شارع الدكاترة الأم درماني رحلة التحول من شارع "غاندي".. وسر التسمية والشهرة!!
زاحمته محلات بيع الملابس والكاسيت
أم درمان – نهلة مجذوب
تشتهر مدينة أم درمان العريقة بالعديد من الشوارع والأماكن التاريخية المميزة، كونها مدينة قديمة شكلت وجدان أهلها وإنسانها الراقي، وحملت في جوانبها الفن والأصالة مما أكسبها ميزة فريدة. ففي كل جزء من هذه المدينة التاريخية قصة وحكاية شيقة لابد من الوقوف عندها.
“فشارع الدكاترة” المعروف بقلب أم درمان هو أحد معالم الطريق في المدينة، وقفنا عند جنباته المميزة في صينية الشهداء حتى البوستة لنتعرف عن قرب عن سر التسمية والشهرة. وخلال مرورنا في رحلة التوثيق والتعريف لشارع الدكاترة بوصفه أحد أشهر وأقدم الشوارع من الناحية الجنوبية، كان أكثر ما لفت انتباهي كثرة الباعة ولافتات الأطباء والمعامل والصيدليات والدكاكين المتباينة والبضائع.
من شارع “غاندي” للدكاترة
العم “إبراهيم” من قدماء المتعاملين مع شارع الدكاترة حكى لنا أسرار الشارع وخفاياه وقصة الاسم منذ أن كانت على جنباته بيوت سكنية، فذكر أن الشارع قديماً كان اسمه (شارع غاندي) وذلك على المهاتمة الهندي الذي تميز بعلاقتة الطيبة مع الزعيم الراحل الأزهري لذا أسمى الأزهري الشارع باسمه، وأوضح العم “إبراهيم” أن الشارع قديماً كانت حركة المارة فيه قليلة، أما الآن فأضحى يعج بحركة المرور وأصبح يتميز بالدكاكين والعمارات، مضيفاً أنه ارتبط بالأطباء، مشيراً إلى أن الشارع كان في اتجاهين وحالياً أصبح اتجاهاً واحداً لضرورة انسيابية الحركة، لافتاً إلى أن مظاهره تبدأ بالعيادات ثم محلات الملابس الشبابية وعند نهايته الأغراض النسائية، تتخلله دكاكين المجوهرات والصاغة والصيدليات وأماكن بيع الأحذية. وأبرز معالمه نادي الخريجين سابقاً ومقر دار حزب الاتحادي الديمقراطي الآن إضافة لمحلات (أغا) التجارية الشهيرة والحضري، مؤكداً أنه من أقدم التجار في الشارع، وذكر أن عدداً من اليهود ظلوا في المنطقة إلى أن تم طردهم بواسطة الرئيس الراحل “نميري”، فالبعض منهم إلى وقت قريب كان موجوداً ودخل الإسلام وسكن الأحياء القريبة من سوق أم درمان.
محلات بيع الملابس تزاحم العيادات
وعند وقوفنا عند بوتيك لبيع الملابس الرجالية الراقية والشبابية الفاخرة وهو ما يشتهر به الشارع، كانت تلك اللافتة الكبيرة التي تحمل اسم “سر الحوت” عليها صورة مطرب الشباب والجماهير “محمود عبد العزيز” الذي رحل عن دنيا الفن والشباب، اقتربنا أكثر وبداخل الدكان الذي يكتظ بأرقى الملبوسات، كان لقاؤنا بأصحاب المحل وهم من الشباب ويبدو جلياً عشقهم للفنان “محمود عبد العزيز”. وأكدوا أنهم افتتحوا محلهم هذا بشكل جديد منذ عامين رغم أنه موجود منذ أكثر من (30) عاماً توارثوا العمل فيه عن آبائهم وإخوانهم، مشيرين إلى أنه اشتهر بوفرة الملابس الراقية ذات الخامات الممتازة والماركات العالمية والموديلات الأصلية، باعتبار أن الشارع إستراتيجي ومهم.
فالشاب “محمود عبد الله” هو الذي اختار اسم (سر الحوت) لتميز الراحل الملقب بالحوت، وأن الاسم ساعده في جذب الزبائن للمحل لأن الراحل كان محط إعجاب وحب لكل الناس.
ومعروف أن لكبار الأطباء والاختصاصيين عيادات خاصة بالشارع كذلك المعامل والصيدليات… المطلعون على معالم المنطقة ذكروا لنا بأن الشارع تطور رويداً رويداً معمارياً وسلوكياً وتجارياً، وكسب سمعة طيبة حالياً.. وطغت عليه عيادات الأطباء والصيدليات وبوتيكات الملابس الشبابية، موضحين أن (بوتيك سيف) لصاحبه الشاب “سيف” هو أول من فتح دكان متخصص لبيع ملابس الأولاد الجيدة.
كساد في محال الكاسيت
محلات بيع أشرطة الكاسيت هي الأخرى كانت واحدة من معروضات هذا الشارع رائع الصيت لكنها لم تعد كما السابق فقد غطى الكساد عليها، وفي ذلك يقول “محمد المعز” صاحب محل فيروز للكاسيت، إن سوقها كان فيه ركود وكساد كبيرين، كما أن حركة السوق والقوة الشرائية قلت في المحال التجارية الأخرى عامة وذلك لأسباب كثيرة، منها ظهور الـ(MP3) والـ (MP4 والموروكارد والايفوي والآباد وجل وسائل التكنولوجيات والأغاني والكليبات.
أثناء الجولة وإذا بالقرب من عمارة “سنهوري” يوجد الطبيب الشهير الشاعر الرقيق د. “عمر محمود خالد” كما التقينا بنجمة الدراما السودانية القديرة “فائزة عمسيب”. د. “عمر” قال إن الشارع متميز ويرتاح عليه لسنوات عديدة ويتخذ منه مقراً لعيادته، وأوضح أن كبار الأطباء اختاروه مكاناً لعياداتهم.
أما الفنانة “فائزة عمسيب” فأوضحت أن شارع الدكاترة يتسم بالرقي وفيه كل الاحتياجات الحديثة والمهمة، مبينة أنها دائماً تأتي لعيادة “سنهوري” للتجميل. وأشادت بالمحل الذي يهتم بجمال المرأة.