الديوان

طقس حديث يلازم المناسبات ويشكل تهديداً على الخصوصيات

تقنية التصوير الخارجي الـ(أوت دور)
الخرطوم ــ محمد جمال قندول
أطلت الكثير من الظواهر المستحدثة بمناسبات الزيجات في الآونة الأخيرة ممهورة بتغييرات في العديد من الأعراف والترتيبات النهائية خاصة لحفلات الزفاف .
وقبيل أيام أثارت صورة منتشرة لإحدى الفتيات في أحد شوارع العاصمة الرئيسة حيث أوقفت حركة المرور لقرابة النصف ساعة، وذكر حينها بأنها استخرجت تصاريح من شرطة المرور لإيقاف الحركة وذلك لتصوير (أوت دور) وهي واحدة من الطقوس المستحدثة للمناسبات .
(1)
ويعرف الـ(أوت دور) بأنها واحدة من الأنماط الحديثة لتصوير العرسان خارج الاستديوهات في الأماكن العامة التي تتخللها حدائق أو معالم بارزة أو جلسات المطاعم وهي تصنف ضمن خانة (التصوير الحركي)، وانتشرت بصورة كبيرة في العامين الأخيرين حتى باتت واحدة من الطقوس المهمة التي يفضلها المرتبطون حديثاً خاصة النساء .
ولعل المتابعين لحركة المناسبات يلحظون مؤخراً تغييرات كبيرة بدأت تطرأ في الألبومات صور الزيجات والتي تغيرت كثيراً من خلال هذه الخاصية والتي يفضل أغلب من يتخذونها طقساً رئيسياً وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، ليشارك الناس بفعالية في التعليقات وعرض آرائهم .
(2)
وتسمى تقنية التصوير الخارجي أو الـ(أوت دور) في مجتمع المصورين بـ(التوثيق الاحترافي)  خاصة وأنها تدر عليهم دخلاً وفيراً من المال يتراوح ما بين (ألف جنيه وحتى (5) آلاف جنيه)  فبات قبلة لهم .
وعنها يقول المصور الفوتوغرافي “وليد حسين”  بأن الـ(أوت دور) هو نوع مستحدث لعرض الذكريات لدى المرتبطين في صورة أكثر حرية وإطلالة جديدة تتناسب مع العصر.
وأشار “وليد” خلال حديثه إلى أن التقنية فيها ايجابية كبيرة خاصة للمصور لأنها تمنحه حرية أكبر في التصوير، بجانب أنها تعد من التقنيات الحديثة حيث يستخدم فيها أحدث أنواع التقنية مما يجعلها غالية الثمن .
(3)
ويواصل “وليد” حديثه في معرض الطرح مبرزاً أسباب انتشار النمطية الحديثة للمناسبات إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بصورة كبيرة في الاستعراض والإعلان لهذه الخاصية، لما يتمتع به السودانيون من حس (البوبار) على حد تعبيره مما انعكس بصورة كبيرة على أغلب المناسبات وبات مطلباً أساسياً وانعكس بصورة سلبية على مالكي الاستديوهات، وذلك لأنها خصمت من أرباحهم اليومية خاصة وأن محلات التصوير كانت تعتمد اعتماداً كلياً على المناسبات .
فيما هاجم “سمير علي” (موظف) الظاهرة الجديدة بعنف معتبراً إياها واحدة من ظواهر الغزو الفكري الثقافي عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات، وحمل “سمير” الطقوس الجديدة للزيجات والتي من ضمنها الـ(أوت دور) إلى النساء باعتبارهن (أس المشاكل)، في عرقلة المناسبات بمثل هذه الطلبات الكثيرة .
(4)
الباحث الاجتماعي د.”علي آدم” يعتقد بأن إعلان الظاهرة كطقس جديد وملزم للزيجات يشكل خطراً حقيقياً على التكاليف خاصة وأن التقنية الجديدة حسب وصفه مكلفة مادياً، بجانب أن استعراضها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر من السلبيات التي لازمت الظاهرة، بحيث أنها تنتهك خصوصية الزيجات بجانب أن الكثير من العرسان يلتقطون صوراً غير لائقة حد تعبيره .
وحذر الباحث الاجتماعي د.”علي آدم” من انتشار مثل هذه الطقوس الحديثة للمناسبات باعتبارها تشكل تهديداً لحياة الزيجات منذ مهدها، خاصة وأن أغلب الظواهر المنتشرة لا تحوي ضوابط الخصوصية .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية