شهادتي لله

على بريد "غندور" .. و"علي عثمان"

1
الخطأ الأكبر الذي وقع فيه البروف “غندور” في إدارة الحزب الحاكم، أنه تعامل مع الجميع وكل (المجموعات) فيه، بنبل في غير موضعه، ظن أنه (محايد)، وأنه (وسطي)، وأنه يرضي هؤلاء .. وهؤلاء .. وأولئك .. لم يكشر أنياباً .. احتفظ بابتسامته البيضاء .. لم يعدل لجان الانتخابات و(التعيينات) من تحته، ليؤمن ظهره ويأتي بـ(ناسو) كما فعل آخرون .. فقد كان يعتقد أن كلهم ناسو!!   لم (يلبد) ولم (يحفر) .. ولم يكن ذئباً ..!!
ولكن وللأسف .. في ثقافة غالب مجتمعاتنا البدوية وغير المتحضرة .. إن لم تكن ذئباً، أكلتك الذئاب!!
غير أنها عضتك يا زعيم .. ولم تقوَ على ابتلاع الجبل.
على كلٍ، ستعلو بمقامك الخارجية .. ستزدهر سفاراتنا .. وتورق أغصانها.. فأنت الوحيد (الدبلوماسي بالفطرة) بين كل أقرانك في الحزب .. من سبقوك ومن يلحقون ..
اعلم سيدي .. أنك الآن في أهم ثغرات السودان .. منها تؤتي البلاد .. ومنها تستقر وترتاح ..
نحن نعلم جيداً يا بروف .. وإن لم يعلم السابلة .. أنك كالنقع أينما وقع نفع .. ستنجح في الخارجية بإذن الله فأنت “محجوب” الإنقاذ ..و”زروقها”  .. (السيدان “محمد أحمد المحجوب” و”مبارك زروق” .. أشهر وأول وزيري خارجية في تاريخ السودان بعد الاستقلال).
الكبار دائماً تكبر بهم مقاعدهم .. ولا يكبرون بها .. يصنعون هم الفعل .. ولا تصنعهم الأختام .. والألقاب .. والمراسم.
2
أحدث البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” – حفظه الله ورعاه –  من خلال مرافعاته واعتراضاته القوية في الاجتماع الأخير، توازناً مطلوباً .. وثقلاً ظل مفقوداً في اجتماعات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني طوال السنوات الخمس الأخيرة، لكن (اليد الواحدة ما بتصفق)!
ولهذا تحيرني التحفظات (الصامتة) والمقتضبة للأستاذ “علي عثمان محمد طه”، فعلام يخشى الرجل بعد أن ذهبت عنه كل المناصب والألقاب؟!
وعلى أية سلطة وجاه ومال، يحسب “شيخ علي” الحسابات، ويؤثر السلامة ؟!
كان ذلك مقبولاً في زمن مضى، زمن الموازنات والخوف على الدولة من ريح الفتنة والشقاق .
ولكن الوضع الآن مختلف، لا شقاق ولا حاجة، ولا خلاف على رئيس ولا على نائب أول، الأمر صار أمر مناصحة وتقويم من أجل نهضة واستقرار وسلامة الدولة .
ولم يتبقَّ – يا شيخ علي –  من عمر جميع قيادات صف (الإنقاذ) الأول شيء – رغم أن الأعمار بيد الله – لم يتبقَّ شيء لتحفظ لنفسك التي تكاد تتفجر من شدة الكتمان، رأياً فلا تقوله بقوة و( اليحصل يحصل .. واليزعل يزعل)!!
قلها يا صاحب (الإنقاذ) ومدبرها قبل “الثلاثين من يونيو”، ومديرها بعد  “الثلاثين” من (بنك …. الإسلامي) .. فلن تخرب الدولة إذا اعترضت على تعيين (وزير)  أو طعنت في اختيار (والٍ)، وهذا حقك وواجبك بحق أمانة الله .. وتكليف الشعب. 
الدين النصيحة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية