الدورات المدرسية القومية.. "المحطة الأولى" لمشاهير المجتمع السوداني
”سامي عز الدين” والشاب “سعد” و”فهيمة” أبرز خريجيها
الخرطوم ـ عبد الله أبو وائل
(اعطني مسرحاً أعطك أمة)، و(العقل السليم في الجسم السليم) شعاران يتم ترديدهما كثيراً دون أن يقف أحد على أهميتهما بالنسبة للإنسان، لكن منافسات الدورة المدرسية القومية أسهمت في ترجمة الشعارين إلى واقع ملموس يمشي بين الناس من خلال تخريجها لشخصيات صارت (أعلاماً) تخطت شهرتها حدود الوطن، سواء في المجال الرياضي أو الثقافي.. وعبر المساحة التالية نسلط الضوء على مسيرة نجوم سودانيين تخرجوا في تلك الدورات المدرسية، وقد قصدنا تقديمهم كنماذج فقط لا غير باعتبار أن هنالك عدداً من الشخصيات تخرجت في ذات المدرسة.
برز نجم اللاعب الفذ “سامي عز الدين” من خلال الدورة المدرسية موسم (76/1977م)، وكان ذلك بعد عودة الأندية من الرياضة الجماهيرية التي شهدت فترتها هجرة عدد من نجومها إلى الخارج واعتزالهم.. نادي المريخ رصد الفقيد من خلال الدورة المدرسية وكان وقتئذ لاعباً في فريق جزيرة الفيل بود مدني، ثم انتقل منه للمريخ واستطاع من خلاله أن يشق طريقه إلى سماوات المجد والشهرة
ليتواصل عطاء اللاعب مع المريخ حتى تقلد شارة القيادة وأسهم في انتصاراته وحقق معه لقبي “سيكافا” (1986) و”كأس مانديلا” في العام (1989). وقد تخطت شهرة النجم “سامي عز الدين” حدود الوطن وحظي بشهرة جعلته من أركان نادي المريخ والمنتخب الوطني الذي شكل من خلاله ثنائية مع رفيق دربه “مصطفى النقر”.. وعقب اعتزال اللاعب للكرة اتجه إلى مجال التدريب وعمل بالجهاز الفني للمريخ الذي كان أحد أعضائه مساعداً للكرواتي “برانكو”.. وقد توفي بتاريخ السابع من فبراير من العام (2005) بالقاهرة، وكان وقتها الأحمر يقيم معسكراً إعدادياً هناك.
{ “فهيمة” من المديح إلى الغناء
الفنانة “فهيمة عبد الله” من الأصوات التي حظيت بقبول من المستمعين بعد أن نجحت في تقديم نفسها بصورة متميزة. وتقول السيرة الذاتية لها إنها من مواليد ولاية النيل الأبيض قرية (نعيمة)، وقد ظهرت موهبتها في المديح منذ دخولها المدرسة وهي في الصف الأول (أساس)، حيث اكتشف والدها وأخوتها جمال صوتها وشجعوها على مواصلة المديح، حيث ظلت تشارك في عروض الصباح بعدد من المدائح التي نالت رضا واستحسان أساتذتها وزميلاتها، وانتقلت معها هذه الموهبة بالمرحلة الثانوية التي بدأتها بالنيل الأبيض وأكملتها بود مدني، وتنامت من خلال الدورة المدرسية التي كانت أولى محطاتها للانطلاق، إلا أن برنامج (نجوم الغد) حول تجربتها من المديح إلى الغناء، واشتهرت من خلال الأغنية التي تفاعل معها الجميع (أخوي الما بنقدر سيل الوادي المنحدر).
{ الشاب “سعد الحاج”
أما الفنان “سعد الحاج” الشهير بـ(الشاب سعد) فقد كان ممثلاً لمدرسته (إسماعيل يوسف الثانوية) بـ(التكلة أبشر) من خلال الدورة المدرسية التي كانت محطته الأولى للانطلاق في عالم الغناء، وقد دعم موهبته وشهرته من خلال برنامج (نجوم الغد) الذي قدمه لجمهوره مردداً لأغنية الفنان “الأمين عبد الغفار” (ناس معزتنا ما بنريد غيرهم رحلوا خلونا).
{ المرحوم “قدورة” (سوداني)
كذلك من الشخصيات التي أطلت لأول مرة فنياً من خلال الدورة المدرسية المطرب الراحل “قدورة” الذي اشتهر بجمال صوته من خلال أوبريت (سوداني الجوة وجداني بريدو)، التي نظمت بولاية نهر النيل (عطبرة).