الديوان

رحيل (ضي الرتينة) نجم الأغنية الكردفانية "صديق عباس"

شارك في تشييعه عدد من نجوم الفن

بلوم الغرب: الراحل  ركز كل اهتمامه في فنه وخدمة الآخرين
الخرطوم ــ سعدية إلياس
فجع الوسط الفني صباح أمس (الخميس)  برحيل الفنان الكردفاني  “صديق عباس” الذي أسلم الروح إلى بارئها، بعد صراع مع  المرض عند الساعة الثالثة صباحاً بمستشفى الشعب التي نقل إليها من مستشفى الشرطة، بعد أن ساءت حالته الصحية  ودخوله في غيبوبة. وفور أن شاع خبر رحيله  توافد عدد من نجوم الفن ورموز الثقافة والإبداع إلى مقابر  البنداري بضاحية الحاج يوسف للمشاركة في  تشييع جثمانه الطاهر ومواراته الثرى.
   (صديق عباس صافي نية وصافي قول)
السيرة الذاتية لهذا المبدع تقول إن اسمه الكامل   “صديق عباس صديق عبد الرحمن” من مواليد مدينة الأبيض العام1942 عمل معلماً لمرحلة الابتدائية بمدارس النهود تخصص في تدريس مادة الجغرافيا واللغة العربية.. قدم إلى الخرطوم في ستينيات القرن المنصرم بصحبة  الفنان ” إبراهيم موسى أبا ” وسبقا  مجيء المطربين  “عبد الرحمن عبد الله” و”عبد القادر سالم” إلى العاصمة.  بدأ مسيرته الفنية بالأبيض مقلداً ومردداً لأغنيات عمالقة الأغنية السودانية  وبعدها مضى بخطوات جادة في تكوين تجربته الغنائية الخاصة، ومنذ بداياته  الفنية تعاون مع مجموعة من الشعراء والملحنين، كان يملك ناصية التلحين قدم  أغنيته الرائعة  (عبر الأثير) من كلمات الشاعر “محمد عبد الله أبكر”  والتي جاءت محملة بقبول كبير إلى أن أصبحت أغنية الموسم  في بداية الستينيات، بعدها قدم  أغنية (عيون في الغربة بكاية) التي حملت تجربة الفنان “صديق عباس” براحات أوسع وهي من كلمات الشاعر “محمد الطيب” ومن أعماله الشهيرة أيضاً ( اللالاية ضي الرتينة)  (صافي نية وصافي قول) للشاعر الراحل “عبد الله الكاظم”.
عشق التراث
البيئة التي عاش فيها الفنان “صديق عباس” حببته في أغاني التراث وإيقاع المردوم فكان يعشق الأغاني التراثية المقرونة بالحداثة، فغنى بإحساس عالٍ أهله لدخول الإذاعة، فتمت إجازة صوته بعدد من الأغنيات التي قدمها في برنامج  (الربوع) قبل مقابلة لجنة الأصوات والألحان وكان قرار اللجنة السماح له بتسجيل ثلاث أغنيات تسجيلاَ رسمياً.
“عبد الرحمن عبد الله” .. الراحل  رجل مضياف
ومن داخل سرادق العزاء تحدث إلينا  بلوم الغرب الفنان “عبد الرحمن عبد الله” قائلاً: الراحل الفنان “صديق عباس” كان رجلاً خلوقاً ومعلماً فاضلاً، سمح الصفات  والأخلاق ومن الأشياء التي تؤكد بأنه عاش لخدمة الآخرين  (راتبه في التدريس  وعائده في  الغناء كان  يذهب للضيوف والأصدقاء، حيث كان بيته مفتوحاً للجميع. كان رجلاً كريماً ومضيافاً  لأبعد الحدود، وكان لا يحب الخوض في الحديث عن الناس. ركز جل اهتمامه بفنه وخدمة الآخرين  وإكرام ضيوفه  وغير ذلك كان رجلاً نكتة يرسم الابتسامة في الوجوه  أينما وجد. وفي فترة  مرضه الأخير  لم يكن  يتذكر الكثير من التفاصيل اليومية إلا أنني عندما زرته ذكرته بأنه كان يأخذ محفظة والدتي ويضع بها  بعض النقود، نعم كان يدخل يده في جيبه ليخرج منها مبلغاً ويمنحه لها وكانت المفاجأة بالرد عليه (ياخ الكلام ده لزوموا شنو) عندها سالت دموع ابنة أخته وقالت للمطرب  “عبد الرحمن عبد الله”: خالي كان  بحبك وأخيراً  وجه الفنان “عبد الرحمن عبد الله” شكره وتقديره للفريق حطبة وعبيد الشيخ وعبد القادر سالم وكل الذين وقفوا مع الراحل في محنته المرضية.  وختم حديثه مردداً  (إنا لله وإنا إليه راجعون ولكل أجل كتاب).
“عبد القادر سالم” .. يحكي مسيرته الفنية
الفنان عبد القادر سالم قال في حديثه  إن تجربة  الفنان “صديق عباس” سبقت تجربتنا  بسنوات  قليلة،  فهو من الجيل الأول في فرقة نجوم  كردفان التي أحدث ضجة كبيرة في العام  1964 ثم جاء إلى الخرطوم وسجل في برنامج  ربوع السودان بالإذاعة السودانية، وقام بأداء أغنيات (المطرة الشايلة ـــ طالت بيك المدة) وقدم غيرها من الأغنيات  في العام 1971 وأصبحنا رباعي كردفان بمعية الفنان إبراهيم موسى أبا وعبد الرحمن عبد الله. وقدمنا (مطر الرشاش رش) وقدم الراحل (التلمو كباري). واختتم  عبد القادر سالم حديثه  قائلاً إن الراحل واصل نشاطه الفني وقدم أغنيات لها وزنها فهو ملحن جميل وأيضاً هو جزء لا يتجزأ مننا نحن الأربعة شكلنا لوحة واحدة. وختم عبد القادر سالم بشكره للفريق حطبة الذي ساهم في منحنا (30) يوماً مجاناً بمستشفى ساهرون إلى أن رحل .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية