شهادتي لله

المرشح الفائز برئاسة السودان "أسد النيل" !!

 طالعت حواراً صحفياً مع أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية يدعى “أسد النيل” إن لم تخني الذاكرة، وللأسف نسيت اسم المرشح كاملاً واسم الصحيفة التي أجرت الحوار، وهذا ليس تقليلاً من شأن أحد أو جهة، ولكنها الحقيقة..
والله على ما أقول شهيد.
وإذا كان شخصي الضعيف وقد ظل يعمل لنحو (عشرين عاماً) في بلاط صاحبة الجلالة وفي المجال السياسي بالذات، لم يسمع بالسيد “أسد النيل” ولا معظم مرشحي رئاسة الجمهورية للانتخابات الجارية، لا من قريب ولا من بعيد، فكيف يسمع بهم أو يعرفهم المواطن العادي الذي لا يقرأ الصحف بانتظام، ولا يشاهد نشرة أخبار تلفزيون السودان؟!!
وحتى الذي يطالع الصحف كل صباح (بالمناسبة ما زالت الصحافة هي الوسيلة الإعلامية الأكثر تأثيراً في مجريات السياسة والرياضة والمجتمع في السودان وإن تناقص توزيعها، و إلا فلماذا تتضايق الدولة من كثرة إصداراتها بينما لا تستشعر ضيقاً من تزايد الفضائيات السودانية وإذاعات (الإف أم) الخاصة مع أنها الأكثر انتشارا ؟!!).. أقول حتى المواطن الذي يطلع على الصحف يومياً ويستمع لجميع نشرات ومعظم برامج المنوعات في الإذاعة والتلفزيون بحرص واهتمام، فإنه بالتأكيد لن يتعرف على المرشح “أسد النيل” و لا غالب منافسيه في السباق إلى القصر الجمهوري (الجديد) !!
ليس هذا ما أدهشني، ولكن الأدهى والأمر، وما كاد أن يفقع مرارتي ويفجر (مصراني العصبي) الملتهب باستمرار، أن السيد “أسد النيل” أكد للزميل الصحفي الذي أجرى الحوار أنه (واثق من الفوز برئاسة الجمهورية بنسبة 99%) !!!!
والغريب أن (الواثق جدا) لم يقل إنه سيفوز بنسبة (99.9 %)، لماذا نسي (الكسر).. والتسعة من عشرة؟!! رغم أن هذا الكسر كان مهماً (خالص) في نتائج انتخابات رؤساء الأنظمة الشمولية في المنطقتين العربية والأفريقية.
وإذا كان الرئيس “البشير” – نفسه – المسنود بجماهير (المؤتمر الوطني) والحركة الإسلامية، ومنسوبي المؤسسة العسكرية، ومعظم زعماء القبائل، الطرق الصوفية، وبعض الجماعات السلفية، وعدد مقدر من الأحزاب السياسية الحليفة، وبعد (21 ) عاماً على سدة الرئاسة، قد فاز بنسبة تقل عن (70%) من أصوات الناخبين في انتخابات العام 2010م ، فكيف يفوز المواطن “أسد النيل” الذي جاء من المجهول بالرئاسة بنسبة (99%)؟!!
بالله عليكم.. من أين أتى هؤلاء المرشحون الغائبون عن الوعي والإحساس بالشارع والناس وطبيعة الأشياء؟!
كيف تم اعتماد أرانيك وأوراق هؤلاء المرشحين دون إخضاعهم لاختبارات ومراجعات (طبية) ؟!!
اللهم إن عبادك في السودان قد تكاثر عليهم البلاء، فنسألك اللطف فيهم، اللهم (لا تمحنا.. ولا تبلينا)، فوق ما هو واقع علينا.. إنك نعم المولى ونعم النصير.
(جمعة) مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية