الحزب الشيوعي .. في زنزانة (الحرس القديم)!!
كشف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني الدكتور “الشفيع خضر” أنه طرح على قيادة الحزب تغيير اسمه إلى الحزب الاشتراكي السوداني، لمواكبة المتغيرات الفكرية والسياسية في العالم في أعقاب انهيار النظم الماركسية في شرق أوربا .
وقال في حديث لصحيفة (الجريدة) أمس الأول إنه تنازل عن الترشح لمنصب السكرتير السياسي للحزب (يعرف خارج أطر الحزب بالسكرتير العام)، لصالح عضو اللجنة “يوسف حسين” في مواجهة “محمد مختار الخطيب” الذي فاز بالمقعد .
وفي رأيي أن “الشفيع خضر” يمثل تيار الواقعية السياسية في الحزب الشيوعي وهذا ما وفر له قاعدة معتبرة في أوساط شباب حزب الماركسيين العجوز الذي ظل حبيساً في (زنزانة) تحرسها مجموعة متكلسة من بقايا الحرس القديم تعيش في عالم آخر غير عالمنا هذا، وما تزال هناك .. متأخرة في محطة (الستينيات) من القرن المنصرم .. زمن سيادة الفكر الاشتراكي وسطوته وموضة (الشيوعية)!! وما يدري هؤلاء المتأخرون المتوهمون أننا في زمن (داعش)، حيث لا مجال للماركسية للتمظهر مرة أخرى في جامعات “الخرطوم”، ولا جامعات “موسكو”!!
ما ينادي به “الشفيع” هو عين المنطق السياسي، واستقراء صحيح لمتغيرات الساحة على الصعيدين المحلي والدولي، فما شهدته منطقتنا العربية والأفريقية من تطورات خلال العقدين الأخيرين جعلت وجهة الكثير من الشباب ناحية التيارات السلفية والتنظيمات الإسلامية (الجهادية) و(المتطرفة)، مقابل انسحاب كبير وواضح لقوى (اليسار) من مواقع التأثير على الأجيال الجديدة، إلا في إطار محدود تحت لافتة (إسقاط النظام في السودان) عبر الوسائط الإلكترونية، بأساليب ممجوجة، ودون جامع فكري أو رابط تنظيمي !!
من مصلحة تطور الممارسة السياسية الديمقراطية في بلادنا أن تحيا (البدائل الاشتراكية) وتطرح مشروعاتها للحل لكافة القضايا سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية، بعيداً عن مواضع التماس مع الدين، وهذا ما أشار إليه “الشفيع” عندما دعا لاعتماد نموذج (الدولة المدنية) بدلاً من شعارات (العلمانية) المستفزة للمجتمعات الإسلامية .
اتحدوا يا شيوعيون .. وانفضوا عن الحزب الغبار .. وقدموا “الشفيع” وأمثاله للقيادة .. فقد بلغت روح حزبكم حلقومه ودخل غرفة الإنعاش .. فلابد إذن من التغيير .. غيروا ما بأنفسكم قبل أن تغيروا النظام .
{سبت أخضر.