معاش الناس قاطرة يدفعها الغلاء إلى الهاوية
مع انطلاق الحوار الوطني
الخرطوم – نجدة بشارة
بين متفائل وحذر انطلقت أمس قاطرة الحوار الوطني تحمل في طياتها قضايا محورية، ويمثل الاقتصاد معاش الناس خاصة إحدى القضايا الملحة المطروحة. وفي الأثناء أكد وزير الدولة بالمالية والاقتصاد الوطني “ضرار عبد الرحمن” أن نجاح عملية الحوار الوطني ستكون لها انعكاسات إيجابية على الأوضاع الاقتصادية في البلاد.. مشيراً في تصريح صحفي أن حدوث وفاق سياسي سيسهم في زيادة الإنتاج وتحسين مستوى المعيشة وتوفر الخدمات الضرورية، وقال إن عملية الحوار مرتبطة بصورة وثيقة بالقضية الاقتصادية، حيث ظلت مشكلة عدم الاستقرار السياسي أحد أكبر المشاكل التي تواجه عجلة التنمية والاقتصاد بالبلاد.وكانت الدولة قد أعطت القضايا الاقتصادية وغلاء المعيشة ومعاش الناس كأولوية لمناقشتها بشفافية مطلقة، وأكد عدد من الخبراء الاقتصاديين وقيادات الأحزاب أن الحوار سيحقق مكاسب عديدة من خلال تقسيم وتوزيع المواد بعدالة ورضا بين الأطراف المتحاورة، وقال رئيس لجنة الإنتاج ومعاش الناس بالحوار المجتمعي “سمير أحمد قاسم” إن الاستقرار الاقتصادي لا يحدث إلا بالاستقرار السياسي، ويرى أن الحوار لا بد أن يركز على قضايا معاش الناس ومحاولة إيجاد الوسائل لإحداث التنمية المتوازنة في كافة أنحاء البلاد.ينطلق الحوار الوطني في وقت تشهد في الدولة تدهوراً في مختلف القطاعات الاقتصادية من ارتفاع سعر الصرف وارتفاع التضخم، بالإضافة إلى زيادة عجز ميزان المدفوعات، وزيادة الواردات مع تراجع الصادرات، بالإضافة إلى تدهور القطاع الزراعي وتعرض (مشروع الجزيرة) لمهددات العطش، وبالتالي توقعات بفشل الموسم الصيفي.ورغم كل البرامج الإصلاحية والإسعافية التي تجريها الدولة من إيجابيات، تظل المشكلة قائمة حتى دفعت رئيس الجمهورية إلى تضمين الاقتصاد في أجندة الحوار الوطني (لجنة قضايا الاقتصاد ومعاش الناس).وقال الخبير الاقتصادي بروف “عصام الدين بوب” في حديثه لـ(المجهر) إن جلوس الأطراف بمختلف ألوانهم للوصول إلى حلول سلمية بالنسبة لمشاكل السودان لها الأثر الإيجابي على الاقتصاد.. خاصة إذا كان الحوار حقيقياً وأدى إلى نتائج إيجابية تخدم الواقع الاقتصادي.
وقال إن الاقتصاد لا يمكن أن يحدث فيه اختراق أو تحسن في حالة بقائه بيد حزب واحد، وطالب بإشراك مختلف الألوان السياسية للتباحث وإيجاد الحلول للمعضلة الاقتصادية.