الديوان

(المجهر) تزور عالم الزهور والورد

وقفت على أنواعها وفنون تنسيقها.. وطرق العناية بها
المجهر- ميعاد مبارك
الزهور والورد من النباتات الطبيعية التي خصها بديع السموات والأرض بمنظر جذاب ورائحة فواحة تنعش الروح وتسعد النفس.. وفي الآونة الأخيرة انتشرت محال الورود الطبيعية خاصة بعد أن راجت ثقافة التهادي بها وأصبح أمراً دارجاً وكثرت المحال المتخصصة فيه.. (المجهر) ولجت إلى بعض محال الورد بتقاطع شارع الملك “عبد العزيز” وشارع “3” بمنطقة “العمارات” وسألنا أصحابها عن مهنتهم وعن أنواع الورود والمناسبات التي تستخدم فيها وأساليب العناية بها.. فإلى التفاصيل.
{ ورود كينية
دخلنا إلى محل “كراميش” لبيع الأزهار الطبيعية، حيث استقبلنا السيد “إبراهيم قاسم” (منسق أزهار) وحدثنا بداية عن أنواع الورود في المحل ابتداءً من “الروز” بأوراقه المتداخلة و”الليليس” و”الكريندنتين”، بالإضافة إلى القرنفل والأوركيدة والورود الناعمة التي تزين بها الباقات مثل الجيسوفيلية والجوربيرا.. وعن تعدد الألوان من كل صنف أحمر وأبيض وبرتقالي وغيرها. وأضاف: (نستورد الأزهار من كينيا، فقط “الجوربيرا” نشتريها من مزارع محلية) وتوضع في ثلاجات متخصصة تبلغ درجة حرارتها حوالي (13-14) درجة مئوية وتحتفظ بحيويتها قرابة الأسبوعين. لذا نستقبل شحنات جديدة كل أسبوع.. أما المدة الكافية لتنسيق الباقة فهي ما بين(5-10) دقائق.
{ المناسبات الاجتماعية
عرفنا من “إبراهيم” أن محال الورود يزورها يومياً العديد من الأجناس وتختلف المناسبات، فمثلاً من المناسبات الاجتماعية الأعراس وأعياد الميلاد، يوم الأم، عيد الحب، عيادة مريض، معايدة.. وعرض علينا بعض النماذج، فالأعراس غالباً ما تستخدم فيها الأزهار على شكل باقة تحملها العروس وتكون بيضاء أو حمراء أكثر الأوقات، ومن الاستخدامات تزيين سيارة العرس، ويكون ذلك حسب اللون، فالورود الفاتحة للسيارة الغامقة والعكس، وتغلف مستلزمات “سد المال” “الشبكة” و”الشيلة” أيضاً بإضافة بعض باقات الورد الطبيعي، وهنا تنسق الأزهار حسب درجات ألوان الأغراض، ويمكن إضافة الكريستال و”القليتر” وحبات “اللولي” وغيرها من أنواع الزينة.
{ “علم الدولة” بألوان الزهور
ومن المناسبات الرسمية الاحتفالات الوطنية التي يمكن أن يصمم فيها “علم الدولة” باستخدام الأزهار مع مراعاة ألوان العلم، وكذلك الاحتفالات الكبيرة والمؤتمرات تستخدم فيها “باقات الطاولة” الهرمية والمستوية، بالإضافة إلى “الاستاندرات”، حيث توضع على دعامات تمنحها امتداداً رأسياً. ويمكن استخدام ألوان مختلفة في الباقات مع مراعاة المناسبة.
 { ورود المناسبات
دلالات الألوان تلعب دوراً رئيسياً في خيارات الزبائن؛ يقول “قاسم”: (الأكثر طلباً على الإطلاق هو الروز الأحمر، ويستخدم كهدايا حب غالباً، وفي مناسبات النجاح يمكن استخدام الأبيض والأحمر والأصفر، أما مناسبة استقبال مولود جديد فيمكن تنسيق باقة ورد مشكلة من الأبيض المطعم بالبنفسج أو الأصفر وكذلك الورود الوردية مناسبة جداً للمناسبة خاصة إذا كانت المولودة فتاة. والأفضل في عيادة المريض الأبيض دون منازع، والعروس يناسبها الروز الأحمر أو الأبيض أو الاثنان معاً. وكذلك مناسبات الخطبة أقرب في خيارات الألوان للزواج.
{ تحضير باقات الورد
تثبت الأزهار على مادة أقرب للفلين، أخبرنا منسق الأزهار بمحل “كرانيش” أنها مستوردة من ماليزيا وتسمى (فوم) لونها أخضر تحفظ الماء لاثنين وأربعين ساعة، تغرس الأزهار على سطحها حسب الشكل المراد تنسيقه وتلف بـ”التل” أو”الكرنيش” أو”الستان” وغيرها، وذلك حسب الطلب ثم تربط بشريط متناسق مع لون الأزهار ويمكن تزيين الباقة بحبات الكريستال واللؤلؤ وأيضاً الـ(قليتر)، وذلك حسب الطلب.

