في بحر العرب
لليوم الثالث يطوف نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” على تخوم ومضارب العرب الرحل، في أقصى حدود السودان مع دولة الجنوب في زيارة نادرة وتاريخية، بتلك الأصقاع البعيدة. ويقفز للذهن ما هي دواعي وأسباب مثل هذه الزيارة في توقيت يترقب فيه جميع السياسيين نتائج الانتخابات، وما يترتب على ما بعد الانتخابات من تغيرات قادمة و تشكيلات جديدة. لكن الزيارة كانت رد جميل وتحية وفاء من السيد نائب الرئيس للذين انتخبوه للمرة الثانية، بما يشبه الإجماع من المنطقة الحدودية ذات تداخل من عدة دول. حيث التقى “حسبو” بأكثر من ثلاثة آلاف من المواطنين في أكثر من (30) لقاء جماهيري ،بدأت من قرية جوقين ورئاسة محلية بحر العرب في أبو مطارق ،وانتقل الوفد براً إلى الأراضي الشاسعة حيث مضارب الرحل في دحيل الدابي والكبو ،وهي مناطق تقع علي مشارف دولة الجنوب، التي تحتل جزءاً من أرض السودان .وهم يحتلون منطقة سماحة بوضع اليد. وبدأت مطالب الرزيقات الذين يسدون الثغرات وينتشر فرسان قوات الدعم السريع في كل أطراف محلية بحر العرب يحمون الأرض ويقمعون أحلام دولة الجنوب في احتلال الأراضي الحدودية .وفي كل مضارب العرب الرحل والا كان الدعم السريع حاضراً.
نظر “حسبو” لقضايا الناس وهو ينوب عنهم بعيداً عن وعود ما قبل الانتخابات . جلس على الأرض مع العرب الرحل لمناقشة قضايا نقص المياه والتعليم والصحة وصحة الأمومة . وأهالي تلك المناطق يعطون ولا يأخذون ينافحون عن الدولة بالدم والأرواح من أجل أن يبقى السودان.
أن يبقى نائب الرئيس ثلاثة أيام ينام تحت ظلال الأشجار، ويأكل مما يأكل الناس ويشرب من مياه الآبار ومياه البحر وماء الأمطار التي بدأت تتهاطل في تلك المناطق، شكر الذين صوتوا للمشير “البشير” حيث لم يحصل منافسو “البشير” على كثرتهم ،إلا على عشرة أصوات فقط في دائرة بحر العرب ونجحت ولاية شرق دارفور في تقديم نواب يشرفون السودان ،وتلك الولاية: “حسبو” والمهندس “عبد الله مسار” والدكتور “إبراهيم مادبو” و”جادين دقاش” و”عثمان الزاهر”، وهؤلاء النجوم يضيفون الكثير لهذه المنطقة والولاية التي شقيت بالصراعات القبلية في العام الماضي مما يضع على عاتق هؤلاء النواب ، مسؤولية كبيرة في المصالحة القبلية وتأسيس الولاية من جديد بعد فشلت الولاية حتى الآن في بناء نفسها وتوحيد صفها .ولكن تبقى قضية تحرير الأرض في “سماحة”، وطرد دولة الجنوب المعتدية على أرضنا، وقد كان الفريق “يحيى محمد خير” وزير الدولة بالدفاع ،وهو يطمئن الأهالي بأن القوات المسلحة ستحرر كل أرض دنسها التمرد والأجانب.
إن بحر العرب قضية يجب أن تجد الاهتمام أكثر وكل المناطق الحدودية حتى لا تصبح سماحه مثل حلايب.