تبرئة الطبيب الجراح من تهمة استئصال كلية الطفل "بشير"
الخرطوم ـ منى ميرغني
برأت المحكمة الجنائية بالخرطوم شمال برئاسة مولانا صلاح عبد الحكيم الطبيب الجراح المتهم باستئصال كلية الطفل “بشير”، برأته من التهمة. وكانت المحكمة قد ناقشت أركان جريمة القتل الخطأ، ورأت أن الاتهام كان قد قدم بينة في قضيته بأن المجني عليه “بشير” قد أجرى عملية استكشافية، وأن المتهم استأصل كليته. وناقشت المحكمة حيثية هل تسبب المتهم في الإهمال الذي أدى إلى وفاة المجني عليه؟ ورأت أن الاتهام بنى قضيته على ثلاثة تقارير التقرير، الأول أوضح أن كلية المجني عليه سليمة، فيما ذكر التقرير الثاني أنها مستأصلة، والتقرير الثالث- كرت المتابعة- الذي يفيد بأن المجني عليه قد أجرى عملية استكشافية للبطن تم فيها استئصال الطحال والزائدة، بالإضافة إلى كشف خروج من المستشفى العسكري. وقالت المحكمة إن كل ذلك أوجد قرينة واحدة دالة أن المتهم قد أجرى عملية، وتساءلت: هل المتهم فعلاً استأصل الكلية؟ ورأت أن الدفاع قدم بينة قوية متماسكة تدحض بينة الاتهام بالإتيان بشهود دفاع (مَن أجروا العملية)، الذين أكدوا للمحكمة أن المتهم قد أجرى عملية استئصال الطحال والزائدة، بالإضافة إلى تقرير القمسيون الطبي، وسماعهم كشهود دفاع، أكدوا وجود الكلية، وربما كان هنالك عيب خلقي أو ضمور في الكلية. وقال التقرير إنه لا يمكن استئصال الكلية جراحياً دون استئصال حوض الكلية والحالب، كما لا توجد آثار قطع في الغشاء الخلفي، عليه ومما تقدم واطمئنان المحكمة لما تقدم أُصدر القرار.
وحسب الاتهام الذي يواجهه الطبيب بالقتل الخطأ تحت المادة (132) من القانون الجنائي، فقد اتهم باستئصال كلية الطفل “بشير” الذي توفي بعد معاناة مع المرض وذلك بعد سقوطه من على شجرة نخيل بالولاية الشمالية بإحدى القرى وتعرضه لكسور في اليدين والرجل وأسعف بواسطة والدته للمستشفى لتلقي العلاج وبعد إجراء الإسعافات الأولية تم تحويله إلى مستشفى مروي العسكري وهناك بدأ الطفل يعاني آلاماً في البطن أخضع على إثرها لبعض الفحوصات والموجات الصوتية، ومن ثم تقرر إجراء عملية استكشافية حيث تم استدعاء الطبيب الجراح المتعاون مع المستشفى، وهو المتهم، الذي أجرى العملية الاستكشافية تم فيها إيقاف النزيف الدموي الذي كان يعاني منه الطفل، كما تم استئصال الطحال والزائدة الدودية، وذلك حسب ما ورد على لسان الطبيب المتهم، وبعدها ظل الطفل يعاني من الألم إلى أن تم تحويله إلى الخرطوم التي تمرحل في عدد من مستشفياتها وتم اكتشاف استئصال كليته اليسرى.. وعليه، تم تدوين بلاغ في مواجهة الطبيب الذي أجرى العملية الاستكشافية، ومن ثم كانت محاكمة المتهم.