"محمد حاتم".. هدية الرئيس لـ"عبد الرحيم"!!
{ اختيار الأخ الأستاذ “محمد حاتم سليمان” نائباً لرئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، تطور مهم في مسيرة الحزب الحاكم بالولاية العاصمة.. والمركز.
{ لم يحقق المؤتمر الوطني في الخرطوم نتيجة جديرة بالاحترام، فقد جاءت الولاية في ذيل الولايات في نسبة التصويت بالانتخابات الأخيرة، ما يعكس مستوى ضعف الحزب، وغيابه عن القواعد وعجزه عن إقناع الناخبين بالذهاب إلى صناديق الاقتراع، بما في ذلك عضوية المؤتمر الوطني نفسها!!
{ قبل أشهر كتبت في هذه المساحة أن (المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم يذكرني بفريق الناشئين)!! وبالفعل.. فأداء قيادته خلال الفترة الماضية لم يكن أداء سياسيين محترفين، بل كان أقرب إلى (أتيام الهواة) التي تمارس كرة القدم بنظام (السداسيات) على النجيل الصناعي في ليالي الخرطوم وأحيائها الراقية!!
{ ويبدو واضحاً أن والي الخرطوم الجديد الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” لن يكون مهموماً ومهتماً بالحزب، كاهتمامه بالقضايا (المتلتلة) على منضدة مكتبه من خدمات وتنمية.. من نظافة إلى مياه وكهرباء.. إلى صحة ومستشفيات.. وتعليم.
{ ولهذا كان لابد أن يبحث، ويرشده آخرون إلى رجل بمواصفات خاصة، أهمها أن يكون من أهل (الثقة).. مأموناً على نفسه أولاً، ثم مأموناً على الحزب، ومأموناً على (الوالي) رئيس الحزب!!
{ فكانت ضالته في السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية الأستاذ “محمد حاتم”، فتم نقل الرجل من (الدائرة الصغرى) حول السيد الرئيس، إلى الدائرة السياسية الحاكمة في الولاية المركز حيث تقيم.. وتقوم وتنوم كل قيادات البلد السياسية.. الحاكمة والمعارضة!!
{ الآن.. سيترك “عبد الرحيم” جمل الحزب بما حمل لنائبه في الحزب المجاهد السابق في سوح عمليات الجنوب.. رجل الدفاع الشعبي والمتحركات.. محافظ جبل أولياء قبل (15) عاماً.. رجل التلفزيون واتحاد الإذاعات والفضائيات العربية.. وفوق هذا وذاك رجل من رجال قلائل حول الرئيس!!
{ لكن المدهش أن يتخلى الرئيس “البشير” بسهولة ويسر عن سكرتيره الصحفي الذي حقق اختراقات وإنجازات إعلامية ملموسة خلال الفترة الوجيزة التي قضاها بمكتب الرئيس، ففتح قبيل الانتخابات للفضائيات والصحافة العالمية أبواب حوارات كثيفة مع “البشير” ما كانت متاحة قبل “محمد حاتم”!!
{ ولكن يبدو واضحاً أن الرئيس يسعى جاهداً لمساعدة رفيق دربه الفريق “عبد الرحيم”، فيمدده بالرجال، ويلحقه بالتوجيهات.. ولا يبخل عليه بالدعوات.
{ إذن خرج “محمد حاتم” من قطاع الإعلام.. منتقلاً بقوة إلى القطاع السياسي.. فهل يصلح ما أفسده الدهر والناس في الخرطوم؟