الـخرطوم وطرابلس تتفقان على تفعيل «التكامل المشترك» بأسس جديدة
اتفق السودان وليبيا على مراجعة وتفعيل اتفاقيات التكامل السوداني الليبي على أسس جديدة تخدم مصالح شعبي البلدين وعقد اللجنة الوزارية المشتركة في أقرب فرصة ممكنة. وفي الأثناء عبر رئيس الوزراء الليبي “علي زيدان” – الذي أنهى زيارته للبلاد – عن أسفه لما عاناه أهل السودان من نظام “القذافي” على مدى العقود الأربعة التي أمضاها في الحكم وكان السودان هدفاً لعدوانه وإرهابه وتدخله في شئون الداخلية.
وأصدر الجانبان السوداني برئاسة النائب الأول “علي عثمان محمد طه” والليبي برئاسة رئيس الوزراء “علي زيدان” بياناً مشتركاً في ختام مباحثاتهما مساء أمس بالعاصمة الخرطوم.
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية “علي عثمان محمد طه” أن زيارة رئيس الوزراء الليبي للبلاد تُعد مؤشراً على رحلة جديدة وعلى أفق جديد للعلاقات السودانية الليبية.
وقال ــ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع “علي زيدان” أمس بمطار الخرطوم في ختام زيارة الأخير للبلاد ــ إن ما تم التوصل إليه يؤكد على الروح الجديدة التي تظلل أجواء العلاقات بين البلدين عقب انتصار ثورة ليبيا المجيدة خاصة بعد أن بدأت ليبيا تشق طريقها بقوة وبثقة لبناء الديمقراطية وتعزيز مناخ الاستقرار والسلام للشعب الليبي وتحقيق تطلعاته في الحرية والكرامة .
واستطرد قائلاً: (أسعدنا كثيراً تطابق وجهات النظر حول العديد من القضايا في محورها الأمني والعلاقات الثنائية وأمن الإقليم). وأضاف: (اتفقنا على العمل سويا على تحقيق دور مشترك لتعميق الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء والمساهمة في إنجاح آمال وأحلام القارة الأفريقية بشكل مجمل وتقوية آليات التعاون الأفريقي الإقليمية منها والقارية على مستوى الاتحاد الأفريقي).
وقال “طه” إن الاتفاق على انعقاد اللجنة الوزارية بين الجانبين وإحياء اليات التعاون المشترك سيدفع بهذه الملفات الثنائية إلى مصاف التفعيل والتجسيد على أرض الواقع، وأضاف أن (الزيارة مهمة جرى فيها تبادل أفكار جيدة وبنائها لدعم العلاقات ونأمل أن تؤتي ثمارها قريباً) .
من جهته عبر رئيس الوزراء الليبي “علي زيدان” عن أسفه لما عاناه السودان من نظام “القذافي” على مدى العقود الأربعة التي أمضاها في الحكم وكان السودان هدفاً لعدوانه وإرهابه وتدخله في شئون الداخلية، وأضاف: (إننا نقول للسودان إن هذا العهد قد انتهى ولن يعود)، مشيراً إلى أن زيارته للخرطوم هي لطمأنة أهل السودان عن الأوضاع في ليبيا .
ووعد “زيدان” بالعمل من أجل أن لا تكون ليبيا معبراً لتهريب السلاح، مبيناً أن الزيارة تهدف للترتيب الأمني لمنع وتلافي مثل هذه الممارسات التي ستكون آثارها سالبة على المنطقة.
إلى ذلك، أكد البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة “علي زيدان” على ضرورة الإسراع بالإجراءات الخاصة بالإعداد لاتفاق أمني في مؤتمر للتعاون الإقليمي ليشمل السودان، ليبيا، النيجر وتشاد لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما اتفقا على تفعيل التعاون الإقليمي خاصة. واتفق الطرفان في الوقت ذاته على عقد اللجنة الوزارية المشتركة في أقرب فرصة ممكنة.