لا يا أمير الحزب..!!
قبل ظهور السيد “الحسن” في المسرح السياسي كان الأمير “أحمد سعد عمر” هو الفاعل الرئيسي في الحزب الاتحادي الديمقراطي وحلقة الوصل بين القيادة العليا في المؤتمر الوطني ومولانا “محمد عثمان الميرغني” (المرجعية الدينية والسياسية) لحزب الختمية والاتحاديين.. ومع بزوغ نجم السيد “الحسن” اختار الأمير “أحمد سعد عمر” سليل أسرة “علي دينار” حكام دارفور التاريخيين أن يبقى ساعداً أيمن للسيد “الحسن” يشد من أزره وينافح عنه يوم كريهة وسداد ثغر.. وفياً لآل البيت “الميرغني”.. وهو شخصية غامضة تلعب أدواراً بارزة في دهاليز الظلام.. يتحدث قليلاً ويعمل كثيراً.
في غمرة انشغالات الساحة السياسية بما تمخض عنه مناخ ما بعد الانتخابات، غيب الموت سلطان قبيلة الفور ووجد “أحمد سعد عمر” نفسه مرشحاً من بعض آل البيت لخلافة ابن عمه في كرسي السلطنة الذي بات (شرفياً) لا قيمة له في أرض الواقع، حيث أصبح للفور في زالنجي شراتي ودمنقاوية.. وللفور في وادي صالح شرتاوية.. وكذلك كأس وجبل مرة.. وجبل سي وكبكابية .. ونيالا.. والدكتور “التجاني سيسي” بكل عنفوانه السياسي وصيته الدولي والإقليمي.. ووظائفه في السلطة العليا.. وخبرته في الأمم المتحدة كموظف دولي سابق حينما غاب شقيقه الدمنقاوي “فضل سيسي” ودماؤه لم تجف بعد وقاتله في غياهب الجب سجيناً، ارتضى أن يجمع بين السلطة السياسية والإدارية والتنفيذية والإدارة الأهلية، فبايعته قبيلته (دمنقاوياً) متفقاً عليه.. فلماذا لا يصبح “أحمد سعد عمر” سلطاناً لعموم الفور في السودان؟؟ لكن حفيد “علي دينار” وجد قبولاً من البعض ورفضاً من آخرين بمزاعم شتى وحيثيات عديدة.. كيف لا يقبل الأمير “أحمد سعد عمر” على البحث عن مكانة اجتماعية حتى لو كانت شرفية فقط مثل سلطنة الفور وقد أصبح الأكاديميون والعلماء والوزراء وكبار المسؤولين تهفو قلوبهم للزعامات الأهلية، في زمن (سيست) فيه الدولة الإدارة الأهلية وأصبح العمد والشراتي والنظار ناشطين سياسيين في مفاصل الأحزاب، وفقدوا احترامهم عند أهلهم وعشيرتهم ولم يضيفوا شيئاً لتلك الأحزاب خاصة كبيرها المؤتمر الوطني الذي تفيض مفاصله الآن بزعماء العشائر من الشيوخ والعمد والأمراء، ولو تم إحصاء قادة النظام الأهلي الآن من تشريعيين ووزراء لبلغ عددهم أضعاف منسوبي الحزب الجمهوري الاشتراكي الذي أسسه الإنجليز كترياق مضاد للحركة الاستقلالية في الحزب الاتحادي وحزب الأمة.
كيف لا يهفو قلب “أحمد سعد عمر” لمنصب سلطان الفور وقد أصبحت الواجهات الاجتماعية تجتذب إليها المثقفين والمتعلمين وحتى كبار التجار والرأسمالية الوطنية، وما عاد أمير القبيلة وناظرها هو ذلك الشيخ ذو اللحية البيضاء الذي يحيط به الأميون وأنصاف المتعلمين؟؟ وقد تنازل البروفيسور “الطيب هارون” عن كرسي عمادة كلية الطب وأغلق عيادته بشارع النهود بالأبيض وجلس في منزله بالرهد أميراً لعموم قبائل “الجوامعة” في السودان.. وأصبح رجل الأعمال الثري وأحد قيادات المؤتمر الوطني غير المرئية “عبد الله الجراري” أميراً لقبيلة “بني جرار”.. ويوم السبت الماضي هنأ البروفيسور “إبراهيم غندور” في كادوقلي المهندس “حسين الزاكي الفكي علي الميراوي” بمنصبه أميراً على قبيلته “ميري”.. و”حسين الزاكي” ناشط في صفوف حزب الأمة القومي.. وفي دائرة لقاوة أسقط المؤتمر الوطني عالماً ومثقفاً وأستاذاً جامعياً هو بروفيسور “سليمان الدبيلو” من أجل عيون الأمير “إسماعيل محمد يوسف” القيادي في حزب المؤتمر الوطني.. لقد تكالب على الإدارة الأهلية السياسيون من كل لون وطعم، وضعفت ووهنت وفقدت قيمتها وتمددت الحروب.. ولم تستفد الأحزاب شيئاً!!
الآن فقط عرف كثير من أبناء الجيل الحديث أن “أحمد سعد عمر” القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي هو سليل أسرة “علي دينار” وطامح في إعادة أحياء سلطنة اندثرت وأصبحت شرفية لا تحكم حتى قصر السلطان في الفاشر الذي بات قريناً بـ”عثمان كبر” أكثر من سلاطين الفور.