مصالحنا . . ومصالحهم!
حالة الفوضى الشاملة التي نتجت عن انكسارات ثورات (الربيع العربي) بمنطقة الشرق الأوسط، جعلت من السودان منطقة استثنائية ونموذجاً مختلفاً لاستقرار الدولة، فما حدث في مصر، سوريا، ليبيا واليمن دفع قوى دولية مؤثرة في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، إلى التراجع عن فكرة ومخطط (استهداف) نظام الحكم القائم في السودان. وهكذا بدأت مؤشرات رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان تلوح من خلال قرار “واشنطن” بإلغاء العقوبات في مجال البرمجيات . أمريكا في حاجة إلى السودان هذه المرة، للتنسيق اللازم للسيطرة على
الأوضاع المتفجرة في ليبيا المجاورة، كما أنها – أمريكا – متحسرة وعاجزة في ذات الوقت عن إعادة الأمن والاستقرار لوليدها الشرعي في الدولة المجاورة . . جنوب السودان. ربما تكون الفرصة مواتية لحكومة السودان في هذه الفترة لتمرير (طلباتها) على منضدة أمريكا وصويحباتها في الإقليم بصورة طبيعية، إذا أحسنت حكومتنا إدارة التفاوض، واستفادت من أخطائها المعلومة في (نيفاشا) وتنفيذها، وإجراء تقرير المصير واعتماده، والاعتراف بالدولة (المستقلة) قبل تسوية وحسم الملفات العالقة بين الشمال والجنوب . ومثلما نحن في حاجة ماسة لرفع عقوبات أمريكا، هي في حال يغني عن سؤالها، عندما تجد نفسها متفرجة لا حول لها ولا قوة، وهي ترى حلفاءها وصنائعها يتساقطون من تونس إلى “القاهرة” إلى “صنعاء” ثم “جوبا”!!
بالعقل والمنطق . . لابد من التعاون مع السودان. والسودان يبدو مستعداً للتعاون، ولكنه غير مستعد ليكرر تجربة (سلق البيض) في عمليات التعاون (بدون مقابل) في ملف (الحرب على الإرهاب) بعد أحداث (11 سبتمبر 2001) في “نيويورك”. علينا جميعاً أن ننتبه لمصالح شعبنا وطموحاته في حياة هانئة وعيشة كريمة .. وأمن مستتب.
{جمعة مباركة.