رياضة

إجماع على أن "الوالي" فلتة لن تتكرر

“محمد إلياس محجوب”: أرجأنا الاستقالة في الفترة السابقة بسبب المشاركات الأفريقية.. وسنقف مع أية مجموعة
“عبد الصمد محمد عثمان”: حواء المريخ ولود.. لكن يندر أن تلد مثل “جمال”
“محمد جعفر قريش”: سنساند من يأتي.. ولابد أن تخلو قائمة التسيير من المعارضة والمجلس السابق
“خالد ليمونة”: المريخ غني برجاله.. و”جمال” لم يكن الأول ولا الأخير.. وماذا عن المديونية؟؟
استطلاع – محجوب عبد الرحمن
صدم الشارع المريخي بكل أطيافه بالاستقالة النهائية التي تقدم بها “جمال الوالي” ليس لأن مسيرة المريخ ستنتهي أو تتوقف بعد رحيله، إنما لأن الرجل واحد من أخلص الخلصاء الذين قادوا سفينة المريخ بكل حنكة واقتدار.. ولأنه رجل خلوق وسخي يدفع دفعة من لا يخشى الفقر، وحكيم يجيد معالجة القضايا بكل دبلوماسية مما أرغم جميع الرياضيين على حبه.
أيدي الرجل البيضاء للرياضة ولناديه على وجه الخصوص تقف شاهداً ودليلاً على أنه رجل غير عادي، ويكفيه فخراً القلعة الحمراء التي أصبحت مفخرة للسودان كله، وطابق شاخور والملعب الرديف والمسجد وشيرتون العرضة والمسبح والمدربون واللاعبون الأجانب الكبار الذين تعاقد معهم، إلى جانب الكثير المثير الذي لن تكفي هذه المساحة لحصره.. وكان لابد لـ(المجهر) أن تستطلع آراء كل ألوان الطيف المريخي حول هذه الاستقالة وتأثيرها مستقبلاً على مسيرة نادي المريخ.
بداية التقينا بالسيد “محمد إلياس محجوب” رئيس مجلس الشورى المريخي ورئيس مجلس إدارة نادي المريخ السابق، الذي تحدث إلينا بخصوص استقالة “جمال الوالي” قائلاً إنها لم تكن جديدة، بل سبق أن قدمها قبل خمسة أشهر من الآن، إلا أننا جلسنا معه وطلبنا منه إرجاء الاستقالة حتى الفراغ من المشاركات القارية، خاصة أن الفريق كان يشارك في بطولة “دوري أبطال أفريقيا” والرجل وافق وواصل مسيرته في دعم الفريق حتى وصوله إلى نصف نهائي أبطال أفريقيا، والآن وبعد الفراغ من الاستحقاقات الخارجية أصبحت الاستقالة واقعاً، وهذه إرادة الله، وهذه كرة القدم، وبالتالي كان لابد من تعيين لجنة تسيير ونحن اقتنعنا أن الأخوة في رئاسة المريخ بمن فيهم “جمال الوالي” قدموا وأعطوا وآن لهم أن يستريحوا.. نحن الآن نعمل كمجلس شورى ولدينا اجتماعات ونعمل مع المسؤولين لتكوين لجنة تسيير تتولى الأمر في نادي المريخ، وبعد ذلك تجرى جمعية عمومية لتنتخب مجلساً جديداً.
وعن الفراغ الإداري المتوقع في المريخ في الفترة القادمة قال “ود إلياس”: (تصريحات الأخ “جمال الوالي” في الصحف بأنه لن يكون هنالك فراغ إداري في تلك الفترة، لأن الإخوان وعلى رأسهم “الوالي” سيسيرون النشاط حتى تكوين مجلس التسيير، وهذا كلام واضح ومجلس الإدارة شكر “الوالي” على هذا الموقف).
وعن إمكانية عودته لرئاسة المريخ قال “ود إلياس”: (أنا قضيت أكثر من خمسين عاماً في نادي المريخ وتقلدت مناصب عدة حتى تقلدت رئيس نادي المريخ وتنحيت 2003م وتولى المنصب “جمال الوالي”.. أنا اليوم تجاوزت السبعين ولا يمكن أن يكون نشاطي مثل الشباب، وحان الوقت لنفسح المجال للآخرين).
ونفى “ود إلياس” أن تكون لديه أي تحفظات على أي شخص تأتي به لجنة التسيير أو الجمعية العمومية القادمة وقال: (أقول بكل صراحة ولديّ تصريح اليوم في الصحف الرياضية والسياسية، نحن نرحب بأية شخصية مريخية تتقدم الصفوف وتستطيع أن تدير نادي المريخ في الفترة القادمة، نحن معها أياً كانت هذا الشخصية وليس لدينا خيار وفقوس.. وسندعمها ونقف معها والأمر متروك للجماهير هي التي تختار).
وعن احتمالات عراقيل ومعارضة يواجهها مجلس التسيير أجاب “محمد إلياس”: (المجلس القادم لديه فترة محددة لأداء مهام محددة وتنتهي بقيام الجمعية العمومية وكل الفعاليات الموجودة في المريخ غير قانونية، لأن النظام الأساسي ينص على عدم وجود أي كيان خارج المريخ.. وكلنا يجب أن نتعاون مع المجلس القادم حتى يأتي موعد الجمعية العمومية، وبعد ذلك “الحشاش يملأ شبكته”، والذي يفوز تصبح معه الناس وهذا هو الوضع الصحي والديمقراطي.. والمجلس الجديد يجب ألا يقف في طريقه أو يعارضه أحد حتى وصول الجمعية العمومية).
سألنا “ود إلياس” عن أي اتصالات بخصوص الأسماء المرشحة لقيادة المريخ، فقال: (هذا سيحدث في الأيام القادمة، لكن حتى الآن لم يحدث اتصال من جهة للمشاورة في هذا الأمر أو أسماء مقترحة. ونحن قلنا نرحب بأي شخص يأتي في الفترة القادمة سواء شاورونا في هذا الأمر أم لا، لأن ما يهمنا في النهاية هو المريخ واستقراره). وأضاف (ضاحكاً): (حتى أنت يا محجوب لو كنت مريخابي وقلت أريد قيادة المريخ نحن معك.. كل من يأتي نحن معه).
وكذلك تحدث نائب رئيس نادي المريخ السابق السيد “عبد الصمد محمد عثمان” عن ما قدمه “جمال الوالي” رئيس نادي المريخ السابق عبر سنوات طويلة كانت حافلة بالبذل والعطاء، فقد كان دعمه غير مسبوق ولم يكل أو يمل خلال دعمهـ وقد وفر كل احتياجات الفريق وكان يتقدم الداعمين للمريخ.
وقال إن ما يميزه عن بقية الشخصيات الإخلاص وسمو الأخلاق، وقد عاشرت الرجل عن قرب ووقفت على درجة عشقه الكبير للمريخ فقد كان في كثير من المرات يستدين من الرجال لكي يصرف على المريخ، وما قدمه “جمال الوالي” من عطاء يصعب وصفه لأن مسيرة (13) عاماً من الإنفاق غير سهلة، وكان عطاؤه بسخاء وغير محدود، لذلك يصعب على الشخص أن يتحدث بإيجاز عن رجل ظل ينفق دون كلل أو ملل.
واستبعد “عبد الصمد” أن يأتي شخص ليكون بديلاً لـ”جمال” في دفعه وإنفاقه على الفريق بمثل ما كان ينفق “جمال الوالي”، وأضاف: (نعم حواء المريخ ولود، لكن من الصعب أن تنجب بديلاً لـ”الوالي” لأنه أكثر أبناء المريخ إخلاصاً وحباً لناديه، وهو على استعداد أن ينفق أكثر وأكثر على المريخ، وأن ينفق كل ما لديه وأن يذهب أبعد من ذلك بالاستدانة من أجل الصرف عليه.. وقد عاشرت الرجل عن قرب ورأيت فيه من الصفات ومكارم الأخلاق والصدق وهو ما لم يتوفر في كثيرين غيره لأن “جمال” غير، وهو يقدم المصلحة العامة على كل شيء، وجماهير الفريق ظلت تصبر عليه بالرغم من نتائج الفريق التي قد تكون في كثير من الأحيان سالبة، فقد ظلت تصبر عليه وتبادله الود بالود والوفاء بالوفاء مما يؤكد أن حب “جمال” جارٍ في وجدان أي مريخي).
وأضاف: (سيظل الوالي أبرز الخالدين في تاريخ المريخ، وستشهد له جماهير المريخ بذلك، وابتعاد “جمال” لن يبعده عن مواصلة صرفه وسيعمل على أن يكون الفريق في العلالي دائماً وأبداً، وسيواصل مشواره في دعم أي مجلس يتقدم الصفوف ويقود المرحلة المقبلة)
كما تحدث إلينا “محمد جعفر قريش” الأمين العام السابق لنادي المريخ، الذي قال: (قرأت في الصحف عن استقالة رئيس نادي المريخ وأعضاء المجلس، وأعقبها التصريحات التي تناولتها وسائل الإعلام هنا وهناك.. لكن ما حدث هو فتح لملف استقالة قديمة قُدمت في مايو الماضي للوزير السابق، وتم تجميد هذه الاستقالة بناء على قرار من الوزير “بلة يوسف” لحين الانتهاء من الاستحقاقات الأفريقية، وهذا ما فعله مجلس إدارة المريخ، والآن فعّل الاستقالة حسب التكليف في القرار الوزاري.. وبطبيعة الحال فسنّة الحياة التغيير والتجديد في كل فترة، ونحن لا يسعنا إلا أن نشكر مجلس المريخ على جهده الكبير في الفترة الماضية وإنجازه غير المسبوق بالوصول للدور نصف النهائي في دوري أبطال أفريقيا.. ونشكره على الجهد والمال الذي بذل لرفع شأن المريخ).
وأضاف: (نحن في التحالف المريخي نرى أن التوقيت لم يكن مثالياً، حيث تبقت لنهاية الموسم حوالي ثلاثة أسابيع وكان من باب أولى أن تنتظر الاستقالة لنهاية الموسم حتى لا يتسبب ذلك في زعزعة فريق كرة القدم من لاعبين وأجهزة فنية وإدارية.. كل ما يدور الآن هو مجرد تخمينات ويبقى القرار النهائي للسيد وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم).
وزاد: (نحن كتحالف مريخي وجزء من الأسرة المريخية نتشاور مع غيرنا من الرموز وندلي برأينا في هذا الموضوع، وقمنا بتسليم مذكرة للسيد وزير الرياضة بموقفنا حول مجلس المريخ.. نحن نثق في حديث السيد رئيس النادي الذي قال إنه قام بتأمين كل شيء قبل الرحيل من استحقاقات اللاعبين والجهاز الفني وإنه لا توجد أي التزامات حالية على النادي، بل ذهب إلى أكثر من ذلك وقال إن لجنة التسيير ستجد على الأقل ثلاثة مليارات في رصيدها. وبالتالي إذا كانت هنالك أي إشكالات أخرى طرأت في وقتها فلكل حادث حديث).
وقال “قريش”: (سيكون هنالك صعوبات جمة للجنة التسيير خاصة في الجانب المالي والصرف الشهري العالي جداً، ولابد أن تكون هنالك رؤية مالية واضحة في تخفيض الصرف والإنفاق بما يتماشى مع الإيرادات ودخل النادي، ولابد أن تكون هنالك جهود كبيرة جداً لتثبيت العمل المؤسسي بنادي المريخ.. ولكل هذه الصعوبات الكثيرة فإننا نتمنى من كل فصائل المجتمع المريخ أن تتكاتف حتى تعبر بالمريخ إلى بر الأمان.. ونحن نرحب بكل المشاريع التي تجذب دخلاً إضافياً لخزينة المريخ وواحد منها مشروع تحويل الرصيد “2870”.. وكذلك هنالك العديد من المشاريع الأخرى التي طرحت من أبناء المريخ بالداخل والخارج وخاصة من روابط المشجعين بدول الخليج، ونتمنى أن تجد دورها بالخروج للعلن وأن نستنبط منها موارد دخل ثابتة للصرف الشهري للمريخ).
وزاد: (نحن قلباً وقالباً مع أي مريخي يتم اختياره للجنة التسيير، سنقف معهم وندعهم، وجاهزون للعمل معهم في أي موقع بالإضافة إلى غيرنا من الفصائل، ونتمنى أن نقف جميعنا وقفة واحدة خلف لجنة التسيير).
وفي مداخلة مع “خالد ليمونة” عضو التحالف المريخي ورئيس رابطة مشجعي المريخ السابق قال: (أعتقد أن توقيت الاستقالة مناسب، خلافاً للحديث الدائر بأن الوقت مناسب أو غير مناسب، لا أعتقد أنه له قيمة فكل شخص يعرف ظروفه ويعرف متى يجب عليه التنحي. والاستقالات ليس لديها وقت مناسب وفي أية لحظة شعرت بأنك لا تستطيع المواصلة تترجل.. والمريخ مؤسسة كبيرة جدا ًوليس فريقاً حوارياً حتى يخاف عليه الناس، والمريخ هو الذي يصنع الناس ويصنع القادة و”جمال” هو امتداد لرؤساء كثر مروا على المريخ وليس أول أو آخر شخص، وإذا ذهب يأتي غيره ولا يوجد خوف على المريخ).
وأضاف: (لماذا يدفع المريخ (4) مليارات؟.. وكل شيخ كما يقولون لديه طريقته، وأنا أرى أنه حتى لو ذهب “جمال الوالي” فهذا لا يعني أن المريخ لن يسجل لاعبين أو يسافر خارجياً أو يعسكر.. فقبل أن يأتي “جمال الوالي” كان المريخ يسجل ويهزم الهلال ويحرز بطولات).
وقال: (أنا تابعت أسماء المرشحين ومن وجهة نظري افتكر أن “صلاح قوش” هو الأنسب لأشياء كثيرة لشخصيته وللكاريزما التي يتمتع بها، وهو قبل فترة أبدى موافقة على قيادة المريخ، وقال إذا ذهب “جمال” هو سيتحمل المسؤولية.. وأنا أرى أنه الأنسب والأقرب.. وأفتكر أن هذه المرحلة أننا لا نريد شخصاً من المجلس السابق أو المعارض، نريد أشخاصاً جدد لديهم الخبرة الإدارية والفهم الكروي، ويكونون قدر مستقبل المريخ القادم، لكن أرى أن الجميع يجب أن يقفوا معه ويدعموه، نحن كمعارضة سنقف مع مجلس المريخ، وهذا واجب علينا، فهذه مرحلة جديدة والمرحلة القديمة انتهت).
وقال “ليمونة”: (كنت أتمنى لو أن “جمال الوالي” إذا كان جاداً في الاستقالة فماذا عن ديون المريخ؟ هل سيذهب ويترك هذه الديون؟ أو ماذا سيكون مصيرها؟ ماذا حدث في ديون الشركات والمؤسسات ماذا حدث فيها؟ والسؤال هو هل هنالك ديون أم لا؟ وإذا كانت موجودة فهل قام “جمال” بجدولتها وحلحلتها أم لا؟؟ نحن لا نختلف مع شخص في شخصه، لكن في طريقة إدارة المريخ وليست لدينا مواقف شخصية، ونختلف في المواقف والأفكار والرؤى).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية