نقاط.. ونقاط
ضاق صدر البروفيسور “الأمين دفع الله” في حلقة حتى تكتمل الصورة وأشار بيده لاثنين من زملائه القادمين للبرلمان وشركائه في الحلقة، النائبين المستقلين “أبو القاسم برطم” نائب دنقلا.. و”مبارك عباس” نائب دائرة أبو حمد.. وقال لو كنت أعلم يا أخي “الطاهر” أن هذه الحلقة، مع هؤلاء المستقلين وأشار بيده إلى زملائه، لما حضرت للتلفزيون!! البروفيسور “الأمين دفع الله” هو رئيس مجلس جامعة الخرطوم، ومن قادة الإنقاذ الذين تقلبوا في المناصب لمدة ربع قرن من الزمان.. لا جديد سياسة، ولا حاجة له للتزيد والتطرف والتقليل من شأن الآخرين، بتلك الطريقة التي قد تنم عن استهانة بالآخر، على الأقل.. ولكن الإحساس بالعظمة يجعل بعض الناس يمشون في الأرض زهواً، أينما ذهبوا، كأنهم يخرقون الأرض أو يبلغون الجبال طولاً.
{ التقرير الذي أعدته منظمة مندى الخيرية القومية عن الانتخابات في جنوب كردفان يقع في (36) صفحة. وعدد التقرير إيجابيات وسلبيات الانتخابات برصد دقيق جداً.. كشف عن موهبة فذة وقدرات كبيرة للأستاذ “جبر الدار التوم مندر”. وأدان التقرير هجمات الجيش الشعبي على المدنيين في كادقلي والدلنج، ولكنه أثبت أن تلك الهجمات لم يتأثر بها الناخب كثيراً.. وتدافع الأهالي للتصويت يفضح عزلة دعاة مقاطعة الانتخابات.
{ من حق الحزب الاتحادي الديمقراطي المطالبة بمنصب نائب الرئيس ووالي الخرطوم ورئيس البرلمان.. إذا كان منصب نائب الرئيس يذهب لشخص ما.. أو حزب ما.. بتقديرات الرئيس المنتخب.. وأن أي والٍ في السودان يعينه الرئيس بتقديراته السياسية.. فإن منصب رئيس البرلمان تحكمه ضوابط وتقاليد مرعية منذ أن عرف السودان الانتخابات والمجالس التشريعية قبل نيل استقلاله. ورئيس البرلمان بالضرورة، لابد أن تسنده أكثرية نواب داخل البرلمان. ولم نقل أغلبية وحصاد الحزب الاتحادي خمساً وعشرين دائرة ولكن إذا نجح الحزب الاتحادي في توحيد جناحيه فإن ثقله البرلماني يصل لـ(40) نائباً.. أقل من وجوده في آخر برلمان منتخب عام 1986 بـ(23) نائباً.. ولكن هل ينتظر أن يتوحد الحزب الاتحادي مرة أخرى وقد تسببت الانتخابات نفسها في تصدع الاتحادي الأصل؟ يستحق الحزب الاتحادي بجناحيه مناصب عديدة في الحكومة القادمة، ولكن (الطمع ودر ما جمع) كما يقول المثل السوداني، وخير للحزب التمثيل في الحكومة بما يعادل وجوده السياسي من خلال نواب البرلمان.
{ غادر السفير “العبيد أحمد مروح” منصب الأمين العام لمجلس الصحافة بعد فترة عامرة بالعطاء.. وعصيبة على الصحافة. و”العبيد” الذي ولد مهنياً في قلب الصحافة والإعلام غادر إلى دنيا الدبلوماسية . وهناك اتفاق وسط قطاع عريض من الصحافيين أن “العبيد” أدى واجبه وكان صاحب ضمير يقظ وخلق رفيع.. وجاء البروفيسور “هشام محمد عباس” أميناً عاماً للمجلس من قلب الوسط الأكاديمي كأستاذ إعلام بالجامعات السودانية وهو يتكئ على معرفة دقيقة بمشكلات الوسط الصحافي.. وتدهور المهنة.. والهجمة الشرسة على الصحافة للقضاء عليها وإسكات صوتها. شكراً “عبيد مروح” وأهلاً “هشام”.
{ كلمات تنضح بالحزن وعبارات تضج بحكايات أحلام لم تتحقق وأشواق لوطن ظنت أنه سيبقى موحداً ولكنه انشطر لوطنين. هي بعض من قصص وحكايات الكاتبة “استيلا” قايتانو” وهي ترفد المكتبة السودانية بمجموعتها القصصية (العودة) والتي تقع في (77) صفحة من الورق الفاخر المصقول، وثماني قصص في غاية الروعة والإبهار في عوالم واقعية.
“استيلا” وسحر حروفها.. وهي ترسم أحلام وأشواق وتطلعات عوالم من هامش المجتمع.. حيث الفقر والعوز والفاقة.. وتضع أصبعها على آلام فراق السودانيين لبعضهم لحظة إعلان الانقسام.