مراسل تلفزيون السودان "هجو أحمد": للمجهر
بالنسبة لي السياسة تبدأ من لقمة العيش.. وكباية الشاي.. ورهق المواصلات
أول ما أدخل مدينة أذهب أولاً إلى أسواقها لكي أعرف كيف
يتفاعل الناس وينفعلون من مجريات الأحداث
حوار – عبد المنعم مادبو
“هجو أحمد محمد علي” من مواليد عروس الرمال “الأبيض” درس في الشرقية (أ) الابتدائية والمتوسطة ومدرسة التجار الثانوية بـ”الأبيض”، تخرج في جامعة الجزيرة كلية الاقتصاد والتنمية الريفية (الدفعة 16) قسم الإحصاء التطبيقي عام 2001م بكالوريوس مرتبة الشرف، عمل متعاوناً في صحف (أخبار اليوم) و(الأخبار) وقبلها عمل في سكرتارية مفوضية الدستور2005م، ثم متعاوناً في التلفزيون من 2006 وحتى 2007 محرراً في إدارة الأخبار، ثم معداً في السياسية وموظفاً في الإدارة العامة للأخبار والشؤون السياسية، أعد الكثير من
البرامج السياسية، ثم عمل منتجاً لعدد من الأيام المفتوحة من دارفور وشمال كردفان والجنوب قبل الانفصال، تقلد منصب رئيس قسم الملفات الخاصة بالإدارة السياسية، ثم رئيساً للجنة الفنية لانتخابات 2010م، وفي ذات العام رئيساً لقسم البرامج الحوارية بالإدارة السياسية، وقدم أداء متميزاً في
التغطيات خارج السودان، حيث زار “ارتريا” و”ليبيا” و”اليمن” وغيرها من الدول.
{ في بداية حوارنا حدثنا عن “هجو” الاسم والمعنى؟
– صراحة عرفت معنى اسمي بالصدفة “هجو” من الشبع، ويقال هذا الرجل هجو يعني شبعان، و”هجو” ذو دلالات صوفية وأبي من المتصوفة وقد أسماني تيمناً بالشيخ “هجو”.
{ متى دخلت حوش التلفزيون؟
– لم تكن لدي رغبة في العمل بالتلفزيون ولكن قدري ساقني وبعض إخوة كرام ألحوا عليّ لخوض التجربة، وقبلها عملت محرراً صحفياً ثم امتحنت القيد الصحفي 2007م، وقرأت عن الإعلام المرئي كثيراً وقررت أن أتعاون مع التلفزيون، واعتمدت على نفسي دون واسطة واصلت اطلاعي الممنهج ثم نلت دوارات تدريبية مكثفة.
{ تفضيل السياسة على المنوعات؟
– حسب المفهوم التقليدي السياسة عمل جاف يجعل منك إنساناً
جاداً.. وهذا تحديداً في بعض الفعاليات السياسية الكبيرة، ولكن
بالنسبة لي السياسة تبدأ من لقمة العيش.. وكباية الشاي.. ورهق المواصلات.. كنت أول ما أدخل مدينة أذهب إلى أسواقها لأعرف كيف يتفاعل الناس وينفعلون مع مجريات الأحداث.. نعم أحياناً أكون جادي جداً وصارماً، ولكن لم احتاج يوماً في مشوار عملي أن أكون مراوغاً.
{ على ماذا اعتمد عملك بالولايات؟
– وفق موجهات الإدارة السياسية بالانفتاح على الولايات وعكس حراكها الاجتماعي والثقافي والسياسي، وهو في الأصل عمل يقوم على إيصال الرسالة السياسية عبر قوالب اجتماعيه ثقافية ومحاولة لإنتاج معالجات ذكية بعيداً عن جفاف السياسة، والمراسل يركز على الأخبار وحراك المجتمع ودائماً ما يكون هو المستفيد من عمل الفريق ويتم اصطحابه في منظومة العمل.
{ تجارب تلفزيونية تفتخر بها؟
– كثيرة، ولكن سعدت جداً وأنا أكتب سيناريو فيلم (قصة السلام)، وفيلم عن القوات المسلحة وبرنامج بين الناس، وأعتقد أن تنفيذ الحملات الانتخابية للأحزاب والقوى السياسية كان عملاً مهماً بالنسبة لي خاصة فيما يتعلق
بالتوعية والتثقيف وبرنامج (ناخبون جدد) كذلك التغطيات في مناطق النزاع (كادقلي.. أبيي.. طروجي.. أبيض.. وقديما جوبا وملكال).
{ من نشاطك بالولايات؟
– ترأست فريق عمل في “شمال كردفان” بمبادرة من حكومتها بغرض تقديم إسناد إعلامي لمشروع نفير نهضتها، وقمنا بعمل أعتقد أنه كبير، والجديد أنه تم تعاون كبير بين الأخبار والقناة القومية وخاصة برنامج (صباح الخير) و(بيتنا) وعدد من البرامج والسهرات، وأنتجنا (97) محطة لـ(صباح الخير) و(49) محطة لبرنامج (بيتنا) والتجربة في مجملها يمكن تخضع لدراسة وتقود لبلورة أفكار وطرق عديدة لتطبيق نماذج في بقية الولايات، وأعتقد أنها تجربة كانت مفيدة بكل ايجابياتها وسلبياتها.
{ ماذا عن برنامج (صباح الخير)؟
– (صباح الخير) من حيث المضمون برنامج جيد جداً عبر فقراته المتنوعة التي وضعت بعناية ولو توفرت إمكانيات لهذا البرنامج سيكون له شأن في خارطة الإعلام، أما من حيث الشكل والجماليات أعتقد أن الديكور يحتاج عملاً كبيراً وكذلك الوسائل الإيضاحية خاصة أن هناك عدداً كبيراً من المخرجين المبدعين وذوي اللمسات الفنية الرائعة.
{ التلفزيون متهم بأنه ليس قومياً ويؤسس للجهوية؟
– اتهام الجهوية ينافي تماماً مسألة القومية، وبما أنه تلفزيون السودان يجب أن يرى الجميع نفسهم من خلاله، وفكرة التجوال بالولايات لأجل ترسيخ البناء القومي في السودان، ولكن ما يميز “شمال كردفان” أنها طرحت مشروعاً وتبنته الدولة على مستوى الرئاسة لأجل تقديم أنموذج في البناء والاعمار، وهذا كان ظاهراً وجلياً، وبما أننا تلفزيون الدولة والمجتمع كانت
موجهات الإدارة السياسية خدمة هذا الخط.
{ هل أنت راضٍ عن نفسك؟
– الرضا عن النفس غاية وهدف لا يتوقف عند محطة معينة، ورغبات الإنسان لا حدود لها والطموح لا سقف له.. أعتقد أنه مازال ينتظرني الكثير الكثير.