الدعم السريع
مرة أخرى تُستل سيوف صدئة من غمدها.. وتُسنّ سكاكين وأقلام لنحر قوات الدعم السريع التي شكلت بعبعاً مخيفاً للمعارضة المسلحة، وشوكة في (حلاقيم) الطامعين في السطو على بلادنا بليل.. حادث معزول لمتدربين في معسكر السليت شمال الخرطوم بحري أقام الدنيا وشغل الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي.. الحادث قام به مواطنون متدربون في معسكرات التأهيل للقوات المسلحة وجهاز الأمن، ومن يتلقى التدريب ولم يتخرج بعد لا يعدّ عسكرياً منتسباً لقوات نظامية.. وبالتالي الطالب الحربي في الكلية إذا لم يعين بقرار من الرئيس وتنتهي دورته التدريبية لا يعدّ ضابطاً في القوات المسلحة، وكذا العسكريون من الرتب الدنيا طوال فترة التدريب يعدّون مشروعاً لعسكري، وأي سلوك غير قويم من شخص متدرب من الظلم بمكان نسبة سلوكه أثناء فترة التدريب للقوة التي يفترض الانتساب إليها بعد التخرج.. ولكن في مخيلة المعارضين وحملة السلاح أن قوات الدعم السريع هي التي وأدت أحلامهم في دارفور وهي القوة الضاربة القادرة على حماية أمن البلاد من مليشيات التمرد القبلي.. وهم شباب مؤمنون بقيم الإنقاذ ومستعدون للتضحية بكل غالٍ ونفيس دفاعاً عما يؤمنون به.. لذلك تواجه قوات الدعم السريع بحرب شائعات وتضخيم للأحداث الصغيرة ومحاولات الوقيعة بينها والقوات النظامية الأخرى وتصويرها بغير حقيقتها.. كل ذلك مفهوم في سياق التنافس السياسي والتدافع بين القوى المختلفة.. لكن التشكيك في انتماء قوات الدعم السريع، ودمغها بصفات أجدر بها الذين يطلقون تلك الصفات يعدّ سلوكاً غير مقبول واستهدافا لأبناء السودان المخلصين الأوفياء وهم يحملون أرواحهم على أكفهم من أجل حماية السودان من تربص الأعداء في الداخل والخارج.
نعم.. حدث احتجاج من متدربين في معسكر تدريب.. ووقعت تعديات محدودة على بعض ممتلكات الأهالي بسبب أن هؤلاء المتدربين لم يصبحوا عسكريين بعد، وجزء من التدريب حرمان المتدرب من بعض الامتيازات قصداً بغرض تأهيله وجعله قادراً على التحمل، وإذا أخطـأ هؤلاء المتدربون فإن العقوبات التي تطالهم داخل مؤسساتهم ليس بالضرورة أن تعلن للعامة والكافة.. وقد تم فصل ضباط من قوات الدعم السريع بسبب تجاوزات أو أخطاء حتى في مناطق العمليات، وهي تجاوزات عادية للإنسان المدني والعسكري ولا ينبغي النظر بعين سوداء قاتمة لأبنائنا وفلذات أكبادنا الذين تغنت لهم حسناوات البقارة بأنشودة (الدعم السريع الله معاه) تقديراً وعرفاناً لدور هذه القوات في ردع التمرد وتقليم أظافره ودحره وكسر شوكته في ساحات المواجهة.. إن كان هناك مواطن تضرر من سلوك متدربين لقوات الدعم السريع فليذهب بمظلمته لقادة جهاز الأمن الوطني الذي يوزع الدعم المالي على الجامعات وأندية الهلال والمريخ والمطربين ونجوم المجتمع، وينشط مساعد مدير جهاز الأمن اللواء “دخري الزمان عمر” في تقديم الدعم للمحتاجين، فكيف لا يعوض من خسر ماله في احتجاجات متدربي الدعم السريع؟؟ أما أن تُستل السيوف لنحر قوات الدعم السريع واتخاذ حادثة واحدة منصة لإطلاق النار على هؤلاء الشباب، فذاك حكم تعسفي وظلم مرفوض وتعدٍ على قوات قومية تسهر من أجلنا لننام في بيوتنا، وتمهر بدمائها عزة هذا الوطن وكبريائه.
الدعم السريع ليس لقبيلة أو جهة أو إقليم، بل هي قوات قومية يقودها ضباط أكفاء من جهاز الأمن والقوات القومية، لذلك أي تشكيك في الدعم السريع يمثل دعماً للتمرد ومليشياته التي أذاقتها قوات الدعم السريع مرارة الهزيمة في الميدان، ولجأت اليوم لجناحها المدني لتشويه صورة هؤلاء الشباب.