بين "الهندي" و"الصوارمي"
لم يكن غريباً أن يهاجم الأخ “الهندي عز الدين” ذلك الصحفي المصري “عادل حمودة” الذي أراد أن ينال من فخرنا وعز الأمة الرئيس “البشير” ذلك أن “البشير” هو رئيس السودان كله. نعم كل السودان وليس حزب المؤتمر الوطني .. وهذا الدافع هو ما جعل “الهندي” يرجم الدكتور “الأفندي” بوابل من العبارات النارية والمنطقية في الوقت ذاته عندما حاول أن يقلل من زيارة السيد الرئيس “البشير” للإمارات .
و”الهندي” يفند ويدافع عن الرئيس من موقع شاهد عيان كان في تلك الرحلة يرى ويحلل ويقارن.. فكان دفاعاً ممزوجاً بوطنية وغيرة متفردة كون أنه لم يكن الإعلامي الوحيد في تلك الرحلة، ولكنه كان المدافع الأوحد ..ثم تأتي الأيام تسوق عاصفة الحزم لتحبط “الأفندي” ومن يسير على دربه، نعم وليغرد العقيد “الصوارمي” بكلمات غيرت وشكلت الرأي العام في كل دول الخليج وعلى الأخص المملكة العربية السعودية التي كتب مواطنوها علي المواقع الإسفيرية أكثر من (3) ملايين تغريدة في أول ثلاثة أيام من إعلان التحالف ليعود للسودان ألقه وكبرياؤه بقرار من السيد الرئيس طال انتظاره سنوات كنا نقف فيها أو فلنقل يعتقد البعض أننا نقف في المكان الخطأ.
ليس الكسب في عاصفة الحزم انفتاح السودان على محيطه العربي ومن ثم فك الحصار الاقتصادي، وليس مشروع (مارشال) العربي الذي ستقوده المملكة العربية السعودية للأمن الغذائي العربي في السودان والذي يتجاوز العشرين مليار دولار، ولا زيارة الملك “سلمان” خادم الحرمين المتوقعة لأخيه “البشير” عقب الانتخابات كأول ملك سعودي يزور السودان منذ أمد بعيد، ولكن الخير في وقف كثير من القنوات العربية عداءها ضد السودان.
وبين “الهندي” و”الصوارمي” اللذين فتحا باباً ليلج إليه آخرون من ذوي الاختصاص أكاد أجزم أنني لا أرى شيئاً فأبحث تارة عن إعلامنا للداخل والخارج فلا أجد له أثراً.. وأتذكر أن الملك “سلمان” خادم الحرمين الشريفين قام باتصال مع كل الرؤساء فأبرزت القنوات المصرية كلها هذا الاتصال وجاءوا به نصاً وحرفاً، بل قد يكون زاد عليه البعض في حين أنني لم أر ما يماثله في قنواتنا، علماً بان محادثه الملك مع “البشير” هي الأطول إن لم تكن الأكثر وداً وتقديراً .. وقد يكون مبعث هذا التقدير أن السودان قد وقف ضد الحوثيين من قبل، إبان عهد “علي عبد الله صالح”، وليست جديدة كما يعتقد البعض. بينما بعض من الآخرين استقبلوا الحوثيين في وقت قريب. نعم ومع ذلك نجد قنواتنا بل وتلفزيوننا القومي لم يعطِ الخبر قيمته. وبدلاً من أن يعرض لقطات تمجد الجيش السوداني والتصنيع الحربي ليخرص ألسُن ممارسي السخرية على المواقع الإسفيرية تجده مشغولاً ببث البرامج واللقاءات غير المجدية .. وأضعف الإيمان ليته يبث أغنية (الحارس مالنا ودمنا جيشنا يا جيش الهنا) بدل أن يصم أذاننا بفنانين لم نسمع ببعضهم يوماً.
نعم، غياب تام لإعلامنا وحتى إعلام الحزب الحاكم لم تنفعل أمانته الاتحادية مع الحدث كما ينبغي.. ألا يكفي أنهم عجزوا أن يدافعوا عن أمينهم الأخ الفاضل “ياسر يوسف” عندما اتهم زوراً وبهتاناً بكلام لم يرد على لسانه إلى أن اجتهد هو شخصياً لينفي ذلك القول عنه. نعم أين هؤلاء الإعلاميون هل تبخروا أم صاروا أشباحاً؟.. عاصفة الحزم فرصة لصياغة وضع السودان إعلامياً على الأقل بشكل جيد، إما أن يأتي من يساهم في هذا التشكيل الجديد أو يذهبوا غير مأسوف عليهم …
شكراً للصوارمي ..وشكراً أستاذ “الهندي عز الدين”، فقد كنت أمانة إعلام لوحدك.
د.معز حسن بخيت
الناطق باسم وزارة الصحة ولاية الخرطوم.
أمين المنظمات بالمؤتمر الوطني