شهادتي لله

"عبد الرحمن الخضر".. في انتظار القطار !!

يجتهد والي الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن الخضر” في تطوير وسائل المواصلات العامة في العاصمة المثقلة بثلث سكان السودان. وقعت ولاية الخرطوم – مثلاً – اتفاقاً مع شركة ألمانية قبل عدة أشهر في ما يتعلق بدراسات وتصميم مشروع (الترام) وكنت شاهداً على زيارة وزير البنى التحتية الدكتور “أحمد قاسم” إلى “برلين” أثناء وجودي هناك. وإن كنت أظن أن حركة الترام ستحدث (ربكة) إضافية لحركة المرور في شوارع الخرطوم، وأفضل من ذلك القطار في المسارات الطويلة بعيداً عن الأسفلت، فخط الترام حسب ما علمت من الوزير يبدأ من الجامع الكبير بالخرطوم ويتجه إلى أم درمان ويعبر شارع الأربعين إلى أم بدة، في وسط الطريق!!
لقد تابعنا أنباء وصور تصنيع وشحن القطارات الجديدة القادمة من “الصين” التي ستعمل في خطوط مواصلات ولاية الخرطوم.
هي أفكار مقدرة على أية حال من الوالي ووزيره، وقد بذلا جهداً كبيراً خلال المرحلة الفائتة، وواجها ظروفاً عصيبة أيام الخريف والسيول والأمطار التي ضربت بقوة غير مسبوقة كل أنحاء الولاية من أواسطها إلى أطرافها وأريافها، وأعتقد أن حكومة الولاية تجاوزتها باقتدار.
أكثر ما يميز “عبد الرحمن الخضر” على كل الأسماء المعلومة وغير المعلومة.. المطروحة لخلافته على المنصب، أنه والٍ (متوفر).. موجود في كل زمان ومكان، في الشوارع.. الساحات.. الحوادث .. الحرائق.. المناسبات.. الأتراح والأفراح.. هو مواطن سوداني بسيط.. متواضع ومتسامح ومنفتح على جميع الآخرين سياسيين.. ورياضيين ورموز مجتمع.. وهي أهم الصفات المطلوبة لمنصب (الوالي)، وما تبقى يصبح عملاً فنياً ينبغي أن يتابعه الوزراء والمعتمدون والمديرون والمهندسون.  .
الفرق بين والي البحر الأحمر الدكتور “محمد طاهر إيلا” الوالي (الأنجح) باعتراف معظم المتابعين والمراقبين وعامة الناس، أن “إيلا” بعيد من المركز، وبالتالي بعيد عن الضغوط والتوصيات والتدخلات في عمله اليومي، بل وفي تشكيل حكومته وفرض (وزراء) و(معتمدين) عليه، وهو غير راغب فيهم، كما يحدث مع “الخضر” وأي والٍ سابق أو لاحق للخرطوم !!
وفي ظني أن “إيلا” لن يستمر والياً  للخرطوم، لو تم تعيينه عليها، أكثر من عام واحد، لأنه سيصطدم بجهات عليا ودنيا مختلفة، ولن يقبل تمرير وفرض أسماء وآراء من هنا وهناك.
“الخضر” يحتاج إلى قليل من (الدكتاتورية)، فهي مطلوبة في الإدارة بنسبة لا تتجاوز دكتاتورية “إيلا” المنتجة والمثمرة في البحر الأحمر!  ويحتاج “الخضر” أن تفسح له قيادة الدولة الفرصة في اختيار حكومته دون تدخلات قاهرة، كما أنه في حاجة ماسة لإجراء تعديلات ومراجعات ضرورية ومهمة في هياكل قيادات وأمانات حزب (المؤتمر الوطني) في الخرطوم.  
وقد تبقت أيام على مغادرة الحكومة فإنني أشهد أن (كل) الأسماء التي ترشحت في مؤتمر الحزب بولاية الخرطوم ضد “الخضر”، هي أدنى منه قبولاً.. و وجوداً.. وقدرات.
في الحكومة الاتحادية تحياتي مكررة للثلاثي (الشاب) الذي عبر واستحق العبور (معتز موسى وزير الكهرباء والموارد المائية، أحمد الكاروري وزير المعادن.. و “مشاعر الدولب” وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي) .. وفقهم الله.. ورعاهم لبلدهم وشعبهم.  
ولا  أزيد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية