خباز: نحرص على الصيام رغم صعوبة العمل ونستعد لخبائز العيد
الأفران مشقة وعزوف بالنهار
الخرطوم ـ نهلة مجذوب
كثير من المهن والأعمال والأشغال يتغير طابع نمطها خلال شهر رمضان، خاصة ما هو شاق منها أو غير مرغوب، ولكن رغم ذلك يبقى أن بعض أصحاب المهن الشاقة في رمضان يتحملون المعاناة خاصة مع الصيام من أجل (لقمة العيش) وتسيير أمور حياتهم في الشهر الكريم.
(المجهر) اقتربت من أصحاب المخابز أكثر لتتعرف على عملهم المضني خلال رمضان إيماناً بدورهم وجهودهم لتوفير (العيش) في ظل مشقة الصيام وحر الفرن، فوجدتهم أكثر عملاً وتحملاً وإيماناً بأن الصيام لا يمنع العمل حتى إذا كان شاقاً.
يقول صاحب مخبز الرحمة “محمد حاج أحمد” بالثورة الحارة (17)، إنه وبالرغم من الأجواء الحارة التي يعمل فيها العاملون في الفرن، إلا أنهم يعزمون على الصيام ولا يحبون أن يفطروا، وأشار إلى أن فترة الصيام هي من أصعب الفترات التي تمر عليهم خلال العام نسبة لتعرضهم للحرارة وشعورهم بالحاجة إلى الهواء البارد والمياه، ويوضح أن العمال يشتغلون بنظام الورديتين، الأولى قبل الإفطار تبدأ من الساعة (3) ظهراً وتنتهي مع اقتراب الإفطار، والثانية من بعد الإفطار مباشرة إلى ما بعد منتصف الليل وأحياناً إلى (2) صباحاً، مبيناً أن مخبزه يضم عدد خمسة من العمال المهرة والنشطين يحتملون العمل في رمضان مقسمين على اثنين (عجانين) و(فران) وآخر (طاولجي) وشخص للكاشير (بنكجي)، وأشار إلى أن الفران هو الأكثر تعرضاً لحرارة الفرن لأنه الذي يقوم بتنضيج العيش.
وعن عمل المخبز يقول إنه في الفطر يخبز ما يقارب الـ15 جوال دقيق زنة الـ50 كيلو، ولكن في شهر رمضان يتقلص العمل لـ8 جولات فقط في اليوم.
وقال إن المواطنين يبدون سعادتهم و(مبسوطين) من عمل المخبز المتواصل خلال رمضان لاسيما أن العيش يأتيهم حاراً وشهياً.كما يستعدون ايضا خلال هذه الايام في اواخر شهر رمضان لاستقبال صواني الخبيز من قبل المواطنيين لتنجيضها اوقات الفراغ من عمل العيش .وتوضح ان نضاجهت يكون بسعر مناسب جدا مراعاة لظروف الاسر والجيران .
من جانبه أوضح الخباز “عوض” أن العمل صعب في رمضان لكنه وزملاءه يحرصون على أداء فريضة الصوم، وأشار إلى أنه في النهار يكون نائماً ويعمل أكثر بالليل، وأضاف أن العمل في رمضان قليل مقارنة بالشهور الأخرى.
وأبان “الطيب عجيب” – موظف الكاشير – أن الإقبال على شراء (العيش) قبل الإفطار قليل، وينشط عند المساء خاصة لوجبة العشاء، مشيراً إلى أن الإقبال ضعيف أو متوسط الشراء عموماً في رمضان على عكس الأيام الأخرى، لان غالبية الأسر السودانية تحرص على عمل العصيدة والقراصة وتفضل أكلهما أكثر في رمضان، وأشار إلى أنهم في هذه الأيام يستعدون لاستقبال خبائز العيد التي يبدأ المواطنون في التنافس لخبزها بأصنافها المختلفة.