نوافذ

أجل هو عائد لا محالة

عند تمام الألم … وحينما توقف الزمن على ميقات الحزن… ترجل عند أولى المحطات … وتركها تكابد خسائرها الفادحة التي تحسب بالعمر وما يزيد…
هكذا. .. بينما هي تحتضر من كل اتجاه… وبينما ينبض قلبها به… أبت نفسه إلا أن يصادر قلبها ويمنعها حقها في الحياة ثم يغادر بصمت أكبر من الذي كانت تعيه سابقاً…
هو اعتاد أن يتركها في مهب العواصف دائماً ..وكانت تبرهن بقلبها أنه يمتحن صبرها وجلدها لتقنع عقلها بكل الطرق أنه يحبها … أو على الأقل يغادرها ليهدأ من حبها ثم يعود تارة أخرى. .. أجل هو عائد لا محالة ..هكذا تحدث نفسها…
إلى أن استيقظت ذات غدر. ..واحتجت بصوت أغلظ من كتمانها القديم …فرأته وهو يحمل آخر قطرات دمائها ويغادر بكامل الهدوء…
لم تصدق في بادئ الأمر ثم ما لبثت أن أخرجت رئتيها لتعقمهما جيدا وتعلمهما أن يستنشقا أوكسجينهما من الجو مرة أخرى بعد أن استعاضا بعشقه عن الجو بأوكسجينه. حتى وجدتهما ملئتا ناراً واسودتا هجراً…
مغمضة العينين كانت تمضي. ..لأنها وهبته خاصية الإبصار لتفتح عينيها على الأسود الداكن. وتدرك أنها أكملت عشرات السنين عند محطة لم تحتضن إلا ضحايا الغدر…
هكذا شيء للقصة أن تكون …. وهنا يعلن القطار المحطة الأخيرة التي لا عودة منها …إنها المصير …ذات الحروف التي تلتف على جيد جميل الأمنيات، كالتفاف حية على جسد طفلة نحيلة. ..أو أكثر إيلاما مثل التفاف قطة على بقايا أطفالها الذين التهمتهم قبل برهة بكامل الألم… …
والقصة بقية ريثما يغادر آخر ركاب القطار

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية