الصناعات الصغيرة والمتوسطة بارقة أمل للاقتصاد
في مؤتمر الثقافات الحديثة
الخرطوم – نجدة بشارة
اكتسبت الصناعات الصغيرة والمتوسطة أهميتها من خلال الدور الريادي الذي تلعبه في تحقيق النمو الاقتصادي للمجتمعات النامية.. ويتضح ذلك جلياً من خلال مساهمات في زيادة الناتج القومي والمحلي، بالإضافة إلى خلق فرص عمل تساهم في الحد من البطالة، فضلاً عن كونها تعد مصدراً من مصادر الإبداع والابتكار.
وأكد وزير الدولة بالصناعة “عبده داؤود” خلال المؤتمر الإقليمي الخاص بالتقانات الحديثة ودورها في تطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة الذي اختتم أعماله بمركز البحوث والاستشارات الصناعية بالتعاون مع اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، أن الصناعات الصغيرة تساهم في تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطن في المدن والقرى.. وتعد وسيلة للنهوض بهذه المناطق، وتوفر فرص العمالة وتطوير عجلة الصناعات الكبيرة برفدها بالتقانات الحديثة.
وأشار إلى تبني وزارته لتطوير الصناعات التمويلية الأخرى كقطاع الجلود والنسيج والبتروكيمائية. وقال عهدنا بذلك لمركز البحوث والاستشارات الصناعية، فيما اعتبر نائب مدير مركز البحوث والاستشارات الصناعية د.”محمد الجاك” أن هذه الصناعات تلعب دوراً هاماً في دعم الصادرات وإحلال الواردات بالإضافة لقدرتها على تلبية الاحتياجات ومساهمتها في تشكيل الابتكار، وقال إن هذه الصناعات تواجه مشاكل في الدول النامية منها عدم مطابقة السلع المنتجة للمقاييس لعدم وجود معامل لضبط الجودة مع قلة التمويل المتاح لها.
فيما أوضح رئيس اتحاد مجالس البحث العلمي العربية د.”مبارك المجذوب” بأن المشروعات الصغيرة تمثل عصب الاقتصاد لأي دولة متقدمة كانت أو نامية من خلال قدرتها على توفير فرص العمل، ووسيلة لتحضير التشغيل الذاتي والعمل الخاص، فضلاً عن أنها تحتاج إلى تكلفة رأسمالية متخصصة نسبياً.
وعكس تجارب بعض الدول العربية ونموذج السودان في تجربة مؤسسات التمويل الأصغر وقدمت مجموعة في الأوراق البحثية بالمؤتمر تحدثنا عن مراحل نمو وتطور التقانات الحديثة وانعكاس دورها في تطور الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتحدث استشاري تطوير الأعمال “أمير حسن أبو بكر” عن المفاهيم الأساسية لريادة الأعمال واستراتيجيات تنميتها. وقال إن السنوات الأخيرة شهدت تزايداً في نسبة الإدراك بمعظم الدول لأهمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة وقدرتها على التنمية والاقتصاد، واعتبر أن ذلك يخضع للسياسات التي تنتهجها الدولة وتدخلها الفعلي في عملية التطوير لهذا القطاع مثل توفير التمويل والدعم بشروط مجزية ووضع سياسات تحضيرية وتخفيض الضرائب.
وقدم باحثون من دولة الجزائر ورقة عن إستراتيجية الجزائر في تطوير المؤسسات الصغيرة قراءة في النصوص التشريعية، كما قدم الباحث د.”رندا محمد عبد الكريم” من مصر ورقة عن مشاركة المرأة في مجال المشروعات الصغيرة، وقال إن ذلك من شأنه القضاء على الفجوة القاتمة بين مهارات الخريجين ومتطلبات سوق العمل بإيجاد فرص عمل للشباب والمرأة خاصة المرأة المعيلة والفقيرة سواء خريجة جامعة أو تعليم متوسط.
وعرض المؤتمر عدداً من الصناعات المتوسطة التي وجدت نجاحاً كبيراً منها صناعة تقطيع الرخام والجرانيت، وقدموا عدة توصيات ومخرجات لأجل تطوير هذه الصناعات.