مدى تأثير هذه الرسائل والنداءات على المجتمع استطلعت (المجهر) بعض المواطنين، وبداية التقينا بـ”حامد منصور” (معلم أساس)، فقال إنه تلقى كثيراً من نماذج هذه الرسائل، وأكد عدم استجابته إليها، مشيراً إلى أن المواطن السوداني إذا كانت لديه ضائقة أو حاجة لا يلجأ إلى وسائل التواصل وإنما إلى الأهل والأصدقاء، وأضاف: (مثل هذه الأفعال ستؤثر على نخوة وشهامة السودانيين).
{ عمليات نصب محترفة
والتقت (المجهر) بالشاب “مهند الفاتح” (خريج جامعي)، فعرف نفسه بأنه أحد رواد الفضاء الإسفيري، وامتعض من هذه الرسائل ووصفها بالمستغلة لعواطف المستخدمين، وغالباً ما تفتقر للمصداقية، لكنه رجع وقال: (يصعب أن نتهم الناس جزافاً بالاحتيال لأن هنالك متعففين لا يريدون أن يعرف أحد عوزهم وربما لجأوا إلى وسائل التواصل). وذكر “مهند” تعرضه للنصب عبر هذه الرسائل بعد أن قام دون تردد بإرسال مبلغ من المال إلى رقم مصاحب لرسالة في واحدة من مجموعات الـ”فيسبوك” وبعد ساعة من نشر الرسالة قام أحد أصدقائه المقربين بـ”تنزيل بوست” في ذات المجموعة يكشف تلاعب صاحب الرسالة وتعدد عمليات نصبه ومعرفته باللص معرفة شخصية ومكان إقامته كاشفاً عن والدته متوفاة منذ خمس سنوات تقريباً.. وحينها- يقول “مهند”- أدركت أنني تعرض لعملية نصب محترفة. فيما توضح “عوضيه الحاج” (ربة منزل) أنها تقوم بمساعدة الحالات التي تنشر عن طريق صديقاتها المعروفات فقط، ويتفق معها الشاب “إسماعيل شاكر” ويزيد قائلاً: (يجب على الناس أن يتأكدوا أولاً من صحة الحالات المنشورة والمعلومات المرفقة ثم يقدمون المساعدة، حتى لا تضيع أعمالهم هباء في جيوب النصابين).
==
هند