الفريق "نور الهدى الشفيع" تفاصيل لمشوار سيدة نذرت حياتها لخدمة المرضى النفسيين
في دردشة من داخل مستشفى “التجاني الماحي”
أم درمان – أمل أبو القاسم
الفريق “نور الهدى محمد الشفيع” تسلمت مهام إدارة مستشفى “التجاني الماحي” للأمراض النفسية والعقلية، فهي تنام وتصحو على هموم المرضى النفسيين رغم ما يصدر منهم من عنف لم تسلم منه خلال مسيرة عملها. خبر مفخخ عن ذبح أحد نزلاء المستشفى لممرض وطبيبة أزعج سعادة الفريق، وهي تطأ أرض الوطن عقب عودتها من العمرة، ما دفعها للحضور للمستشفى فوراً للوقوف على الحادث وحجم الضرر، بيد أن ما شهدت به (المجهر) أن المجني عليه حضر بنفسه لمكتبها للاطمئنان عليه، وقد تماثل للشفاء من جروح في الرقبة والأيادي أحدثتها (موس) استخدمها الجاني في نوبة هياج، وكذا الطبيبة التي كانت إصابتها بسيطة. “نور الهدى” أحيلت للمعاش رغم ما تحاط به من هالة واهتمام كبيرين كونها زوجة شقيق الرئيس “البشير” الأصغر، إلا أنها تبدو في غاية البساطة والتواضع، وقد تبدى ذلك في جلسة مؤانسة عكست لنا حجم اهتمامها بقضايا المرضى وهمومهم من جراء ما يحل بهم من داء عضال، وكذا الأطباء المساعدون الذين يكونون عرضة لتداعيات أي هياج زائد من مريض. الجلسة تناولنا فيها العديد من المواضيع العامة والخاصة، وبخبرة من حذق (طب النفس) وتشربه كان النقاش ثراً مدعوماً بالمنطق والرؤى العميقة.التقطت (المجهر) وأثناء مكالمة هاتفية لسعادة الفريق “نور الهدى” وهي تصف لمحدثها تسوقها في سوق ليبيا، التقطنا الحديث وسألناها عن ماذا كانت تتسوق بنفسها وفي أسواق شعبية طرفية، وببساطة وتواضع استشففناه من خلال الدردشة أن أحد فاعلي الخير سلمها مبلغاً مالياً وطلب منها شراء (ملايات) للمستشفى، ولأنه كلفها شخصياً فقد ذهبت بنفسها واختارت الملايات بحسب المبلغ، وقد استطاعت شراء (101) قطعة شهدنا بها عند إحضار العمال لها. ومما لفت انتباه (المجهر) خلال النقاش أن من ضمن المشاكل التي تصادف العاملين في العيادات الخارجية أو الطوارئ، هو مرضى الإدمان الذين يأتون مطالبين طبيب الطوارئ بكتابة روشتة، وبما أن الطبيب لا يستجيب لطلبهم فإنه يتعرض للعنف من قبلهم، وفي المقابل مشكلة اقتحام بعض مدمني المخدرات للمستشفى والطلب من الأطباء بكتابة روشة والأخيرة حملت سعادة الفريق إلى طلب المساعدة من مدير شرطة محلية أم درمان، مدير القسم الأوسط بأم درمان العقيد “على محمد بريمة” الذي حل ضيفاً للمستشفى أثناء جلستنا في زيارة مستفسراً عن الأوضاع الأمنية،. العقيد “بريمة” وعد بتوفير دورية شرطة ترابط بشكل يومي للحد من اقتحام بعض مدمني المخدرات، الذين درجوا على مهاجمة المستشفى ليلاً وإرهاب المناوبين من الأطباء والممرضين للحصول على روشتة.وقدمت “الشفيع” عظيم امتنانها للسادة مدير شرطة محلية أم درمان ومدير القسم الأوسط لزياراتهما المتوالية وتفقد المستشفى.