بكل الوضوح
مشروع الجزيرة متين تعود (أيامو) ويكمل المشوار
عامر باشاب
{ هذا المقال كتبته في الأسبوع قبل الماضي أي قبل أيام من إعلان تشكيل الحكومة الجديدة وأعيد نشره اليوم لأن القرار الذي توقعته لصالح الجزيرة ومشروعها وأهلها قد صدر، ألا وهو تعيين رجل المهام الصعبة “محمد طاهر “أيلا” واليا للجزيرة.
{كلما يقع نظري على أطلال (مشروع الجزيرة) يمتلئ قلبي بالحسرة والأسى على هذا المشروع الذي جعل السودان في مقدمة الدول عندما كان سلة غذاء العالم، هذا المشروع الذي كانت الشركات والمؤسسات الاقتصادية العالمية تتصارع من أجل الفوز بقطنه (طويل التيلة).
{ مشروع الجزيرة الذي كان يمد بريطانيا العظمى بما تحتاجه من الذهب الأبيض.. مشروع الجزيرة الذي كان يحقق للبلاد الاكتفاء الذاتي من كل المنتجات الزراعية والحيوانية.. مشروع الجزيرة الذي كان يوفر فرص العمل للملايين من أهل السودان الغلابة الكادحين.. ومشروع الجزيرة الذي كان.. وكان.. وكان.. وكان زمان، وقبل أن يصبح الآن في خبر كان، بسبب التجاهل والإهمال الذي عاناه طيلة السنوات الماضية، رغم أن جميع المسؤولين بالدولة صغاراً وكباراً يعلمون علم اليقين أنه المشروع الاقتصادي الأول الأولى بالاهتمام والدعم والتمويل والتطوير، لأن فيه الخلاص من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي ظلت تمر بها بلادنا.
{ وكما أكد كل خبراء الاقتصاد بالداخل والخارج بأن عودته تعني عودة السودان (سلة غذاء العالم)، لذلك ولكثير غيره نأمل أن لا يطول الانتظار لتعود الجزيرة المشروع والجزيرة الإبداع لسابق عهدها.
{ ومشروع الجزيرة بالفعل لو وجد الاهتمام الكافي من حكومة ولاية الجزيرة والالتفاتة الجادة من الحكومة المركزية، فإنه سيعود إلى سابق عهده ليساهم في إنعاش وتقوية اقتصاد السودان، ويعيد الهيبة للجنيه السوداني ويرفع المستوى المعيشي لإنسان وسط السودان، ويمتد خيره الوفير للشمال والشرق والغرب والجنوب، بل سيمتد خيره لجميع الدول من حولنا وللعالم أجمع.
{ وأخيراً.. رغم ما تعرض له مشروع الجزيرة من دمار شامل في كل مكوناته ابتداءً من أراضيه الزراعية التي أصابها البوار والجفاف، وشرايين قنوات الري التي أصابها الانسداد والتصلب، والمحالج التي أصيبت بالسكتة والسكة حديد التي (تشلعت) و(تقلعت)، ومكاتبه التي (تبهدلت) و(تبشتنت)، وسراياته التي تحولت إلى خرابات، رغم كل ذلك نأمل ونتفاءل خيراً بأن تعود الحياة إلى ما تبقى من جسد هذا المشروع العريق، ونحن في انتظار إصدار قرار لصالح مشروع الجزيرة وأهل الجزيرة وكل أهل السودان، حتى تعود أيام الرخاء والعطاء والخير، ونكمل مشوار التنمية والعمران في كل ربوع السودان.
{ نأمل أن لا يطول الانتظار..!