{ العناية والمحافظة
لعل أول سؤال يطرأ على بال من يهوى شراء الورد الطبيعي أو يقدم له على شكل هدية هو كيفية العناية به والمحافظة عليه لأطول فترة ممكنة، أكد لنا “قاسم” أن العناية به سهلة ولا تكلف مجهوداً، ما عليك سوى قص نهاية الفرع بزاوية مائلة قليلاً وتغيير الماء بشكل يومي، وتحفظ في غرفة باردة إذا أمكن.
{ ثقافة دارجة
بعدها انتقلنا للمحل المجاور له “وفاء فلورز” الذي كانت تسبق مدخله نجيلة تتراص على جانبيها آنية جميلة مزروع فيها الموز الكاذب ومجموعة النباتات التي تتميز بأوراق جميلة.. هناك التقينا بالآنسة “فوزية محمد” (المشرفة على المحل) فحدثتنا قائلة: (الجوري الأحمر هو المسيطر.. مستحيل يمر يوم ما يشتروا الأحمر)، وأضافت: (مع العولمة والانفتاح أصبح التهادي بالورود والأزهار ثقافة دارجة جداً، وتختلف المناسبات والأساليب التي يطلب فيها على سبيل المثال في مناسبات الأعراس قد تحمل العروس باقة من الورد أو وردة واحدة كبيرة، وقد تتحلى بالـ”مساكة” التي تكون مرصعة بالكريستال على شكل إكسسوار توضع عليها الورود وتحملها العروس، وقد ترتدي الإشبينات والعروس تيجان من الورود، بالإضافة إلى تزيين السيارات والكوش بالورود الطبيعية… وهكذا).
{ ثقافات متعددة
الوقوف في محل لبيع الأزهار يتيح الكثير من فرص التواصل مع ثقافة المجتمعات الأخرى؛ “فوزية محمد” أخبرتنا قائلة: (هنالك بعض الشعوب لديها ثقافة استقبال القادمين من السفر بالأزهار مثل الإثيوبيين والإريتريين وأيضاً يزينون بأوراقه غرفهم، والبريطانيين والروس يأتون بصورة يومية لشراء الورد إما لتزيين منازلهم أو مكاتبهم  وأيضاً يزورنا كينيون وشوام وقلة من المصريين).

تتعدد أساليب التعاطي مع الورد نفسه؛ مشرفة محل “وفاء فلورز” أكدت أنه يمكن توظيف الورد في أطواره كافة، فقد يستخدم في شكله الطبيعي كما أسلفنا وقد تنزع أوراقه فقط لتزيين الغرف أو ليرمى على العروس أثناء الزفة، وقد تجفف وتوضع كزينة وديكور وتستخدم في تغليف الشيلة والهدايا وغيرها من الاستخدامات.
{ ثلاجة مخصصة للزهور والورد
أثنت “فوزية محمد” على أساليب العناية بالورود التي ذكرت سابقاً وأضافت: (من الأخطاء التي قد يقع فيها الزبائن وضع الأزهار في ثلاجة المنزل وفي هذه الحالة تتشبع الورود بالرطوبة وتذبل، لأن ثلاجة المنزل درجة حرارتها ليست كثلاجات الورد المتخصصة، لذا يفضل وضعها في غرفة مكيفة وقص ساقها وتغيير الماء بصورة يومية وإذا ظهرت بقع صفراء على بعض أوراقها تُزال حتى لا تعدي باقي الوردة).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية