شهادتي لله

أفيقوا يا اتحاديون

ما هذا الذي يحدث داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)؟ ما هذه المهازل ومسلسلات (الهرجلة) التي تضرب حزب الزعيم “الأزهري” و”الفضلي” و”زروق”.. حزب المعلم الشريف “حسين الهندي” .. حزب الاستقلال الكبير وحادي ركب الحركة الوطنية في السودان ؟!
من أين صارت تصدر القرارات في الحزب الذي تقزم وتأزم .. وكيف .. وأين هي المؤسسات .. ومن يرأس هذا الحزب – حالياً – وبأي تفويض، وفي أي اجتماع لمكتب سياسي أو هيئة قيادة صدر قرار التكليف أو الانتخاب ؟!
الصحف التي تخلع على نجل زعيم الحزب السيد “محمد الحسن الميرغني” صفة (رئيس الحزب المكلف)، لا يسأل محرروها أنفسهم قبل أن يسألهم رؤساء التحرير: متى وكيف تم ذلك.. في أي مؤتمر.. وبأي خطاب تفويض وبأي مستند؟!  لماذا لا تحترمون عقول قرائكم.. سادتي ؟!
لا غضاضة لنا، ولا مشكلة نفسية أو شخصية في أن يصبح السيد “الحسن” رئيساً كامل السلطات والصلاحيات للحزب الاتحادي (الأصل)، وليس (رئيساً بالوكالة) فحسب، ولكن عليه أولاً أن يهيئ لنفسه ويهيئ له مستشاروه – إن كان حقاً له مستشارون –  أمر (الرئاسة) بترتيبات وإجراءات من داخل هياكل ومؤسسات الحزب .
لقد صار شكل الحزب مدعاة للسخرية والاستهزاء والناس يسألوننا كل يوم في المجالس: (هل حقاً قرر “مولانا الميرغني” – من مقر إقامته في “لندن” – إعادة المفصولين كما زعم بعض الذين كانوا  يوالون “الحسن” ثم انقلبوا عليه فجأة، ولم يقل بذلك المفصولون أنفسهم؟! أين الحقيقة.. هل عاد المفصولون أم لم يعودوا.. علماً بأن مجلس الأحزاب – وهو الجهة الوحيدة المخولة بالإفتاء في شؤون الأحزاب – قد أبطل قرارات الفصل وأكد عدم شرعيتها ؟!
ثم تتوالى الأسئلة: لماذا عاد  المتحدث باسم الحزب الشاب “إبراهيم الميرغني” إلى الظهور بغتة، ويصدر البيانات بعد أن غاب لشهور عن المشهد الاتحادي ودخل في (بيات صيفي) فور أن وضع “الحسن” يده على الحزب (في ظروف غامضة) كما يقول محررو الجريمة والحوادث، فتسلم مفاتيح دار “أبو جلابية” ببحري و”جنينة السيد علي” بالخرطوم، وصار الآمر الناهي .. مانح الوظائف الدستورية .. ونازع العضوية من القيادات التاريخية!!
أين كبار الحزب .. أين كبار خلفاء الطريقة الختمية؟ لماذا لا يضعوا حداً لهذا العبث باسم ومكانة كيان وطني له وضعه في ماضي وحاضر السودان ؟
فإذا كان مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني” لا تسمح ظروفه الصحية حالياً بالاستمرار في موقع رئاسة الحزب، فلم لا تحج إليه لجنة من هيئتي الحزب والختمية في “لندن”، وتحدثه بأمر الاضطراب والتضارب الواقع الذي سيقضي على ما تبقى من الحزب، وتطلب إليه تكليف هيئة القيادة والمكتب السياسي باختيار (رئيس) لحين انعقاد المؤتمر (العنقاء) ويمكن لمولانا بالطبع أن يرشح من يراه مناسباً، إن كان من أنجاله الكرام أو من غيرهم، على أن يكتفي هو- أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية – بصفة ولقب  (المرشد) الذي ظل محتفظاً به منذ وفاة والده المغفور له السيد “علي الميرغني” في العام 1968 م .
لا بد من (فك الاشتباك) عاجلاً في حزب الاتحاديين الأكبر .. والحزب (الثاني) في تشكيلة الحكومة وكتل البرلمان .. فالأمر إذن  لا يخصهم وحدهم .. بل هو أمر وطن ودولة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية