نائب الرئيس: المحليات تعاني من سوء التغذية والعاصمة من التضخم
في ملتقى حول التحضر بمجلس الوزراء
الخرطوم – سيف جامع
شهد أمس(الاثنين) ملتقى الحوار حول التحضر (الواقع … الآثار والتحديات) بمجلس الوزراء نقاشاً ثراً بين المشاركين من الخبراء والمختصين حول مفهوم التحضر والتنمية والعمرانية والسكانية، ولدى مخاطبته الملتقى انتقد نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” تسمية التنمية مصطلح التحضر. وقال ينبغي أن نسودن المصطلح، مبيناً أنه طبيعي أن يتطور الناس من السكن في الأكواخ إلى المدن، لأن (أي زول عايز ينتقل بأولادوا إلى مناطق المدارس والجامعات والزلط والموية النظيفة)، مشدداً على ضرورة تبسيط مصطلح التحضر وسودنته حتى لا يعتقد المواطن في الريف أنه غير متحضر، ومعناها أن الذي يسكن الريف متخلف. ولفت النائب الأول إلى أن التحضر قضية معنى وسلوك ولابد من مراعاة المؤشرات الوطنية فيه، مشيراً إلى أن الانتقال من الريف إلى المدن ايجابي وليس سلبياً، داعياً واضعي الدراسات الحضرية إلى مراعاة المؤشرات الوطنية لأنَّ بها جانب نفسي. وأضاف أتمنى أن تكون مداخلتي عملت إثارة، وأكيد في ناس زعلانين.
ناقش الملتقى الذي نظمه صندوق الإسكان والتعمير بالشراكة مع جامعة الزعيم الأزهري وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، عدداً من أوراق العمل الأولى حول (التحضر المفهوم، الوضع عالمياً وإقليمياً ومحلياً، وورقة (أوضاع التحضر في السودان ..المشاكل والحلول) وورقة عن (المخطط الهيكلي العمراني لولاية الخرطوم، التطلعات والتحديات) بجانب ورقة عن التجربة المصرية في قضايا التحضر، وورقة عن التحضر وآثاره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في السودان.
وقال نائب الرئيس أن المواطنين بالولايات يقولون (أنا مظلوم ولازم أجي الخرطوم)، مضيفاً أن المحليات بالولايات تعاني من سوء تغذية بينما العاصمة تعاني من التضخم في الخدمات. وزاد: (نحن دولة فيدرالية بها أكثر من (180) محلية)، وأقر نائب الرئيس بوجود مشكلة في التخطيط والأولويات، داعياً إلى الحد من الهجرة من الريف إلى المدن بالتخطيط السليم. وتساءل:(إذا في الولايات توجد خدمات بذات المستوى في العاصمة لماذا يأتي المواطن إلى الخرطوم)، لكن المواطن الذي يأتي الخرطوم لا يريد أن يأكل قراصة وكسرة، بل يريد أن يأكل (رغيف)، في وقت نحن لا نزرع القمح ونستهلك ما قيمته (3) ملايين طن في العام، ونادى “حسبو” بعدم ترييف الخرطوم وأن لا تسكن القبيلة الواحدة في منطقة محددة حتى لا تكون هنالك مجالس شورى وعمد للقبائل بالخرطوم.
ووجه نائب الرئيس صندوق الإسكان بالتوسع في الولايات. وأضاف: (نقول لغلام الدين إن أولوياتنا ليست الخرطوم، ولو أصبح الاهتمام كله سيأتي إليها مزيد من الناس).
وقال “حسبو” في قضية المأوى نريد أن نخاطب محدودي الدخل وكيف نوفر أنماط بناء رخيص يتناسب ودخول الأفراد، مؤكداً اهتمام الرئاسة بجانب التشريعات.
وأوضح وزير البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية “حسن عبد القادر هلال” أن التحضر السريع أفرز الكثير من المشاكل كالتلوث والبطالة وفقدان الأيدي العاملة الشبابية في مناطق الزراعة، لافتاً إلى أن معدل التحضر في أفريقيا الأعلى في العالم، مما يضاعف نقص خدمات الصرف الصحي والمياه والطاقة بالمدن.
وأكد الأمين العام لصندوق الإسكان والتعمير د.”غلام الدين عثمان آدم”، أنهم من خلال الملتقى يستهدفون إيجاد فهم أفضل للتحضر المستدام في السودان، مشيراً إلى أن واقع التنمية الحضرية بالسودان يحتاج لمزيد من الجهود، معرباً عن أمله أن يكون الملتقى نواة صلبة للتحضر. وقال إن أهداف صندوق الإسكان وضع السياسات القومية والتخطيط الحضري وتوجيهه بدعم كل الجهات لإحداث التنمية العمرانية الشاملة. وناشد “غلام” رئاسة الجمهورية إلى تخصيص العناية والدعم والسند لمشروع المأوى للمواطنين، مؤكداً أن إنشاء مدن سكنية جديدة متكاملة حققت الاستقرار الكبير للأسر، مبشراً أن الفترة المقبلة ستشهد قيام مدن جديدة في الولايات، معلناً أنهم رهن الإشارة في الصندوق للمرحلة المقبلة.
وكشف ممثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “وائل الأشهب”، أن (50%) من سكان العالم يعيشون في المدن في آخر إحصائية في 2008. ويتوقع أن يصلوا إلى (70%) في 2060. وأشار إلى أن السودان رغم تحضره إلا أنه يصنف بلدة ريفية آخذة في الزيادة نحو التحضر، حيث وصلت إلى نسبة (34%). وقال: (نأمل في أن يخرج الملتقى بتوصيات عملية وعلمية لمواجهة التحديات).