الديوان

الخواجات مغرمون بالتقاط الصور النادرة من قمة جبال جبال كسلا

توتيل …أغلب زواره من  الشوام والاتراك
كسلا – إيمان عبد الباقي
(جبل توتيل) أول ما يستقبلك وأنت تهبط في مطار كسلا وآخر ما يودعك من المشاهد، وأنت تغادر المدينة، (توتيل) الذي تغزل في جماله الشعراء، تدور حوله أساطير وحكايات، تضيف إليه مزيداً من السحر والبهاء، ويقولون بأن من يشرب من مياه توتيل يعود إليه مرة أخرى بذات الشوق. وأنت تعتلي الجبل الشامخ منذ مئات السنين أكثر ما يحرضك عليه هو (النسيان) ولو للحظات، وكأنه أدرك أن القادمين من العاصمة (الخرطوم) لجأوا إليه هاربين من صخب السياسة، وأزماتها التي لا تنتهي، عدد من المقاهي تناثرت هنا وهناك فوق الجبل ، وبعض الباعة وقليل من السياح الأجانب، أما الغالبية  من الرواد فأزواج يقضون شهر العسل في المدينة، كما انتشرت رائحة القهوة التي يشتهر بها أهل الشرق ويقدمونها بطقوس خاصة مع البخور وحبات (الفيشار). (المجهر) التقت أحد باعة التحف “محمد علي محمد الحسن” من سكان مدينة كسلا (حي الختمية القديمة) ، وكانت لنا معه هذه الدردشة القصيرة:
 تحف من الفخار
يقول “محمد” بأنه يعمل صانعاً للفخار ويبيع بضاعته من فوق (جبل توتيل)، حيث الزوار والسياح القادمين من مناطق مختلفة داخل وخارج السودان، ” مارست المهنة منذ طفولتي ،وتوارثتها من أجدادي وهم قبيلة مشهورة بصناعة الفخار تسمى (أهل الشيخ) ،من البني عامر،”. ويشير إلى أن صناعة الفخار تطورت وقد بدأوا بإدخال نوع من الحداثة بها، في السابق كنا نصنع الفخار بلونه الطبيعي مثل (الجبنة، المبخر، الركوة)، لكن الآن بدأنا في إدخال الألوان وصناعة تحف للزينة ،و(طقوم) كاملة بألوان زاهية لجذب الزبائن، ونقوم بتصنيع البضاعة في قوالب معدة لذلك.
الأتراك أكثر زبائننا
ويشير “محمد” إلى أن الكثير من الأجانب يزورون (توتيل)، لكن أغلب زبائننا من الأتراك والشوام من الدول العربية، أما (الخواجات) فيفضلون التصوير ، ويحاولون اعتلاء الجبل لالتقاط الصور النادرة،  وكثيراً ما يستفسرون عن الساعات القديمة والأواني الأثرية.
موقف طريف
 يؤكد “محمد” بأن أسعار التحف تتفاوت وهي مناسبة وفي متناول الجميع، أما العائد من عمله فهو مجز، وبحسب قوله (بمشي الأمور). ويحكي موقفاً طريفاً واجهه عندما جاء وفد من الطلاب من الخرطوم في رحلة علمية، وسألوا عن بعض أسعار التحف بغرض شرائها، لكن حدث اختلاف في السعر، فسارعت إحدى الطالبات بالقول: (ياخ دا ما طين)، فقلت لها وأنا أسكب (كريستالة) بها ماء على الأرض (خلاص اشتغلي تحف من الطين دا).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية