" البشير" في الإمارات.. تنسيق سياسي وأمني!
قد يبدو غريباً للبعض أن السودان كان أول دولة عربية اعترفت باستقلال دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 1971 إبان حكم الرئيس الأسبق الراحل “جعفر محمد نميري”، ثم زار الشيخ “زايد بن سلطان” السودان في أول رحلة خارجية له بعد الاستقلال بنحو شهرين في فبراير 1972.
وكان الرئيس “نميري” أول رئيس يزور الإمارات بعد شهرين من زيارة شيخ “زايد”.
ذكرت هذه المعلومات أمس في مداخلة مع النشرة الرئيسية لقناة (الشروق)، وأظن أنها معلومات جديدة على كثير من السودانيين والإماراتيين على حد سواء.
أليس مدهشاً أن تعلم الأجيال الحديثة أن السودان سبق دول (الخليج العربي) بما فيها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان المجاورتين، في الاعتراف باستقلال الإمارات؟!
إذن زيارة الرئيس “البشير الحالية” لـ”أبوظبي” تبني من جديد على تاريخ تليد من علاقات راسخة وعميقة.
قد تكون اختلافات وتقاطعات في وجهات نظر حول ملفات إقليمية ودولية تسببت في مرحلة (فتور) في التواصل على مستوى القيادة بين البلدين، حيث كانت آخر زيارة للرئيس “البشير” للإمارات في مارس عام 2008، ولكن ذلك كما أوردت هنا بعدد (السبت) لم يؤدِّ يوماً إلى (توترات) ملحوظة على المستويات الشعبية أو على صعيد المعاملات التجارية، والاقتصادية الشاملة (استثمارات، تمويلات)، بالإضافة إلى حركة المواطنين التي ظلت أكثر من طبيعية ومتنامية بين البلدين.
شارك “البشير” صباح أمس في حفل افتتاح معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس) الدورة (12) وكان الرئيس الوحيد المشارك في الاحتفال الضخم، وجلس إلى جوار نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء الشيخ “محمد بن راشد” ورجل الدولة القوي.. ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ “محمد بن زايد”.
“البشير” افتتح جناح السودان بالمعرض الذي تنظمه هيئة التصنيع الحربي، وهو جناح مميز من ناحية التصميم (التراثي) الرائع لدرجة أن الأشقاء مشرفي الجناح (السعودي) طلبوا تصميماً مقارباً له وهو يمثل الواجهة العمرانية لمدينة وميناء “سواكن” على البحر الأحمر.الجناح اشتمل على منتجات (حربية) تقوم بتصنيعها هيئة التصنيع الحربي السودانية من أسلحة خفيفة وثقيلة مثل الدبابات، والمدافع ومنظومة صواريخ جوية، وذخائر الصواريخ وغيرها.
قبيل افتتاح المعرض التقى الرئيس “البشير” الشيخين “محمد بن راشد” و “محمد بن زايد” ، كما التقى عدد من الوزراء من الوفد السوداني بنظرائهم الإماراتيين.
الزيارة بصفة عامة يمكن اعتبارها (فتحاً) حقيقياً في مسار العلاقات السودانية – الإماراتية، كما أنها تؤسس لاستثمارات خليجية إضافية بالسودان، وتعاون وتنسيق سياسي و(أمني) بين الدولتين في ملفات عربية عديدة.