شهادتي لله

مفاجآت بعيداً عن انتخابات (الخج) !!

كما توقعنا ، حدثت بعض المفاجآت في هذه الانتخابات عكس انتخابات العام 2010 التي تشبه انتخابات (جمال مبارك وأحمد عز) في مصر وفيها تعمدت (مجموعة التوريث) إسقاط كل (المستقلين) الذين كانوا يمثلون جماعة (الإخوان المسلمين)، فاكتسح الحزب الوطني الانتخابات المصرية ولم يترك فرصة أو حتى (نفس) للمعارضين ، بينما أفسح لهم منظرو الحزب من (الحرس القديم) الحكماء من أمثال “يوسف والي” و “صفوت الشريف” أكثر من (90) مقعداً في مجلس الشعب الأسبق!!
ذات الشيء تكرر في السودان، فقد كان (المجلس الوطني) المنتهية ولايته مجلساً (أحادياً) لا صوت فيه غير صوت الحزب الحاكم، ولم يكن للمعارضة فيه (حس ولا خبر) سوى همهمات محدودة من ثلاثة نواب يمثلون حزب (المؤتمر الشعبي) !!
بالمقابل كان المجلس المعين من الرئيس “البشير” بموجب اتفاقية السلام (نيفاشا) في العام 2005م، يضم نحو (100) عضو من الحركة الشعبية (شمال وجنوب)، وحوالي (15) عضواً من أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي.. ( اتحاديين وشيوعيين وبعثيين..) !!
فكيف يكون البرلمان (المنتخب) أضعف من (المعين) ؟!!
ولهذا فإننا ومن النتائج الأولية للانتخابات الجارية نتوقع أن يشهد البرلمان القادم حراكاً وفاعلية أكثر من سابقه، وفي هذا خير و محمدة للعملية الانتخابية والسياسية برمتها .
العبرة دائماً بالنهايات، ورغم ما أثير بكثافة حول ضعف الإقبال على الاقتراع، فإن فوز عدد من (المستقلين) ومرشحي أحزاب أخرى غير الذين تم الحشد والترتيب لفوزهم كما فعل الحزب (الاتحادي) بقيادة “الدقير” إذ فاز في دوائر غير تلك التي أخلاها له (المؤتمر الوطني) وذلك على حساب أحزاب أخرى، فإن ذلك مما يشير لفاعلية وجدية ونزاهة المنافسة بدرجة معتبرة . ففي الأنباء أن مرشح الاتحادي في دائرة مناطق “سودري” قد حصد ما لا يقل عن عشرين ألف صوت، ونال مرشحهم في ” تلس”  مركز أهلنا الأحباب (الفلاتة) بجنوب دارفور آلاف الأصوات!!
مفاجآت مثل هذه لم تشهدها الانتخابات الفائتة رغم ارتفاع نسبة التصويت بسبب الأموال الضخمة التي أنفقتها الحركة الشعبية في حملات تلك الجولة  قبل خمس سنوات.
يمكننا أن ندعي وفقاً لهذه النتائج، أن انتخابات 2015 أكثر شفافية ونزاهة من انتخابات 2010 التي كان شخصي مرشحاً فيها ويعرف عنها الكثير !!
ارتفاع درجة الشفافية والنزاهة في هذه الانتخابات، ولا نستطيع أن نجزم بالنزاهة (المطلقة)، يحسب إيجاباً لقيادة البروف “غندور” المحترمة للحزب الحاكم الذي بأياديه مفتاح ماكينات (التزوير).. فكل حزب حاكم في العالم الثالث يمكنه أن يعبث بالانتخابات كيفما شاء !! فإذا فاز الاتحاديون في شمال دارفور، وفاز مرشح مستقل على مرشح الحزب الحاكم  في دنقلا، و ضمن ” ود العباس” دائرة “أبوحمد”، فإن ذلك يحسب في ميزان (نزاهة) “البشير” و “غندور”، على الأقل في هذه الدورة.
انتخابات نزيهة بمشاركة أقل .. أفضل من انتخابات (مخجوجة) بمشاركة أعلى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية