نائب الرئيس يفتتح مقر محكمة عدل (الكومسا) بالخرطوم
اختيار السودان رئيساً للدورة الحالية
الخرطوم – محمد أزهري
وجهت رئاسة الجمهورية أجهزة الدولة المختلفة بتقديم العون لمحكمة عدل (الكوميسا) التي افتتحها نائب رئيس الجمهورية، أمس (الخميس) بالخرطوم بتكلفة بلغت (6) ملايين دولار من حكومة السودان. في الأثناء تم اختيار السودان رئيساً للدورة الحالية لوزراء عدل الكوميسا واختيار قاضٍ من السودان للمحكمة.ووجهت الرئاسة الأجهزة الأمنية كافة بتوفير الحماية اللازمة لأعضاء المحكمة والمتعاملين معها، وتنفيذ بنود الاتفاقية كافة.وجدد نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” لدى مخاطبته فعالية الافتتاح بحضور رئيس المحكمة ووزراء عدل الدول المشاركة في منظمة الكوميسا والنواب العامين، هجومه على المحكمة الجنائية الدولية قائلاً ( لقد ظلينا ننادي في كل المحافل لأهمية تبني الدول الأفريقية لقضاياها الوطنية، بغرض البعد عن هيمنة المحاكم الأخرى والنأي عن الهيمنة الدولية عن طريق محاكمها في كافة المجالات. وأضاف (ننظر اليوم بكل الرضا والإعزاز للموقف الأفريقي التاريخي من ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية التي تعد أداة من أدوات الاستعمار الحديث التي نصبت لمحاكمة القادة الأفارقة دون غيرهم، تحقيقا لمآرب سياسية لا علاقة لها بقضية القانون والعدالة).وذهب نائب الرئيس إلى أن افتتاح مقر دائم ومتخصص بالخرطوم يؤكد حرص الدول الأفريقية وحرص دول (الكوميسا) خاصة، على الآليات القضائية المحلية. وقال : حكومة السودان قد سعدت وسعد كثيراً لاستضافتها لهذه المحكمة.ونبه “حسبو” إلى أن السودان يعول كثيراً على منظمة الكوميسا ويعتبرها المنظمة الاقتصادية الإقليمية الأساسية في القارة. وأشار إلى أن محكمة عدل الكوميسا تعد من أهم أجهزة المنظمة وواحدة من مؤسساتها الأساسية.وأكد نائب الرئيس حرص الحكومة على مواصلة الجهود لاعمار العلاقة مع (أخوانا في أفريقيا من أجل التضامن الأفريقي تحقيقاً للتنمية الشاملة). وقال: (لا زلنا نعاني من مرارة آثار الاستعمار البغيض بصوره القديمة التي أذهبت ثروات وموارد القارة الأفريقية، وأقعدت بإنسانها وزرعت الحروب والفتن.من جانبه أعرب رئيس منظمة الكوميسا عن شكره للحكومة السودانية وسعادته بافتتاح المقر الدائم لمحكمة عدل (الكوميسا). وقال إن الفكرة بدأت في العام (2003) حيث أبرم اتفاق بين المنظمة والحكومة السودانية التي تعهد رئيسها المشير “عمر البشير”، بتوفير قطعة أرض بالخرطوم وإنشاء مبنى بمواصفات عالمية تتحمل الحكومة كافة تكاليفه. وقال: وقد أوفت وأنشأت لنا صرحاً قضائياً عالمياً. وأضاف: إن الحكومة السودانية التزمت حسب الاتفاقية بأن توفر الحصانة الدبلوماسية لقضاة المحكمة والموظفين والمتعاملين معها.وامتدح جهود الحكومة بإنشائها لمقر المحكمة التي وصفها بالصرح الذي يمثل رمزاً للإخاء. وختم حديثه قائلاً: إن التاريخ سيسجل هذا الإنجاز للحكومة السودانية ومنظمة الكوميسا.من جانبه هنأ وزير العدل مولانا “محمد بشارة دوسة” القاضي السوداني رئيس المحكمة الدستورية السابق “عبد الله البشير” الذي تم اختياره عضواً بين (12) قاضياً في محكمة عدل الكوميسا. ووعد بتقديم كافة العون للمحكمة.