"البشير" و"السيسي" و"ديسالين" يوقعون اتفاق مبادئ تاريخي بشأن سد النهضة
“ديسالين” يتعهد بمراعاة المصالح المشتركة للسودان ومصر
الخرطوم – مي علي – يوسف بشير
وقع رئيس الجمهورية “عمر البشير” والرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” ورئيس وزراء إثيوبيا “هيلا مريام ديسالين” أمس في لقاء تاريخي على اتفاق إعلان المبادئ بشأن سد النهضة الإثيوبي، وسط حضور أفريقي رفيع وممثلين للمنظمات الدولية بمباني القصر الجمهوري بالخرطوم.
وكسر الرئيس المصري البروتوكول الرسمي حينما فرغ من خطابه المكتوب ليخاطب الحضور مجدداً كمواطن مصري دعا فيه للمحبة بين شعوب الدول ومراعاة المصالح المشتركة .
واتفق رؤساء الدول الثلاث على ضرورة التعاون المشترك لمصلحة شعوب المنطقة. وقال رئيس الجمهورية “عمر البشير” إن السودان لن يقدم على الإضرار بمصالح الآخرين، وسيعمل على التعاون المشترك بين بلدان حوض النيل من أجل زيادة حصص التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوب القارة الأفريقية.
من جانبه دعا الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” رئيس الوزراء الإثيوبي “هايلي مريام ديسالين” للنظر بعين الاعتبار لمصالح المشتركة التي تجمع البلدين قائلاً: (إن الملايين من المصريين يعيشون على مورد المياه). وأضاف: (إننا اخترنا التعاون والبناء والتنمية في علاقتنا مع السودان وإثيوبيا ونريد نشر رسالة التعاون والتفاهم وأن نكون على قدر المسؤولية التاريخية)، معتبراً التوقيع على وثيقة سد النهضة في الخرطوم خطوة تاريخية.
وقال “السيسي”: (إن ما نقوم به اليوم خطوة مهمة على طريق التواصل لاتفاقيات تفصيلية من أجل مزيد من الخطوات العالقة المرتبطة بحوض نهر النيل)، مؤكداً على ضرورة (العمل سوياً لتعويض شعوبنا ما فاتها، ومن أجل تحقيق الاستقرار وتحمل المسؤولية تجاه شعوبنا).
من جانبه أوضح رئيس الوزراء الإثيوبي “هايلي مريام ديسالين” إن بلاده ملتزمة بالمصالح المشتركة مع كلٍّ من مصر والسودان، متعهداً بعدم إلحاق الضرر بأيٍّ منهما. وقال: (حققنا خطوة جديدة من خلال الاتفاق على إعلان المبادئ حول النهضة. هذا هو الأساس الذي سنبني مستقبلنا واتفاقيتنا عليه).
وأضاف: (سد النهضة الإثيوبي مشروع يمكن أن يبلور أساساً لتعاون إقليمي وإثيوبيا تبدي التزامها بالتعاون القوي بين الدول الثلاث). وأكد استعداد بلاده على الالتزام بالمصالح المشتركة بين الدول الثلاث. وأضاف أن تشييد سد النهضة الإثيوبي لن يسبب أي ضرر لأيٍّ من مصر والسودان وتحديداً شعب مصر.
وكشف وزير الري المصري “حسام مغازي” في تصريحات صحفية عقب مباحثات بين الرؤساء الثلاث بعد توقيع اتفاق المبادئ أن ما تم التوقيع عليه أمس إعلان لحسن النوايا. ونوه إلى أنها نصت على احترام الدول الثلاث لنتائج الدراسات الفنية للمكتب الاستشاري بجانب تشكيل آلية مشتركة بين وزراء المياه والري الثلاث لوضع نظام قواعد لملء الخزان الأول للسد بما لا يضر دول المصب. وقال “مغازي” في تصريحات صحفية أمس سيتم الاتفاق على القواعد القانونية بعد التوقيع على المكتب الاستشاري بعد (15) شهراً. وأكد أن الوثيقة نصت على أن السد لتوليد الكهرباء فقط لضمان عدم تاثر دول المصب وفي حال حدوث خلاف يتم الاحتكام إلى آلية حل الخلافات لتحقيق مبدأ عدم إلحاق الضرر بالسودان أو مصر. وفي حال وقوع ضرر لأي دولة يتم تعويضها بجانب حصر توليد الكهرباء لدول المصب فقط.