إطلاق سراح (6200) من سجناء الحق العام والغارمين بتوجيه رئاسي
نائب الرئيس يتبرع بـ(10) ملايين جنيه للسجون
الخرطوم – سيف جامع
بتوجيه من رئيس الجمهورية المشير “البشير” أعلن عن إطلاق سراح (6200) من سجناء الحق العام والغارمين، وبدأت تباشير الحرية بإنزال التوجيه إلى أرض الواقع. وكانت الخطوة العملية، أمس، بالاحتفال الذي نظم بدار التائبات بأم درمان، حيث أعلنت فيه وزيرة الرعاية الاجتماعية “مشاعر الدولب” عن إطلاق سراح (1100) سجين في الحق العام بجانب إطلاق سراح أربعة آلاف غارم منهم (300) بولاية الخرطوم و(800) من النساء.
من ضمن الذين أطلق سراحهم، (1100) سجين، كان الرئيس قد وجه أثناء زيارته سجن (الهدى) مؤخراً بإطلاق سراحهم، وقد تأخر التنفيذ إلى أن أعلن نائبه “حسبو محمد عبد الرحمن” تنفيذه، أمس، في الاحتفال الذي حضره والي الخرطوم الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” ووزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي ووزيرة الرعاية بولاية الخرطوم ونائب رئيس القضاء والقيادات الشرطية.
وقال نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” إن السجن محطة للتوبة والإصلاح وليس للعقاب، وهو محطة مهمة للغارمين معلناً إطلاق سراح أربعة آلاف منهم من سجون السودان المختلفة ليصل العدد إلى ستة آلاف خلال الفترة القليلة المقبلة، ووجه بتكوين لجنة عليا لتأهيل وإصلاح السجون لتصبح محطة إصلاح حقيقية وتوفر سبل عيش ورعاية.
كما وجه وشدد على إدراج النساء اللائي يرافقهن أطفال ضمن الأولوية في إطلاق السراح مراعاة للأطفال، داعياً المجتمع إلى بذل الجهود للإنفاق والتراحم. وطالب نائب الرئيس برعاية الطلقاء وتوفير سبل العيش الكريم لهم حتى يتسنى لهم العيش مكرمين حسب نائب الرئيس، مطالباً إياهم إن لا يعودا مرة أخرى إلى السجن.
وتبرع نائب الرئيس بمبلغ (10) ملايين جنيه، ووجه بإنشاء رياض أطفال بكل سجن من السجون الكبيرة بالبلاد، مؤكداً أن إطلاق سراح (800) سجينة يأتي في إطار اهتمام الدولة بحقوق الإنسان، ولأن الدين الإسلامي يأمرنا بذلك.
وأكدت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي “مشاعر الدولب”، اهتمام الدولة بالغارمين بالتنسيق مع الجهات المعنية، مشيدة بمبادرة ولاية الخرطوم لدراسة حالات الغارمين ومساهمة الخيرين في إطلاق سراحهم مؤكدة نقل التجربة لكل الولايات، مشيرة إلى أن العمل سيستمر خلال العام وإعطاء الأولوية للنساء، موجهة بمتابعة الغارمين بعد إطلاق سراحهم بتذليل العقبات وتفقد أسرهم.
والي الخرطوم الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” عبر عن سعادته بإطلاق سراح سجناء الحق العام والغارمين، وقال في خطابه الذي اتسم بالدعابة إنه منذ أن بدأ مهامه والياً شهد منشطين لوزارة الرعاية وأضاف: (يبدو أن الوزيرة مشاعر ستتعبنا بنشاطها)، لافتاً إلى أن المنشط الأول كان تسليم (80) ألف أسرة (كرتونة رمضان)، وأشار إلى أن أطلاق سراح الغارمين عمل طيب يمشي بين الناس وسيجلب الخير والبركة للجميع، وقال: (نسأل الله أن تتوالى الخيرات والبركات).
وقال نائب رئيس القضاء إن إطلاق سراح الغارمين سيعود على المئات من الأسر، مؤكداً أن العطاء سيستمر، وأكد اهتمام الدولة بالسجون، وقال: (كلفنا القضاة بالإشراف على السجون للتأكد من ممارسة السجناء لحقوقهم) وطالب إدارة السجون بدعم المشاريع الإنتاجية والحرفية بالسجون حتى يتسنى للذين خرجوا أن تكون لديهم حرفة، منوهاً إلى أن السجون بها مخترعون، لافتاً إلى أن سجن النساء بأم درمان ينقصه الكثير، وما تم فيه من عمل مجرد اجتهادات.
وقال “محمد عبد الرازق” الأمين العام لديوان الزكاة إن إطلاق سراح السجناء الغارمين ثاني محور لبرامج شهر رمضان بتكلفة بلغت (96) مليون جنيه على مستوى السودان، مؤكداً استمرار العمل خلال الفترة المقبلة.