نوافذ

ذاكرتي تكره النسيان

الليل  يبدو أكثر وحشة عن ذي قبل، والصمت يفرد أجنحته لكل من لم تسعفه  مفردات البوح ليلحق بركب القائلين، هذه الأمسيات تبدو مألوفةً جداً رقم قساوتها، فرغم كون الوحش وحشاً إلا أننا نعرف وجهه جيداً.
 وعودة الطَّرق تذكرني بأيام مضت وأصبحت في الماضي البعيد!!
 هي ذاتها الأيام التي أكرهها جداً؛ غير أن وجودك معي يجعل منها عروساً بعد يتمها، يا أيها الرجل الذي يحتل ما يشاء من قصيدتي ولوعتي وعشقي البريء، أحتفي جداً باكتفائي بمغازلتك من خلف ستار الكلام!!
 خجولة أنا حتى البلاهة!!
ولكن ما عيب البوح؟
 أنا أدرك جيداً أن خلف كل نظرة من نظرات قراء زاويتي تحدٍّ قاسٍ جداً، يذكرني بمقولة (حبوبة بت سعيد) التي كانت تطلقها على من يريد الشيء بشدة ويتمنع عنه، فكانت تقول (النفيسة فيها والقليب ما بيها) أو ربما  تذكرني بمقطع من أغنية كنا نرددها صغاراً- دون أن ندرك معناها- (بي عيونك تقول لي تعال وتعال وبي قلبيك تقول  لي لا ما في مجال) هكذا الحال، فهؤلاء الذين يتحدثون عن جرأة موضوعاتي يدركون في أعماقهم أنها حقيقة القلوب التي تأتي عبر نافذة البصر، ولكنهم يظلون قابعين تحت سيطرة عنادهم الحسي!!
أما لكل من يتحدثون عن أن هذه النافذة متنفسهم من قيود الحياة، أقول لهم: إنها نافذتي على قلوبكم فلكم ما شئتم، ولكني حينما أتيت نحو الكتابة على الصحف، أتيت ككاتبة أدبية؛ وليست كمحللة سياسية أو صحفية اجتماعية أو فنية، فقط ما يدور في خلدي من أحداث، وحتى هذه السطور التي تحمل بصمتي وتوقيعي لا تمثل إحساسي فقط ؛ بل أحاسيس كثيرة لم تجد مجالاً للمثول أمام محكمة البوح غير هنا، لا أحلم أن أكون “أحلام مستغانمي” السودان، ولا أن أكون “غادة” أخرى بقدر ما أتطلع لعكس صورة الإحساس عبر مرآة الكتابة، ليتنفس الذين أرهقتهم مشكلات الحياة الصعداء؛ ما إن يلجوا إلى داخلي عبر نوافذي هذه. وأعود مرة أخرى إليك لأبلغك شوق الدواخل القاتل ولأستحلفك بالله أن تجيء كما طوفان قوم نوح، من كل فج تجيء ذكراك؛ فترتعش أطراف الذاكرة ويخرج النسيان إلى دار غيرها ! فذاكرتي تكره النسيان.
خلف نافذة مغلقة:
أقول لذلك المحرر الذي لا أعرفه ولم أسمع عنه البتة: إن كنت تسعى لإرضاء رئيس مجلس إدارتك عن طريق التشهير بي، فإني أقسم لك أنه لم يعر كتابتك انتباهاً، أما إن كنت تسعى لامتلاك قاعدة قراء عن طريق التسلق على أكتاف تجارب غيرك فلك ما شئت، وأنا حينما اعتذرت لأهل النجمة لم أعتذر بمقابل مادي رخيص ولا لإرضاءِ كبير، والكبير الله، إنما اعتذرت لإرضاء جمهور ربما أخطأت في حقه دون أن أعي ملابسات الرد.
الحمد لله أنني لم أقرأ ما كتبته، وإنما عن طريق مكالمة من إحدى زميلاتي أعطتني قبلها لائحة عن كبار النجوم الذين تطاول عليهم هذا “الصغير”
نافذة على القلب:
بهواك من وأنا نطفة في رحم أمي، والغيب من متاتاة الخطى الممحوقة من زمن الجهل
بهواكا يا زولي البقالي الروح وإيقاع الحياة اليوماتي.. والناس والأهل
زولي البتلب من عشاريق قحتو
 الضو لي ضلمة دربي ما بسألني هل
زولي التساسقلو الخطى المتسارعة
وارجا على مهل

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية