شهادتي لله

قمة (سد النهضة).. مبروك للسودان!

تستضيف الخرطوم غداً (الاثنين) قمة ثلاثية بالغة الأهمية تضم إلى جانب الرئيس “البشير” كلاً من الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” ورئيس وزراء إثيوبيا “هايلي مريام ديسالين”. وتبحث القمة تفاصيل وترتيبات الاتفاق النهائي الذي سيوقعه الرؤساء الثلاثة في نفس اليوم بشأن مشروع (سد النهضة) الإثيوبي وضمان السيطرة على آثاره السلبية على دولتي مصر والسودان، وسبل تعزيز الشراكة الاقتصادية لشعوب وادي النيل بالاستفادة من مياه وكهرباء السد خلال السنوات المقبلة.
لقد بلغت التوترات السياسية والدبلوماسية بين “مصر” و “إثيوبيا” مبلغاً ينذر بالمواجهة بين دولتين عظميين في القارة الأفريقية، ما (يهدد الأمن والسلم الدوليين).. الجملة الشهيرة التي درج على استخدامها أعضاء مجلس الأمن الدولي في “نيويورك” وعلى رأسهم مندوب الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة عندما يتعلق الأمر بفرض عقوبات على دولة مثل السودان أو كوريا الشمالية !!
تعتقد “مصر” أو بالأحرى بعض خبرائها الممسكين بملف المياه أن إنشاء سد النهضة سيؤثر على حصتها من مياه النيل، وربما تسبب في جفاف المجرى وبالتالي حدوث كارثة طبيعية في دولة المصب الشمالية.
لكن خبراء السودان وهم الأكثر مواكبة في مجال إنشاء السدود، باعتبار أن (سد مروي) جاء بعد أكثر من  (أربعين عاماً) على بناء (السد العالي)، يؤكدون أن لا شيء يدعو لقلق أشقائنا في “مصر”، وأنه على العكس ستجني مصر والسودان مكاسب عديدة من وراء إنشاء السد.
ويحمد للرئيس “السيسي” أنه كان أكثر مرونة وعقلانية في التعامل مع هذا الملف، رغم خلفيته (العسكرية) مقارنة بالرئيس الأسبق “محمد مرسي” الذي دعا بالفعل مجلس الدفاع ومستشارين سياسيين للنظر في احتمال ضرب “مصر” للسد الإثيوبي!!
ولا شك أن السودان لعب دوراً كبيراً وأساسياً في التوصل للاتفاق الذي سيتم توقيعه بالقصر الرئاسي الجديد يوم غد، وهنا لابد من تحية وإشارة خاصة للوزير المميز الشاب “معتز موسى” وزير الكهرباء والموارد المائية الذي يعتبر مهندس وعراب هذا الاتفاق، ساعدته في ذلك خبرته المشهودة في متابعة تنفيذ مشروع (سد مروي) من الألف إلى الياء، حيث كان الساعد الأيمن لوزير الري السابق قائد (ثورة السدود) “أسامة عبد الله محمد الحسن”.
ويحق للسودان والسودانيين أن يفخروا ويفاخروا بأن دولتهم هي التي أنجزت اتفاق سد النهضة، وليس أمريكا ولا الاتحاد الأوربي ولا إسرائيل التي قدمت عرضها بتسوية خلاف المصريين والإثيوبيين.
شكراً للوزير “معتز موسى” الذي أثبت – بياناً بالعمل – أن (بعض) الشباب يستحقون الترفيع والإفساح لهم في الوزارات .
مبروك للسودان و إثيوبيا ومصر.. كهرباء ومياه (سد النهضة). 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية