"الهلال" و"المريخ " .. حد الإساءة للوطن !!
1
لحق مريخ السودان أمس بهلاله وخرجا من دور الأربعة، فمن بين أربعة أندية تأهل ناديان سودانيان، وثالث “كنغولي” ورابع “جزائري” من مجموع (54) نادياً أفريقياً شارك في البطولة الأفريقية.
بالتأكيد هو إنجاز كبير أن يصل ثنائي القمة السودانية في كرة القدم إلى الدور قبل النهائي بعد سقوط (50) نادياً أفريقياً على طول وعرض القارة السمراء.
ولكن ما يجب أن نقر ونعترف به أن لاعبنا السوداني دائماً يلعب تحت سقف طموحات محدود لا يتجاوز (دور الأربعة) في أقصى التخيلات وأحلى الأمنيات، وتجده غالباً يتحرك في الميدان بعزيمة خائرة، وثقة مهزوزة بالنفس، وشعور وطني يلامس حد العدم !!
كنت في غاية الدهشة والعجب وأنا أتابع مباراة (المريخ – مازيمبي) عصر أمس .. هل اللاعب المقاتل ” أيمن سعيد ” مصري أم سوداني ؟!
فالمحترف المصري كان يصول ويجول ويقطع المستطيل الأخضر دفاعاً وهجوماً ويملأ كل المساحات، بينما هو في الحقيقة (محترف) يلعب مقابل المال، فما بال المحترفون (أولاد البلد) الذين يلعبون من أجل المال، ومن أجل اسم السودان أيضاً، أو هذا هو المفروض، يتثاقلون في اللعب، ويتباطأون في الرميات !!
من كان يحسن تمثيل السودان بقوة وفراسة وإخلاص في مباراة الأمس “أيمن المصري” .. أم “بكري المدينة” الذي أغدقوا عليه بمليارات لا يستحقها .. أم “علاء الدين” الغائب .. أم “مصعب” الثغرة التي عبر منها مهاجمو الكونغو مراراً وتكراراً ؟!
باستثناء الفارس الوطني الغيور”رمضان عجب”، فإن غالب لاعبي المريخ لم يبذلوا جهداً ولم يسكبوا عرقاً يناسب مباراة (قبل النهائي) . فأمثال “بكري” و”علاء الدين” لمسوا الكرة في الشوط الثاني مرات معدودة، بينما قدم (الأجانب) كل ما في مقدورهم بجدية ورجولة وكفاح.
وفي رأيي أن المدرب الفرنسي “غارزيتو” نجح في بناء (تيم) قوي رغم كل هذه الهنات لا مثيل له حالياً بين الأندية السودانية، بعيداً عن التعصب الأعمى.
والأوفق أن يبقى “غارزيتو” لموسم آخر مع “المريخ”، فإن كان قد هزم بثلاثية من “مازيمبي”، إلا أنه أعطى ولم يستبقِ شيئاً، وكان العجز والفشل في تنفيذ الخطة وبذل الجهد الموازي مسؤولية بعض لاعبي الفريق الذين كانوا دون مستوى فرق النهائيات .
وبصراحة .. “مازيمبي” يستحق الكأس .. فقد كان الأفضل والأقوى حتى على مستوى تنظيم المباراة وشكل الإستاد الرائع .
حكم المباراة كان في أقصى درجات الحياد وفي منتهى العدالة رغم أن “المريخ” كان متخوفاً من الحكام.
نحتاج أن نؤسس في السودان لمدارس أشبال في ناديي الهلال والمريخ وبقية الأندية يديرها مدربون على وزن “غارزيتو”، هذا هو طريق الحل الإستراتيجي، وليس (ترقيع) الفرق السودانية بأربعة وخمسة محترفين.
وتحتاج إدارات الأندية وسماسرة التسجيلات أن يفهموا أنه من خلال مباريات الهلال والمريخ الأفريقية، اتضح تماماً أنه ليس هناك لاعب سوداني يستحق (مليار) واحد .. خليك من (خمسة مليارات جنيه) .. زحمة من (المواسير) المضروبة بلا قيمة !!
وقبل هذا وذاك نحن في أمس الحاجة لتربية لاعبي كرة القدم وكل الرياضات على قيم ومعاني الولاء لهذا الوطن الذي لا يقبل القسمة على اتنين.
“المريخ” الذي وصل دور الأربعة فريق يتفوق في مستواه على كل فرق المريخ خلال السنوات العشر الماضية، لكنه ما زال دون طموحاتنا في المنافسات الخارجية، وهذا مرتبط بنفسية وتربية اللاعب السوداني قبل إمكانياته الفنية .
2
أما فريق “الهلال” الذي لعب ضد اتحاد العاصمة الجزائري أمس الأول وغادر المنافسة، وكان هذا متوقعاً لتفريطه في مباراة أم درمان، ولا أدري ماذا أصاب صديقي رئيس الهلال “أشرف الكاردينال” ليخرج أكثر من مرة للإعلام مؤكداً أن الهلال سينتصر في الجزائر بثلاثة أهداف !! كان هذا أقرب للخيال !! “بلة الغائب” بتاع الساعة كم ؟!!
فريق “الهلال” يحتاج إلى (إعادة بناء) كاملة من جديد .. فالفريق الذي لعب أول أمس في الجزائر، لا يشبه مستوى النهائيات، فريق ضعيف بمعنى الكلمة، رغم أن الفريق الجزائري نفسه لا يقل ضعفاً عن الهلال .
3
السلوك الشائن والشائه الذي يمارسه بعض الخارجين عن (ملة الوطن) من مشجعي الناديين بل ومن إعلامهما، بالخروج في مواكب الفرح بالسيارات، أو الكتابة والرسم على مواقع (التواصل الاجتماعي) تهليلاً لهزيمة فريق (سوداني) أمام فريق (أجنبي)، كما حدث أمس من بعض مشجعي (الهلال) في بعض مدن وشوارع العاصمة الخرطوم، يعكس حالة (الانحطاط) التي بلغناها في مستويات الشعور الوطني.
هذه أجيال بلا تربية .. من يربيها .. المدارس الأجنبية ومدارس (البزنس) الماسونية ؟! هي مجرد كتل بشرية تعيش على أرض السودان ولا تعرف شروط أهلية استحقاق هوية الوطن في كل بلاد العالم المحترمة.
لو كنت مدير شرطة النظام العام لأوقفت كل هؤلاء المتفلتين على الوطن، فهؤلاء أخطر على السودان من مرتكبي ما يسمى بالأفعال الفاضحة في بيوت مغلقة، ولأحلتهم للمحاكم، ولو كنت مكان القاضي لحكمت بجلد كل واحد منهم (خمسين جلدة) .. حد الإساءة للوطن.