أسواق الخرطوم.. ممنوع الاقتراب من مستلزمات المدارس
بينما يتأهب طلاب المدارس وأسرهم لاستقبال العام الدراسي الجديد في الأيام القليلة المقبلة، تتفاقم الأزمة الاقتصادية وتزداد أسعار السلع ارتفاعاً يوماً بعد يوم، ولأن المعدات والأدوات المدرسية سلعاً لا يمكن التخلي عنها، فإن أسر التلاميذ ما زالت تنتظر ما تعرف أنه لن يجئ (انخفاض الأسعار).
وللوقوف ميدانياً على أسعار مستلزمات المدارس، قامت (المجهر) بجولة شملت العديد من أسواق العاصمة (المثلثة) الخرطوم، فكان حصادها كما يلي:
في سوق (أم درمان) الكبير، انكشفت لـ( المجهر) مدى معاناة الأسر في شراء المستلزمات المدرسية لأبنائها، في ظل الارتفاع الكبير في أسعارها، يقابل ذلك ضعف مضطرد في مداخيل تلك الأسر، ولأن ازدياد الطلب على أية سلعة (يرفع) السعر، بحسب قانون (العرض والطلب)، فإن ما يشهده السوق هذه الأيام من طلب متزايد على هذه المستلزمات فاقم من ارتفاع أسعارها، ودفع بكثير من التجار (طمعاً وجشعاً) إلى رفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها حتى أنها بلغت في بعض الأحيان 100%.
زيادات كبيرة
في مكتبة (كوبالا) العريقة بسوق البوستة، أم درمان، اعتبر مشرف المكتبة أن المكتبات الكبيرة تقوم بدور متعاظم في توفير احتياجات الموسم المدرسي، وترفد أسواق الولايات، والمكتبات الصغيرة والمحال التجارية الموسمية لبيع المستلزمات الدراسية، مشيراً إلى أنها تبيع بالجملة لهؤلاء، وبالقطاعي في موسم المدارس للأسر.
وأكد أن الغلاء هذا العام وتأجيل افتتاح المدارس أديا إلى انخفاض الإقبال على الشراء من المكتبات الكبيرة، خاصة وأن المواطن أصبح غير قادر على توفير احتياجاته العادية الأساسية. وأضاف: أن الزيادات التي لازمت أسعار الأدوات المدرسية باهظة للغاية مقارنة بالسنة الماضية، وأن (دستة الكراسات) بلغت الـ(18) جنيهاً بدلاً عن 8 جنيهات، إضافة إلى أن أقلام (البك) صارت بـ(50 قرشاً) بعد كانت (30)، وأوضح مشرف (كوبالا) أن الزيادة في أسعار (البرايات والجلادات والمساحات) بلغت 100%. مشيراً إلى أن الكراسات الموجودة الآن بالمكتبات معظمها صناعة سودانية، أما المستوردة فيصل سعر الدستة منها (40 جنيهاً)، بينما كانت في العام الماضي بـ(22) جنيهاً. وأشار إلى أنه لا بد للمكتبات من مجاراة الموسم وتوفير الاحتياجات كاملة رغم أنه موسم بيع، لكن لا توجد فيه أرباح وهامش الربح ضعيف.
الزي المدرسي
وفي السياق اعتبر التاجر (عبد الغني أحمد)، صاحب خيمة لبيع احتياجات المدارس عدم تحديد موعد افتتاح المدارس يمثل هاجساً كبيراً بالنسبة لهم، وأضاف: (موسم المدارس جاء في وقت صعب، حيث رخصوا لنا بالبيع لمدة شهر واحد، وعطلوا المدارس، ورمضان على الأبواب)، وأضاف: (عايزين نخلص البضاعة العندنا عشان نشوف تجارة جديدة لموسم رمضان).
من جهته أكد التاجر (محمد) على أن المواطنين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، بعد أن فوجئوا بالزيادة الكبيرة في الأسعار، وأضاف: (نحن أيضاً نخسر أحياناً عشان نرضي الطالب)، ومضى قائلاً: (الزيادة كبيرة للغاية).
وفي سوق بحري شكا (الطيب أحمد) تاجر أدوات مدرسية، من ارتفاع سعر التصاديق إلى (307) جنيه، لمساحة متر ونصف، وأكد أن الزيادة في سعر الشنط المدرسية كبيرة جداً مقارنة بالعام الماضي، وأوضح أن دستة الشنط الآن (360) لأقل الأنواع جودة، لافتاً إلى أن أسعار الشنط العادية تتراوح ما بين (50 – 60 – 70 – 175)، وقال: (في العام الماضي كانت أجود شنطة بسعر (45) جنيهاً فقط).
إلى ذلك يقول (صدام إبراهيم) تاجر (يونيفورمات) مدرسية، أن سعر (اللبسة) الواحدة من الزي المدرسي لطلاب الثانوي بلغ الـ(45) جنيهاً بعد أن كانت بـ (36) جنيهاً في العام الماضي، وأشار إلى أن معظم الأقمشة سورية وقطنية، وأضاف: متر القماش بـ(22) جنيهاً. وعن الأحذية أوضح أن أسعارها زادت بصورة كبيرة وبلغ سعر الإسبورت (25) جنيهاً، بينما كان العام الماضي ما بين (13-15) جنيهاً.
الأحذية لن تجد لها موطئ
من جانبها عبرت عدد من الأسر التي لديها أطفال بالمدارس أنهم غير راضين تماماً عما يحدث بسوق المستلزمات المدرسية في ظل الظروف الراهنة، ولكن لا حل آملين أن تتجه الجهات المسؤولة لتخفيف العبء على المواطن الغليان.
وقالت سيدة تصطحب أطفالها بسوق أم درمان إنه في كل عام تظهر أشكال جديدة في الأدوات المكتبية والمدرسية يرغبها الأطفال، ولكنها هذا العام مرتفعة بنسبة مائة بالمائة.
وأضافت مواطنة أخرى أن الناس مضطرة لشراء مستلزمات جديدة بداية هذا العام بهذه الأسعار الخرافية كي لا تضطر الأسرة لشراء شنط وملابس مرة أخرى في منتصف العام الدراسي، وبادرت أن الأسر السودانية موعودة بالسير على موجة الغلاء التي ضربت كل الأشياء خاصة في ظل قدوم شهر رمضان والعيد.