الديوان

كذبة أبريل .. بعض دعابات أريد بها حقائق

يحتفل بها الكل سنوياً
تقرير – آيات مبارك
لقد درج الناس في العادة على تسميات وفق منظروهم الشخصي وذلك عبر تسميات تراتبية قد تكون من أجل الترويح عن النفس، أو بعض التفاسير التي قد تكون مغلوطة أو حقائق قد درجت عليها المجتمعات  كنوع من الاعتقاد، مثل (مارس شهر الكوارث) الذي مضى مسرعاً رغم أنه كان (شهر المرأة والطفل بامتياز)، أما الآن فيحل علينا (شهر أبريل) بأكذوبته التي تستشرف صباحنا فيه منذ اليوم الأول .. يستقبلها الناس بين مصدقين ومكذبين وذلك حسب نوع الأكذوبة، فمن كان لم يضع حساب أبريل في حسبانه فبالطبع ستنطلي عليه الكذبة، بينما يضعها البعض مبرراً لما في نواياهم وأمنياتهم الغريبة .. فيرى ماذا سيحدث حوله إذا تحقق ماتوقع .. لكنها عموماً عبارة عن (كذبة بيضاء) أو لأجل إشاعة نوع من المرح .. لكنها بالمقابل قد تجلب العديد من الكوارث أو الصدمات النفسية .. فهي لا تخرج عن كونها كذبة. لكن عموماً تظل كذبة أبريل هي  الحقيقة المجردة لأن طول العام يكذب الناس بصدق لكن في شهر أبريل  يعلم الكل تماماً أنها كذبة.
(كذبة بيضا)
وفي السياق  أجابتنا ” ريم فؤاد” موظفة حاسوب بأن الكذب لايجد طريقه إليها وتنزعج جداً من الكذب والتلفيق دعكم أن يكون له يوم، بينما قالت ” نهى حسين” إنها بطبعها تصدق أي شيء يقال لها .. لذلك لا تحبذ ولا تستطيع الاستمتاع بكذبة أبريل .. بينما حكت لنا “م” أن كذبة أبريل كادت أن تؤدي إلى إنهاء علاقتها بينها وخطيبها لولا تدخل البعض .. بينما حكى “حسن” أنهم قد احتفلوا بكذبة أبريل وسط الأسرة .. لكنهم وجدوا تقريعاً ولوماً من الكل ولم يكرروها مرة أخرى.

أشهر الأكاذيب في العالم
في عام 1957.. بثت bbc تقريراً عن أشجار السباغيتي في سويسرا وفي العام 1998.. أعلن “برغر كينغ” عن إطلاق برغر اليد اليسرى والمصممة خصيصاً لـ(32) مليون أمريكي يستخدمون أيديهم اليسرى. ﺷﻬﺮ ﻛﺬﺑﺔ ﺃﺑﺮﻳﻞ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ١٧٤٦ﻡ  وأيضاً قد أعلنت ﺻﺤﻴﻔﻪ إﻧﺠﻠﻴﺰية ﻋﻦ إﻗﺎﻣﺔ أﻛﺒﺮ ﻋﺮﺽ للأغبياء في التاريخ البشري، ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ من كل حدب وصوب ولما وصلوا ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﺍ إلا أنفسهم.
وخطب فيهم المنظمون:
الآن بدأ الحفل .. فأنتم المقصودون.
واتساب الشائعات
يبدو أن (تطبيق الواتساب) قد اعتلى هذا العام منصة (الأكاذيب) وجعل  من 2015م عام الأكذوبة الكبرى والشائعات الكثيفة ..وهاهي الأكاذيب تتصدر مقام قروباته ولكأنها كانت غائبة  طيلة الأيام الماضية، فمنذ صبيحة يوم أمس الأول من أبريل .. توالت الشائعات خصوصاً السياسية ابتداءً من شائعات الانتخابات وغيرها وما يثبت عدم صدقها وعدم معقوليته، أنها كانت محض خيالات وأحلام طريفة لا ينجبها الواقع السياسي الراهن.
لعبة السياسة
لذلك تعد السياسة من أشهر الميادين التي قد تكثر فيها هذا النوع من الدعابات وذلك لتحقيق بعض الأغراض والحروب النفسية مثل إطلاق أكاذيب الزعماء والرؤساء، فقد  سرت  في الأعوام الماضية شائعة مقتل  نائب رئيس جنوب السودان السابق “رياك مشار”، الذي يقود تمرداً ضد حكومة بلاده، فخرج إلى الإعلام الخارجي ضاحكاً وقال:( يبدو أنها (كذبة أبريل) المعروفة، لكنها كانت ستخلق فوضى كبيرة في البلاد).
 أصل الكذبة
ولمعرفة أصل هذا الأمر التقت (المجهر) بالباحثة الاجتماعية “إخلاص أنور” فقالت: لقد تلقى المجتمع السوداني هذه الكذبة وتقبلها من باب الدعابة والترويح عن النفس، لكن في بعض الأحيان قد يؤخذ بها محمل الجد مما تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، ويعود أصل هذه الكذبة إلى دولة فرنسا فقد كان الاحتفال بعيد رأس السنة يقع في الأول من شهر أبريل، فوضع الملك شارل التاسع تقويماً جديداً هو الأول من شهر يناير، لكن ظل بعض الناس متمسكين بأبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل، وأصبحت عادة  للمزاح في فرنسا ومنها انتقلت إلى بقية بلدان العالم
مجانبة الإيمان
ولمزيد من التقصي آثرت (المجهر) أن تأخذ برأي الدين من الشيخ ” محمد النور” الذي قال: إن الكذب داء عظيم إذ يعد من قبائح الذنوب وفواحش العيوب، وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، ويُعد صاحبه مجانبًا للإيمان، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبغض الخلق إليه الكذب، فالكذب والإيمان لا يتفقان إلا وأحدهما بحساب الآخر والكذب ريبة ومفسدة صاحبه. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح ولكنه لا يقول في مزاحه إلا حقًا، وهذا المزاح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تطييب لنفس الصحابة، وتوثيق للمحبة، وزيادة في الإلفة وتجديد للنشاط.
 وكثرة المزاح مخلة بالمروءة والوقار كما أن التنزه عنه بالمرة وتركه مخل بالسنة والسيرة النبوية،  لذلك يجب أن لا يتخذ  حرفة وطريقة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية