الإفطارات الجماعية في المطاعم طقس جديد يطل بواجهة الشهر الكريم
الخرطوم – قندول
للشهر الكريم طقوس سودانية خالصة كانت تميزه ولعل أبرزها الإفطار بالشارع في زمن مضى، بجانب العديد من الوجوه التي تميز السودان عن باقي الدول، وفي الآونة الأخيرة ظهرت الكثير من الظواهر التي بدأت تأخذ حيزاً في الحياة اليومية بشهر رمضان، وأبرزها الإفطارات في المطاعم والأماكن العامة في شكل (شلليات) اجتماعية بمختلف تصنيفها. (المجهر) استطلعت عدداً من الآراء حول الطقس الجديد المنتشر بكثرة في الأعوام الأخيرة وكانت محصلة حديثهم فيما يلي.
(1)
“محمد عبد اللطيف” – خريج جامعي برر الأمر بأنه يرجع لعدة أسباب أبرزها الانفتاح الذي ضرب المجتمع في الآونة الأخيرة وخلق ثقافة الإقبال والإنتاج الآخر لكل الجنسين من خلال التجمعات بالإفطارات في الأماكن العامة والمطاعم الراقية والحدائق والمنتزهات، وأشار إلى أنها طقس جميل يشكل نقطة اجتماعية تجمع الأصدقاء ما بين الأمس واليوم والأسرة.
ولكن “ابتهال سيد” تعترض على الأمر وتعتبرها نوعاً من أنواع (البوبار) وتقول: يعني شنو أمشي أفطر مع صحباتي بــ(300) جنيه في (مطعم جاد) ولا مكان فاخر، وأضافت: السودانيين ديل كاتلم البوبار والفشخرة الكضابة وخاصة البنات الله يعين الناس والأسر.
(2)
بينما ترى “وفاء محجوب” بأن التجمعات التي باتت تطرأ في الساحات العامة والمطاعم مؤشر جيد على تعميق متانة العلاقات الاجتماعية وفرصة طيبة للقاء الأحبة من مفترق الدروب والأزمان للإنسان، وأشارت إلى أنها ثقافة متأصلة في منطقة الخليج والدول العربية وزارت السودان مؤخراً بحكم التبادل الثقافي المكثف عبر وسائل الاتصال والإعلام
يتفق معه في الرأي “سمير حسنين” (موظف) بأن الأمر يعد توفيراً للوقت وعدم )وساخة( المنازل بالتجمعات والإفطارات الجماعية وتعد طبيعية في ظل تبدل الأحوال بسبب إيقاع الحياة التي يتسارع وباتت المناطق على مستوى الدول.
الباحث الاجتماعي “د. علي آدم” يبرر بأن للظاهرة سلبيات وايجابيات ويؤجز الأشياء الجميلة بها بأنها فرصة طيبة لأن يلتقي الناس ما بين دفعات الدراسة والعمل والأسر في ظل تسارع إيقاع الحياة وعدم توفر زمن كافٍ بالأيام العادية للملتقيات مما يجعلها ضمن خانة التوليفات الاجتماعية القوية، وعن سلبياتها يقول: الكثير من الناس يتخذونها (بوبار) من خلال الالتقاء بالمطاعم الفاخرة وصرف مبالغ كبيرة على إفطار في حين لو كانت الكلفة أقل يكون أفضل لأن الهدف هو اللقاء وليس التمادي في إظهار (طقم) إفطار ومن ثم تصويره وعرضه بمواقع التواصل الاجتماعي تحت شعارات (الليلة فطرنا في الحتة الفلانية).