عودة الكبار إلى ملاهي الأطفال … هل هو هروب من قيود العمر؟
“داخل كل أنسان طفل ،بحب يكورك !”
المجهر – ميعاد مبارك
يتراكضون ويمرحون كالأطفال، السماء فضاؤهم ورحابة العشب الأخضر حملت جوارحهم إلى أرض ليست للكبار، زرعوها فرحاً وطفولة، ما بين الساقية والمراجيح تجدهم لاهين…تعلو صرخاتهم ثم تلحقها قهقهات متمردة ممزوجة بإشارات وتعابير تلقائية، تجد الأيدي أماً متحررة أو متشبثة جداً والعيون إما متسعة أو مغمضة جدا. (المجهر) التقت مجموعة من الشباب في منتزه المقرن العائلي وسألتهم لماذا يعود الكبار إلى ملاهي الأطفال؟.
تحرر من القيود الاجتماعية
كانت بدايتنا مع “مريم خضر” التي كانت تجلس مع مجموعة من صديقاتها في الجهة المطلة على النيل من المنتزه، والتي قالت:(أنا بحب أمشي الملاهي لمن أكون مبسوطة عشان أدي نفسي مساحة ،ما بهمني حقت كبار ولا صغار ،بحس بالحرية، وبعدين في الحديقة الزول بتحرر من القيود الاجتماعية البفرضها عليه عمره وبلعب ويجري وينطط بدون ما يحمل هم استهجان الآخرين سلوكه).
تفريغ للطاقة السلبية
صديقتها “أمل البدري” أضافت قائله: (أنا عن نفسي بفرغ طاقة (الكوراك) والطاقة السلبية الجواي. مسموح ليك في المنتزهات تصرخ ولو بحجة الخوف أثناء اللعب). مضيفة(ناس حي الختمية الجنب منتزه عبود طالبوا ناس المنتزه يوقفوا السفينة عشان الإزعاج و”الكوراك”). وعزت إقبال الكبار على متنزهات الأطفال لضغوطات الحياة والبحث عن متنفس، مؤكدة أنها كلما ذهبت إلى متنزه تحس بنفس المتعة التي كانت تشعر بها في طفولتها، وصفت ذلك قائلة: (بتكورك وأنت بتعاين للدنيا من فوق وتسمع صوتك والصوت يرتد،أي إنسان جواه طفل ولمن يطلعوا ويمشوا المتنزهات بحس أنه عائش. والحاجة دي بتأثر على شخصيتك وبتأثر على روحك وبيطغى عليك الطابع المرح والذي يزيد من قدراتك وإمكانياتك ويجعل نظرتك للحياة إيجابية أكثر).
ألعاب خطرة وآيسكريم
“إيلاف الفكي” لديها عشق خاص للألعاب الخطرة وتحب زيارة المنتزهات عموماً،حدثتنا قائلة: (بحب الملاهي وممكن أمشي كل يوم بحب الألعاب الخطرة والسفينة بحبها تلف طوالي وبتمنى ما تقيف. وبتثيرني جدا لعبة المقص والحاجات البتلف عموماً ما قاعدة أدوش وبحب أكورك ، بتحس بإحساس بإحساسك وأنت تاكل الإيسكريم). متسائلة” (مش بكون إحساسك مختلف وبتحس نفسك في عالم تاني؟)،وختمت حديثها بابتسامة واسعة وهي تقول: (بتهرب من قيود العمر، تلعب بالعجلة وتجري، الهروب لإحساس الطفولة حاجة جميلة بالذات الألعاب الخطرة).
تنسي هم الدنيا
أما”عفراء أحمد” التي كانت متحمسة جداً لركوب لعبة “الساقية” حكت لنا عن جمال الإحساس وكأنك طفل تعيش لحظات من غير أن تتحكم في تصرفاتك، أن تضحك وتنسى هم الدنيا ومن حولك وتعيش إحساس اللحظة من سعادة بلعبة، سعادة طفولية خالصة من غير مسؤولية، وختمت حديثها قائلة: (وبس حان وقت المرح)!.
في عيون أولادي
“إيناس محمد عثمان”أم لطفلين “عبد الله” و”أحمد” وجدناها تستعد لمشاركة أبنائها لعبة الساقية، فاستوقفناها وسألناها عن إحساسها وهي ترتاد الحديقة كأم هل هو نفس إحساسها وهي طفلة؟ فأجابت وابتسامة عريضة تعلو محياها: (بالنسبة لي أي وقت من حياتنا يكون أجمل عندما نقضيه مع الأصحاب والعائلة، الوقت الذي يكون مليئاً بالفرح والبسمات والراحة النفسية). مضيفة: (وكل ما أطلع حديقة أو متنزه بتذكر طفولتي ونهايات الأسبوع البنكون مستنينها عشان نطلع ونلاقي أصحابنا وأفراد أسرتنا ونلعب معاهم ونضحك ونمرح ونرجع البيت آخر اليوم بكمية من الحكايات المضحكة والطاقات الإيجابية البتخلينا طوال الأسبوع مستنين نكرر التجربة تاني، حالياً لمن كبرته وبقيت أم بشوف نفس الفرحة الزمان عشتها معكوسة في عيون أولادي كلما نمشي الحديقة وبعيش نفس أوقات “الغلبة” الكان بعيشوها أهلنا وبعرف كانوا بحسوا بشنو لما يشوفوا فرحتنا وهم خاتين أيديهم في قلوبهم من خوفهم علينا من أي شئ الحمد لله على الأوقات الذيدة دي) .
لا أحب الإزعاج
سألت (المجهر) القاصة والفنانة التشكيلية “إسراء سعيد”عن عودة الكبار إلى ملاهي الأطفال فكان رأيها مناقضاً لما سبق، حيث قالت: (ما بقدر على الإزعاج وعندما أضطر للذهاب مع أسرتي إلى المتنزهات العامة أضع القطن أذنيّ) مضيفة: (ولكن أعود للطفولة على طريقتي الخاصة،أذكر أني في مرة من المرات اشتريت دمية كبيرة وحلوة وشعرها أحمر وعندما عدت بها إلى البيت كذبت على أهل بيتنا لأبرر شرائي لعبة أطفال، وقلت لهم إنها هدية من صديقتي، وذلك خوفاً من أن يضحكوا علي. واصلت حديثها ضاحكة(وكنت بحب أتكلم معاها لحدي ما جاء اليوم “الإتشربكت” فيها بنت أخوي واتحرجت وأديتها ليها).
سلوك طبيعي
تقول اخصائية علم النفس الأستاذة “سلمي السر” (إن عودة الناضجين إلى ملاعب الأطفال سلوك طبيعي وصحي في الغالب، ويمكن إرجاعه إلى ضغوطات الحياة التي تشعرهم بنوع من الحنين إلى مرحلة الطفولة الخالية من المسؤوليات، فتكون زيارة المتنزهات بمثابة تفريغ للضغوطات والمشاكل اليومية التي يعيشها الناضجون، كما يمكن أن تكون لمجرد الترفيه فليس هنالك سن معينة للعب والترفيه). مضيفة (إن مشاركة الآباء والأمهات أبناءهم أثناء عملية اللعب يعزز العلاقة الأسرية ومفيد للكبار والصغار).