(المجهر) مع رواد شارع النيل وأصحاب المطاعم ومتعاطي المنبهات
بكرة رمضان
تفاصيل من نبض الحياة قبل ساعات من بدء الشهر!!
الخرطوم – محمد جمال قندول
ساعات تفصلنا عن الشهر الكريم، وبدا ذلك يتجلى بالزحام المكثف الذي ضرب الأسواق لشراء حوائج رمضان، بجانب الإقبال الكبير على الأماكن العامة احتفاءً بمقدم رمضان. وغطى زحام كثيف الأسواق وتعالت التبريكات على وقع (بكرا رمضان) ما بين الشك واليقين الذي سيحسمه تحري رؤية هلال رمضان أمسية اليوم (الثلاثاء). (المجهر) آثرت أن تعكس الأجواء من داخل المطاعم والأماكن العامة.
إغلاق المطاعم
بمطعم “أبو مازن” للسمك بالسوق العربي بدت واضحة الاستعدادات لرمضان حيث تحدث إلينا عامل الكاشير بالمطعم والذي ابتدر حديثه معبراً عن سعادته بمقدم الشهر الكريم. وقال لــ(المجهر) إن اليوم سيكون الأخير للمطعم وسيعودون إلى الجزيرة مسقط رأسهم ومن ثم يعودون إلى الخرطوم عقب العيد لاستئناف أعمالهم، مشيراً إلى أنهم لا يستطيعون مواصلة العمل برمضان نظراً لأن ساعات العمل قصيرة ولا تكفي لاستخراج مكسب مريح.
جموع غفيرة بشارع النيل
بشارع النيل بالخرطوم اصطف عدد غفير من الشباب يوم أمس وسط ترقب ما بين مودعين لشعبان ومستقبلين لرمضان حتى ينقطع الشك باليقين أمسية اليوم، وفيها التقينا بمجموعة من الشباب وتحدث منهم “الباقر حسين” والذي أبدى سعادته بمقدم الشهر الكريم. وقال: (طبعاً رمضان جميل والسهرات بتكون ممتعة خاصة في الأمسيات هنا بنتلم ونتونس وما شاء الله شارع النيل بقى مقصداً لكل الناس عشان تفرق وتشيل الهموم وتغير جو).
وأشار إلى أن الزحام أكثر الأشياء التي تعيب الشارع خاصة في الشهر الكريم، من حيث الجموع الغفيرة التي تقصد الشارع للإفطار.
مكانة مهمة
التقينا بالطالب “أحمد بشير” جامعة السودان ترتسم على ملامح وجهه فرحة بقدوم شهر رمضان الذي يضع له مكانة مهمة في حياته منذ أول يوم ووجب عليه الصيام. وقال لـ(المجهر): (أنا استغنى عن الأشياء غير الضرورية والتقليل من عادة الذهاب إلى النوادي والسهر فيها)، ويتفرغ لواجباته الدينية ابتداءً بتلاوة القرآن الكريم ويغتنم وقته في دراسة العلوم الدينية. وأضاف أنه يداوم على أداء الصلاة في وقتها في المسجد وعدته خط واضح في حياته ولا ينجرف عنها أبداً.
فيما قالت “إسراء آدم خاطر” إنه شهر فيه خصوصية مميزة منها التطرق للعبادات إضافة إلى أنه فرصة لاسترجاع الشخص مسار حياته في الدنيا. وأشارت لأهمية التخلي عن الظواهر والسلوكيات الخاطئة غير المستحبة في الشهر الفضيل، في إشارة لاستخدام المكياج الشاذ واعتبرته جرماً لأن شهر رمضان عظيم أنزل فيه القرآن وهو بركة وخير للأمة الإسلامية، يجب أن يلتزم الإنسان ويضبط تصرفاته. وزادت بالقول إن الظواهر السيئة تقود صاحبها إلى طريق المعاصي والعياذ بالله، مضيفة قائلة إنه شهر التوبة والغفران من باب أولى أن يضع الإنسان برنامجاً محكماً بالتلاوة والاستذكار ومواصلة الأرحام. وختمت قولها بأن العمر فانٍ والحياة زائلة يجب أن ننتهزها قبل نهاية مطاف العمر.
جدول لساعات العمل
من خلال جولتنا وجدنا الشابين “أسد سلامة” و”محمد حامد” يتجاذبان أطراف الحديث حول التنظيم والاستعداد لشهر رمضان. وقال “أسد” عامل – (حفر وبناية) إنه وضع لنفسه جدولاً وحدد ساعات للعمل والراحة. وأشار أن طبيعة عمله صعبة وشاقة لذا أن خطة الراحة والنوم مطلوبة لأن الشغل طول اليوم يفقد الطاقة، مضيفاً أنه تخلى عن المنبهات الشاي والقهوة وقلل من التدخين. بعد الانتهاء من حديث “أسد” اتجهنا صوب “زرفة أحمد” ستينية العمر وأوضحت عن استعداداتها للشهر، بأنها تقوم من وقت مبكر لشراء المستلزمات الرمضانية منها المكونات الأساسية لاحتياجات الأكل والشرب. وتقول قبل استقراري في الخرطوم كنت أعيش في غرب دارفور أمتهن شغل الزراعة وبعد الانتهاء من عملي أمشي بعداك إلى بيتي في وقت مناسب لتجهيز وجبة الإفطار، رغم التعب نظل نائمين طول اليوم لأن تعطيل وإهدار الوقت ما فيه أي فائدة،. ولفتت أن بعض الأشخاص يتهربون من الشغل ونجدهم نائمين وتضيع منهم طاقات كان يمكن استثمارها في حاجة أفضل بدلاً من الرقاد والقلب المقتول.
أما صاحب مكتبة الحرمين بالسوق العربي قال إن هناك إقبالاً كثيراً من قبل المواطنين خاصة البنات في شراء الكتب والسبح. وأشار أن شهر رمضان تزيد فيه القوة الشرائية للكتب، مشيراً إلى أن كتاب حصن المسلم يبلغ سعره ثلاثة جنيهات ودليل الخيرات (5) جنيهات ومصاحف كبيرة تتراوح أسعارها ما بين (70 -60) والمسابح الإلكترونية (7) جنيهات والعادية (5) جنيهات.